هل يُعقل أن تظل دولة بحجم وقيمة وقامة مصر ١٤ سنة بدون بطولة قارية ولا تصل لمنافسات بطولة كأس العالم خلال تلك الفترة سوى مرة واحدة وبطلوع الروح وبحرق أعصابنا حتى اللحظات الأخيرة من المباراة؟
هل يُعقل أن تفشل دولة بعدد سكانها الذى تجاوز المائة مليون فى إيجاد ٢٥ موهبة رياضية حقيقية عاشقة لوطنها وتعلم جيدا قيمة وحجم المسؤلية الملقاه عليها فى تمثل منتخب بلادها؟.
هل يُعقل بعد كل هذا الفشل المتواصل أن تظل نفس هذه الوجوة تدير منظومة كرة القدم فى مصر ودون أن يُحاسب أحد منهم و تحول هذا الإتحاد إلى عزبة خاصة يفعلون بها ما يشاءون ويتعاقدون مع مدربين قليلى الكفاءة وبمبالغ خيالية لا تتناسب مع موهبتهم وكفاءتهم؟.
من «حرامى التي شيرتات» إلى سمسار المدربين إلى من قام بتعيين أقاربه فى الاتحاد بمرتبات خيالية يا قلبى لا تحزن وذلك تحت سمع وبصر الجميع ولا حساب لأحد.
هل تتذكروا عندما خرج رئيس إتحاد كرة القدم الحالى منذ عام ونصف فى أحد البرامج وعلى الهواء مباشرةً قائلا ان لديه الكثير ليقوله وإنه يحتاج لجنة تقصى حقائق ليكشف لها حجم الفساد فى الاتحاد ورغم هذا التصريح الخطير لم يتحرك أحد ولم تشكل لجنة تقصي حقائق وكأن الأمر لا يعنى أحدا؟.
ويبدو أن من يديروا منظومة كرة القدم يعلمون جيدا أن حالة الغضب التي تنتاب الشارع المصرى ستأخذ وقتها ثم تمر مثلها مثل غيرها مع كل فشل وإخفاق سابق.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستظل منظومة كرة القدم فى مصر على هذا الفشل والفساد والتدنى والرشوة والمحسوبية التي يعلمها القاصى والدانى؟.
وإذا كان هؤلاء لا يعنيهم إسم وسمعة وتاريخ مصر فإلى متى الصمت ونحن نرى هؤلاء يقودون الرياضة المصرية وفقا لأهوائم ومصالحهم الشخصية؟.
كرة القدم هى عشق المصريين وأهم وسيلة ترفيه لديهم فإلى متى ستظل أحد أسباب «العكننة» عليهم وحرق دمائهم بدلاً من أن تكون سبباً لفرحتهم وتخفيف ضغوط الحياة عليهم؟.
إننى من هذا المنبر أدعو إلى إقالة إتحاد كرة القدم الفاشل وَمحاسبة كل من فيه، وإقالة هذا المدرب معدوم الموهبه وتشكيل لجنة من الخبرات الرياضية المصرية تكون لها صلاحيات كبيرة ويكون لها أهداف محددة، ومن أهمها: تحديد أسباب الفشل المتواصل فى المنظومة الرياضية، وكيف يمكن إصلاح هذه المنظومة والقضاء على كل أسباب الفساد بها سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات أو البطولات، وكيف يمكن إيجاد وإكتشاف المواهب المدفونة فى المحافظات والتى لا تستطيع الوصول للأندية الكبيرة، وكيف يمكن تسويقها دوليا ليكون لدينا عدد كبير من المحترفين وتسهيل عملية الإحتراف وهو ما نجحت فيه معظم دول إفريقيا، وإن لم يحدث ذلك فانتظروا مزيدا من الفشل والإخفاقات وحرقة الدم لعشاق اللعبة من هذا الشعب المسكين.