٢٠٢٣ .. عام الحروب بـ ١٨٣ صراعاً حول العالم
وصل عدد الصراعات والحروب خلال عام 2023.. إلى 183 صراعا.. في مختلف دول العالم.
ومع استمرار هذه الصراعات والحروب، التي أصبحت أكثر دموية وفتكا، واحتمالات توسعها وتحولها لنزاعات إقليمية وربما في أسوأ الأحوال لحروب دولية… تتبدد الآمال بإحلال السلام مع مشارف العام الجديد ..
وبعد وداع العام 2023.. نذر الحرب تشتعل .. مع اصدار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، اوامره للجيش وقطاع صناعة الذخائر والأسلحة النووية، بتسريع الاستعدادات للحرب لصد ما وصفها بتحركات عدوانية غير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قال إن المجالات الجديدة المحتملة للصراع وأسلحة الحرب تخلق طرقا جديدة يمكن للإنسانية من خلالها إبادة نفسها”.
وأضاف أن “الصراعات أصبحت أكثر تعقيدا وفتكا وأصعب في الحل، بينما عادت المخاوف بشأن احتمال نشوب حرب نووية إلى الظهور”.
الأعلى منذ 3 عقود
نشر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، في لندن، أحدث إصدار من مسحه السنوي الرسمي للصراعات المسلحة حول العالم، والذي لا يتوقع الكثير من السلام بحلول عيد الميلاد المقبل، أو حتى مع الربع الأول في 2024.
يرسم المسح صورة قاتمة لتصاعد العنف والحروب بشكل كبير حول العالم وهو ما يحول دون حدوث السلام في العديد من المناطق؛ ويوثق الاستطلاع- الذي يتناول الصراعات الإقليمية- 183 صراعا في عام 2023، وهو أعلى رقم منذ ثلاثة عقود.
يسلط المسح الضوء على مشهد الصراع العالمي، مؤكدا أن الجماعات المسلحة ودول الاحتلال مثل روسيا وقوات الاحتلال الإسرائيلية، تلعب دورًا مروعًا في العديد من الأماكن، خاصًة وأنها تحظى بدعم قوى كبرى مثل أمريكا وألمانيا.
وعلى الرغم من أن العالم ليس مهددًا على الفور بحرب كبرى، مثل تلك التي اندلعت في الفترة من 1914 إلى 1918 ومن عام 1939 إلى عام 1945، إلا أن التوترات آخذة في الارتفاع، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين.
وتزايدت حدة الصراع على أساس سنوي، مع زيادة الوفيات بنسبة 14% وأحداث العنف بنسبة 28% في أحدث استطلاع، فيما تصنف اللجنة الدولية للصليب الأحمر 459 جماعة مسلحة تثير أنشطتها مخاوف إنسانية، ويعيش 195 مليون شخص تحت سيطرتها الكاملة أو الجزئية، وتمتلك أربعة أخماس هذه المجموعات هيمنة محلية أو إقليمية كافية لفرض الضرائب وتوفير قدر من الخدمات العامة، ولا يمتد أمر الحكومات الوطنية المعترف بها إلى مناطق كبيرة من مساحة اليابسة العالمية.
حق النقض .. يطيل الحروب
يشير المسح إلى أنه في خضم التوترات الجيوسياسية الحادة الجديدة بين القوى الكبرى، تقلصت نفوذ الأمم المتحدة، ففي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، استخدمت كل من الصين وروسيا والولايات المتحدة مراراً وتكراراً حق النقض ضد الأهداف المعلنة لبعضها البعض، أو على الأقل تدفع كل منها الأخرى إلى التخلي عن أي احتمال للحصول على التفاوض في موقف معين أو وقف إطلاق النار، كما حدث 3 مرات برفض أمريكا وقف إطلاق النار على المدنيين في قطاع غزة.
إن الدول الاستبدادية ترفض رفضاً قاطعاً المبدأ القائل بأن للأمم المتحدة الحق في التدخل في الدول التي يتم فيها انتهاك حقوق الإنسان.
وقد شارك الروس في مذابح بحق المدنيين في مالي، حيث أدت الضغوط التي تمارسها موسكو وبكين إلى تسريع انسحاب الأمم المتحدة بحلول نهاية هذا الشهر.
وفي أفريقيا، هناك ضغوط متزايدة على أن يقوم بمهام حفظ السلام وتحقيق الاستقرار أفراد من الاتحاد الأفريقي، الذين يتم تمويلهم فقط من قبل الأمم المتحدة، وما لم تصبح التوترات بين القوى العظمى أقل هيمنة على الساحة الجيوسياسية ــ وهو تطور غير مرجح ــ فإن قدرة الأمم المتحدة على التدخل بفعالية في الصراعات سوف تستمر في الانحدار، وكنتيجة جزئية لهذا الاستعصاء، أصبحت الصراعات المسلحة أطول.
أبرز الصراعات حول العالم
– الحرب الروسية الأوكرانية
أوصلت العالم إلى حافة هاوية الحرب النووية، وما زالت مستمرة، ولم تشهد الأشهر القليلة الماضية أي تغيير جذري في ساحة المعركة لأي من الجانبين.
حصلت أوكرانيا على دبابات وأسلحة وتلقت قواتها تدريبا غربيا قبل شن هجوم مضاد يعتقد أنه كان يهدف إلى الوصول إلى بحر آزوف وتقسيم الخطوط الروسية في جنوب البلاد. .. لكن أوكرانيا واجهت قوات روسية متحصنة وخطوط دفاع متعددة وحقول ألغام ومخاطر أخرى، وحققت مكاسب إما ببطء أو لم تحققها على الإطلاق.
ففي يناير، عاد الجيش الروسي الذي تعززت صفوفه بـ 300 ألف جندي احتياط وبدعم من جماعة فاجنر المسلحة، إلى الهجوم ولا سيما في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وفي مايو، أعلنت موسكو سيطرتها على باخموت بعد معركة دامية هي الأطول منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
وبوشر الهجوم الأوكراني المضاد الذي كان مرتقباً جداً من حلفائها الغربيين، مطلع يونيو في محاولة لاستعادة أراضٍ احتلتها موسكو. لكنها واجهت دفاعات روسية قوية.
ورغم مساعدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات، تمكن الجيش الأوكراني من استعادة بعض من البلدات فقط في جنوب البلاد وشرقها.
– انقلاب فاجنر
وواجهت روسيا صعوبات أيضا، بما في ذلك الانقلاب الفاشل الذي نفذه زعيم ميليشيا فاجنر، يفحيني بريجوجين، في يونيو الماضي، والذي مثل التحدي الأكبر حتى الآن لحكم الرئيس، فلاديمير بوتين.
ففي 24 يونيو، تمرد عناصر من جماعة فاجنر الروسية المسلحة وبدأوا الزحف على موسكو.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «خيانة» من جانب قائدهم يفجيني بريجوجين الذي أمر في نهاية المطاف رجاله بـ «العودة» إلى قواعدهم.
وأثار مقتل بريجوجين بعد شهرين على ذلك في تحطم طائرة تساؤلات فيما اشتبهت الدول الغربية وأوكرانيا بضلوع الكرملين في ذلك.
وبعد أشهر على بدء الهجوم المضاد غير المثمر، أكدت كييف منتصف نوفمبر أنها دفعت الجيش الروسي إلى التراجع كيلومترات عدة على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو في منطقة خيرسون الجنوبية.
وفي 21 نوفمبر، توجه قادة أوروبيون إلى كييف لتجديد دعمهم لأوكرانيا التي تخشى تراجع التزام حلفائها فيما الاهتمام العالمي منصب على الحرب بين «حماس» وإسرائيل.
وبينما ظلت الدول الغربية موحدة علنا خلف أوكرانيا، بدأت تتعالى في أوربا “المرهقة” أصوات تطالب بوقف الحرب وبدء محادثات سلام بين الطرفين.
ويرى الخبراء أن الحرب كلها متوقفة على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر 2024، وآخر الإحصاءات تشير إلى أن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا من مطلع 2022 إلى أكتوبر 2023 بلغت 74.4 مليار دولار، منها 46.3 مليار دولار مساعدات عسكرية.
وقد بدأ بعض النواب الجمهوريين بالحديث عن ضرورة وقف هذا النزيف الاقتصادي الحاد.
ويرى بعض المحللين أنَّ الحرب كلفت الروس في 2023 أيضاً ما يزيد عن 84 مليار دولار، بخلاف عدد القتلى لدى الطرفين، والذي تتضارب الأرقام بشأنه، لكن الرقم يمثل مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة.
– مفاوضات لانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
في خطوة تاريخية.. الاتحاد الأوروبي يوافق على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا رغم حالة الحرب.. فقد اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على فتح محادثات العضوية مع أوكرانيا على الرغم من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، لكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على حزمة مساعدات مالية بقيمة 50 مليار يورو لكييف بسبب معارضة المجر.
وفي ديسمبر.. قرر الاتحاد الأوروبي فتح مفاوضات الانضمام إليه مع كل من أوكرانيا ومولدافيا، وفق ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في بروكسل في اليوم الأول من قمة لقادة دول التكتل ال27.
وأضاف ميشال عبر منصة إكس “إشارة أمل قوية لمواطني هذين البلدين ولقارتنا”.
ورحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالقرار ووصفه بأنه “انتصار لأوكرانيا”، مضيفا “إنه انتصار لأوروبا بأكملها”.
كوريا الشمالية: استعدوا للحرب
في 27 ديسمبر ، أصدر زعيم كوريا الشمالية أوامره للجيش بالاستعداد للحرب.
وتأتي هذه التعليمات بعد أسبوع من التحذير الذي أطلقه كيم بشأن جاهزية بيونج يانج لاستخدام ترسانتها النووية في حال “تعرضت لاستفزاز” بسلاح نووي.
وجاء ذلك فى ظل التحركات الأمريكية الأخيرة والتي تراها بلاده تهديدا لها، والتوترات مع الجارة الجنوبية وخاصة بعدما أصدرت الأخيرة قرارات بفرض عقوبات على 8 أشخاص في بيونج يانج، من بينهم رئيس وكالة التجسس الكورية الشمالية ؛ لتورطهم في تجارة الأسلحة وأنشطة سيبرانية محظورة بموجب العقوبات الدولية.
وردا على هذه الخطوة، وجهت واشنطن وسيول تحذيرا شديد اللهجة إلى بيونج يانج من أن أي هجوم نووي قد تشنه على الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية سيعني نهاية النظام الكوري الشمالي.
وخلال حديثه عن التوجهات السياسية للعام الجديد في اجتماع للحزب الحاكم، قال كيم أيضا إن بلاده ستوسع تعاونها الاستراتيجي مع الدول “المستقلة المناهضة للإمبريالية”.
الزعيم “حدد المهام القتالية للجيش الشعبي وقطاعات صناعة الذخائر والأسلحة النووية والدفاع المدني من أجل تسريع الاستعدادات للحرب بصورة أكبر”.
وتعمل كوريا الشمالية على توسيع علاقاتها مع دول من بينها روسيا، وتتهم واشنطن بيونج يانج بتزويد موسكو بمعدات عسكرية تستخدمها في حربها مع أوكرانيا، فيما تقدم روسيا دعما فنيا لمساعدة كوريا الشمالية على تطوير قدراتها العسكرية.
كيم حدد أيضا خلال الاجتماع الأهداف الاقتصادية للعام الجديد الذي وصفه بأنه “عام حاسم” لإنجاز خطة التنمية الخمسية للبلاد.
كان قد أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أن بيونج يانج لن تتردد في الرد بضربة نووية على أي استفزاز للعدو مرتبط باستخدام الأسلحة النووية ضد الجمهورية.
وجاءت تصريحات الزعيم الكوري خلال لقاء مع “فصيل الراية الحمراء الثاني”، الذي شارك في الإطلاق الأخير للصاروخ الباليستي العابر للقارات “هواسونغ 18”.
ففي 18 ديسمبر، نجحت كوريا الشمالية في اختبار صاروخ “هواسونغ-18” الباليستي العابر للقارات، ردا على الأعمال العدائية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
اضطرابات أفريقيا
انعدام الاستقرار يتزايد في أفريقيا
عرفت أفريقيا انقلابين في 2023. فقد، استمرت موجة الانقلابات العسكرية التي تعصف بأفريقيا منذ عدة أعوام.
– النيجر
في النيجر، الدولة الواقعة في منطقة الساحل الذي يشهد أعمال عنف متطرفة.. وهي مستعمرة فرنسية سابقة ومصدر رئيسي لليورانيوم، أطاح عسكريون برئيس البلاد المنتخب ديمقراطيا، في يوليو الماضي.. متحججين بـ «تدهور الوضع الأمني».. ولا يزال الرئيس المخلوع محمد بازوم محتجزاً في مقر إقامته.
– الجابون
وبعد شهر واحد، 30 أغسطس، نفذ ضباط كبار في الجيش خطوة مماثلة في الجابون وأطاحوا برئيس البلاد علي بونجو اونديمبا الذي حكم البلاد لفترة طويلة. بعيد انتخابات رئاسية تعرضت لانتقادات واسعة بسبب اتهامات تزوير وأظهرت فوزه بولاية ثالثة.
. ولا يزال علي بونجو الذي حكمت عائلته البلاد الواقعة في وسط أفريقيا لأكثر من 55 عاماً، في ليبرفيل وهو حر في تنقلاته.
– نيجيريا والصومال
في نيجيريا، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص بسبب أعمال العنف، وأكثر من 9000 شخص في الصومال، وأخلفت هذه الحروب العديد من اللاجئين: أكثر من 6 ملايين في سوريا، و5 ملايين في أفغانستان، ومليون في ميانمار.
* آسيا
– في ميانمار (بورما)، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، يقول بعض خبراء الأمم المتحدة إن حربا أهلية جارية بين المتمردين والجيش منذ أن أطاح انقلاب عسكري بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا، في فبراير عام 2021.
– كذلك تواجه أفغانستان، بعد عامين من تولي حركة طالبان السلطة، هجمات مسلحة من فرع لتنظيم داعش.
– التهديد الحوثي بالبحر الأحمر
الحوثيون يصعدون من تهديداتهم بشأن الملاحة في البحر الأحمر
ويكثف الحوثيون هجماتهم ردا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مما أجبر شركة النفط الكبرى (بي.بي) وشركات شحن مثل ميرسك على تجنب المرور من المنطقة.
الحوثيون انضموا إلى الصراع الأحدث مع اتساع رقعته في الشرق الأوسط، وأعلنوا في 31 أكتوبر أنهم أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل وتعهدوا بمواصلة الهجمات “حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي”.
تأتي خطواتهم تزامنا مع دور جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تهاجم مواقع إسرائيلية على الحدود اللبنانية، وجماعات مسلحة عراقية تستهدف المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.
وفي تصعيد جديد.. أعلن الحوثيون في التاسع من ديسمبر إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن الدولية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الحوثيين في بيان في التاسع من ديسمبر إن الجماعة “تعلن عن منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، وستصبح هدفا مشروعا.
– تحالف بحري
خرجت الولايات المتحدة لتعلن عن تدشين تحالف بحري لحماية الملاحة والسفن التجارية في البحر الأحمر فيما انضمت عشر دول في بادئ الأمر إلى التحالف.
ومنذ منتصف الشهر الماضي، تشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات صاروخية وبمسيرات في مسعى لاستهداف السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب. وقال المسؤول الحوثي محمد البخيتي على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) إنه “حتى لو نجحت أمريكا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
الصراع النووي
كذلك لا تزال التوترات قائمة بين الهند وباكستان المسلحتان نوويا، وتستمر الترسانة النووية لكوريا الشمالية في النمو.
بالمقابل تقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم بدرجة أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات صنع الأسلحة.
التوتر الصيني – الأمريكي
4 فبراير.. زادت حدة التوتر في العلاقات الأمريكية الصينية على الصعيد الجيوسياسي والاقتصادي والتكنولوجي بعد إسقاط الولايات المتحدة منطادًا صينيًا فوق الأراضي الأمريكية وزعم أنه لأغراض التجسس.
وما زالت التسوية بعيدة المنال مع التوترات على حدود تايوان وبحر الصين الجنوبي، بالرغم من لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج الأخير في نوفمبر مع الرئيس جو بايدن على هامش اجتماع قادة آيبيك 2023 في سان فرنسيسكو، وتأكيد الطرفين على ضرورة التواصل والتعاون لحل المشاكل.
ففي 28 يناير 2023، دخل منطاد على ارتفاعات عالية مصدره الصين إلى المجال الجوي لأمريكا الشمالية، مما تسبب في توترات دبلوماسية. وزعم الجيشان الأمريكي والكندي أن المنطاد كان جهاز مراقبة، بينما زعمت الحكومة الصينية أنه منطاد أبحاث مدني للأرصاد الجوية خرج عن مساره بفعل الرياح.
مر البالون فوق ألاسكا، وغرب كندا، والولايات الأمريكية المتجاورة عبر مونتانا وميزوري قبل أن تُسقطه القوات الجوية الأمريكية في المياه قبالة ساحل كارولينا الجنوبية في 4 فبراير، بأمر من الرئيس جو بايدن.
أدى الحادث إلى توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى تأجيل زيارة دبلوماسية كانت مُعدَّة لبكين.
كما أدت إلى توتر العلاقات الكندية الصينية، بسبب التوغل في المجال الجوي الكندي، حيث استدعت كندا السفير الصيني.
وفي 3 فبراير، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن منطادًا صينيًا ثانيًا كان يمر فوق أمريكا اللاتينية.
* أرمينيا وأذربيجان اتفاق حول ناجورنو كاراباخ
تمكنت أذربيجان من استعادة إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه من الانفصاليين الأرمن في هجوم خاطف.
شنته أذربيجان، في 19 سبتمبر الماضي، في عملية وصفتها بأنها “إجراءات لمكافحة الإرهاب”، بهدف استعادة النظام الدستوري.
وفي غضون 24 ساعة، استسلمت سلطات الاقليم بعدما تخلت عنها يريفان، وأبرم اتفاق لوقف إطلاق النار.. ووافق الانفصاليون على إلقاء أسلحتهم وإجراء محادثات..
وأعلنت أذربيجان أنها “استعادت السيادة” على الإقليم المتنازع عليه منذ عقود مع أرمينيا.
وبعد هذا الهجوم الخاطف الذي قتل فيه نحو 600 شخص، فرت غالبية السكان البالغ عددهم 120 ألفاً إلى أرمينيا في حين اعلنت سلطات أعالي كاراباخ حل نفسها اعتباراً من الأول من يناير 2024
في منتصف نوفمبر، أمرت محكمة العدل الدولية التي لجأت إليها يريفان، باكو بالسماح بعودة سكان كاراباخ «بأمان تام».
وفي 7 ديسمبر الجاري، أصدر مكتب رئيس وزراء أرمينيا وإدارة الرئيس الأذربيجاني، بيانا مشتركا أكدا فيه عزم يريفان وباكو، تنظيم العلاقات وإبرام معاهدة سلام على أساس احترام مبادئ السيادة والسيادة والسلامة الإقليمية.
وفي بادرة حسن نية، أطلقت أذربيجان، سراح 32 جنديا أرمينيا، بالمقابل أطلقت أرمينيا سراح جنديين أذربيجانيين.
وتتفاوض الدولتان حاليا على معاهدة سلام شاملة، لكن المحادثات التي تتم بوساطة غربية فشلت حتى الآن في تحقيق أي تقدم.
وتعد ناجورنو كاراباخ منطقة انفصالية تسكنها غالبية أرمينية..أعلنت استقلالها من جانب واحد بدعم من أرمينيا العام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفياتي.
ومن المعروف أن إقليم ناجورنو كاراباخ معترف به دوليا على أنه جزء من الأراضي الأذربيجانية، ولكنه يخضع لسيطرة الأرمن منذ عام 1994.
وتتنازع عليها باكو ويريفان منذ أكثر من ثلاثة عقود.. وسبق لهذا الجيب الجبلي أن كان مسرحاً لحربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في القوقاز في مطلع التسعينات وفي خريف العام 2020.
* فرنسا.. إصلاح نظام التقاعد يثير احتجاجات عنيفة
في 6 أبريل 2023. استعدت فرنسا في 6 أبريل 2023 ليوم آخر من الاحتجاجات والإضرابات للتنديد بإصلاح نظام التقاعد الذي أقره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد يوم واحد من انتهاء المحادثات بين الحكومة والنقابات إلى طريق مسدود.
وفي 15 أبريل.. وقع ماكرون على مشروع قانون لرفع سن التقاعد في البلاد عامين ليصبح قانونا.
وجاء إعلان توقيع القانون بعد أن وافق المجلس الدستوري الفرنسي على الإجراء، وبعد شهور من الاحتجاجات ضد التعديل الذي انتزعته الحكومة من البرلمان دون تصويت نهائي.
وينص مشروع القانون على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما لكنه تسبب في احتجاجات ضخمة وأحيانا عنيفة في الأسابيع الأخيرة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى تعارض رفع سن التقاعد فضلا عن أن الحكومة استندت إلى المادة 49.3 من الدستور التي تسمح لها بتمرير مشروع القانون دون تصويت نهائي في البرلمان.
عند إعلان المجلس قراره بشأن مشروع القانون، تجمع متظاهرون خارج مبنى مدينة باريس ورفعوا لافتات كُتب عليها “مناخ الغضب” و”الإضرابات مستمرة حتى سحب مشروع القانون”.
قال المجلس إن إجراءات الحكومة جاءت متوافقة مع الدستور ومن ثم وافق على رفع سن التقاعد مع إلغاء بعض الإجراءات التي تعزز فرص العمل للعمال الأكبر سنا على أساس أنهم غير معنيين بهذا التشريع.
الرئيس الفرنسي أكد أن هذا الإصلاح ضروري، متمنيا دخول الإصلاح حيز التنفيذ بحلول نهاية العام، حتى تدخل الأمور في مسارها الصحيح.
* أمريكا اللاتينية
تتسم منطقة أمريكا اللاتينية بسلسلة من الأحداث الانتخابية الهامة في عام 2023، حيث تتضمن ثلاث انتخابات عامة (رئاسية وتشريعية) في باراجواي وجواتيمالا والأرجنتين، بالإضافة إلى عدة انتخابات محلية واستفتاءات ذات أهمية كبيرة.
– باراجواي.. بقاء اليمين في السلطة
في أول مايو.. انتخبت باراجواي رئيسا من حزب كولورادو اليميني الممسك بالسلطة في البلاد منذ قرابة ثمانية عقود، معلنة رفضها لمنافسه من يسار الوسط الذي ترشح تحت شعار مكافحة الفساد المؤسسي المستشري.
وأفادت لجنة الانتخابات أن سانتياجو بينيا الاقتصادي ووزير المالية السابق البالغ 44 عاما فاز بأكثر من 42 في المئة من الأصوات،
وحصل منافسه إفراين أليجري البالغ 60 عاما من تحالف أحزاب يسار الوسط على 27,5 في المئة.
وخالفت النتيجة الاتجاه السائد في أمريكا اللاتينية مؤخرا بتصويت الناخبين للأحزاب اليسارية لمعاقبة الطبقة السياسية والأحزاب الكبرى.
وصوت الناخبون في باراجواي أيضا لانتخاب نوابهم، حيث حقق حزب كولورادو أكبر حصة في مجلس الشيوخ بنحو 43 في المئة.
ورغم أن التصويت إلزامي في هذه الدولة، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 63 في المئة فقط.
وجاءت هذه الانتخابات في وقت صعب بالنسبة إلى حزب كولورادو الذي يحكم بشكل شبه متواصل منذ خمسينات القرن العشرين رغم تحول النظام من ديكتاتوري إلى ديموقراطي عام 1989.
جواتيمالا
متعهدا بـ”محاربة الفساد”… برناردو أريفالو يفوز بالانتخابات الرئاسية في جواتيمالا متقدما بذلك على منافسته ساندرا توريس التي تفشل للمرة الرابعة في اعتلاء سدة الحكم.
الانتخابات جرت في 21 أغسطس.. و حصل بموجبها أريفالو على 59% من الأصوات، في مقابل36% لمنافسته ساندرا توريس.. ويتولى الرئيس الجديد منصبه في 14 يناير 2024.
ويخلف الفائز في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته أليخاندرو ياماتي الذي اتسم عهده بقمع القضاة والصحفيين الذين نددوا بالفساد.
وتوريس هي الزوجة السابقة للرئيس السابق ألفارو كولوم (2008-2012)، في حين أن أريفالو نجل أول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد، هو خوان خوسيه أريفالو (1945-1951).
وقبل إعلان النتائج، قال أريفالو “كنا لسنوات ضحايا، فريسة سياسيين فاسدين”، متعهدا في نفس الوقت بمحاربة الفساد.
الأرجنتين
الليبرالي المتطرف خافيير ميلي يفوز بالرئاسة ويتعهد بـ”نهاية الانحطاط”
في 20 نوفمبر.. انتخب الأرجنتينيون المرشح الاقتصادي الليبرالي المتطرف خافيير ميلي رئيسا لهم، حيث حصل على 55,95% من الأصوات، فيما حصل منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا على 44,04% بعد فرز 86% من الأصوات،
وميلي (53 عاما)، اقتصادي يصف نفسه بأنه “رأسمالي فوضوي”، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية، وكان قد دخل المعترك السياسي قبل عامين.
وأكد الرئيس الأرجنتيني المنتخب في خطاب النصر، أن “اليوم تبدأ نهاية الانحطاط” وتنطلق “إعادة إعمار الأرجنتين”، محذرا من أنه لن تكون هناك “أنصاف حلول”.
ومتوجها إلى الآلاف من أنصاره شدد ميلي من مقر حملته في بوينس آيرس بعد فوزه الساحق بأكثر من 55 في المئة من الأصوات على وزير الاقتصاد الوسطي سيرخيو ماسا، على أن “هذه ليلة تاريخية للأرجنتين”.
أحداث هامة خلال العام
مع اقتراب نهاية العام 2023، نلقي نظرة على تواريخ لأحداث هامة جذبت انتباه العالم..من أهمها:
5 يناير .. دفن البابا السابق بنديكتوس السادس عشر، بعد أيام من وفاته في 31 ديسمبر عن عمر يناهز 95 عاما. واحتشد عشرات الآلاف من المشيعين في كنيسة القديس يوحنا في ساحة بطرس لحضور الجنازة التي ترأسها البابا فرانسيس، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يرأس فيها بابا جالسًا جنازة بابا سابق.
ولد جوزيف راتسينجر في ألمانيا عام 1927، وانتُخب بابا الفاتيكان في عام 2005، واتخذ قرارًا غير مسبوق بالاستقالة من منصبه في عام 2013.
8 يناير ـ محتشدون يقتحمون الكونجرس والمحكمة الفيدرالية العليا وأحد قصور الرئاسة في البرازيل احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا… في مشاهد تذكرنا بتمرد الكابيتول هيل قبل عامين، اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو المباني الفيدرالية في برازيليا بالقوة.
30 يناير – مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 200 في تفجير انتحاري داخل مسجد في منطقة خطوط الشرطة بمدينة بيشاور في باكستان.. حيث فجَّر المهاجم القنبلة أثناء صلاة الظهر.
6 فبراير – مقتل أكثر من 50000 شخص وإصابة أكثر من 124700، إثر وقوع زلزالين بلغت قوة أكبرهما 7.8 درجة بمقياس ريختر في جنوب تركيا، وبعد مرور تسع ساعات وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة مرعش وامتد أثرهما إلى سوريا، وخلّفا أضرارًا مادية جسيمة في كِلا البلدين.
17 مارس – المحكمة الجنائية الدولية تنشر تحذيرا باعتقال الرئيس الروسي بوتين.. فقد أصدرت الدائرة التمهيدية الثانية في المحكمة المدعومة من الأمم المتحدة، مذكرة توقيف بحق بوتين، بشأن مزاعم جرائم حرب متعلقة بترحيل أطفال و “نقلهم بصورة غير القانونية” من أوكرانيا، حسبما قال رئيس المحكمة الجنائية الدولية، بيوتر هوفمانسكي.
4 أبريل – أصبحت فنلندا رسميًا العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما ضاعف حدود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع روسيا. ورد الكرملين ووصف ذلك بأنه “اعتداء على أمننا” وتعهد باتخاذ إجراءات مضادة.
3 مايو – وقوع هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على الكرملين لكنه فشل ولم يسفر عن أي وفيات أو حتى إصابات ويُشاع أن الهدف منه هو اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. وروسيا تتهم أوكرانيا بالوقوف وراء الهجوم والأخيرة تنفي ذلك.
ووصفت روسيا الهجوم بأنه “هجوم إرهابي” وقالت إنها “سترد في المكان المناسب والوقت المناسب” ودعى دميتري ميدفيديف إلى اغتيال زيلينسكي ردًّا على الهجوم.
9 مايو – إقامة مراسم تتويج تشارلز الثالث ملكًا للمملكة المتحدة.. وزوجته كاميلا ملكة للمملكة المتحدة وعوالم الكومنولث الأخرى في دير وستمنستر.. وقد اعتلى تشارلز العرش في 8 سبتمبر عام 2022 بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية.
28 مايو..فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية على منافسه كمال كليجدار أوغلو، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.
وأعلن أحمد ينار رئيس اللجنة أن “أردوغان فاز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن حصد 52.15% من إجمالي الأصوات، مقابل أقل من 48% لمنافسه كمال كليجدار أوغلو”.. وبلغت نسبة المشاركة 83.88%.
23 يونيو – مجموعة فاجنر تخوض تمردًا مسلحًا ضد السلطات الروسية وتحتل مقرات عسكرية في مدينة روستوف وتتجه نحو موسكو، لتنهي تمردها في نفس اليوم.
وتمرد مجموعة فاغنر هو تمرد عسكري قامت به قوات فاجنر بأوامر من قائدها يفجيني بريجوجين وذلك بعد ادعائه بأن جنودًا من وزارة الدفاع الروسية قصفوا مواقع المجموعة العسكرية عشية الثالث والعشرين من يونيو 2023، وردا على هذا توعد بريجوجين بالانتقامِ من قيادة وزارة الدفاع التي حملها مسؤولية ما طال قواته.
23 أغسطس – تحطم طائرة خاصة في رحلة من موسكو إلى سانت بطرسبرج، ذكرت المصادر الرسمية أن يفجيني بريجوچين زعيم مجموعة فاجنر ، والمؤسس المشارك دميتري أوتكين، ورئيس قسم الخدمات اللوجستية والأمنية فاليري تشيكالوف، وهم الشخصيات الرئيسية في مجموعة فاجنر، كانوا على متنها
وأثار الحادث تكهنات بأن الطائرة قد تم تدميرها بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد شهرين من تمرد مجموعة فاجنر.
1 نوفمبر – قام ألكسندر فوتشيتش، رئيس صربيا، بحل البرلمان ودعا إلى إجراء انتخابات برلمانية وبلدية مبكرة