الحزن والآلام والدموع .. عنوان منزل إبن دمنهور
الأم المكلومة: هاتوا الجثمان «أحضنه وادفنه».. أو «خدوني أشوفه» وندفنه فى البقيع
فلذة كبدي راح غدرا وخسة.. فقدت الوعى من هول الفاجعة و نقلوني للمستشفى
9 سنوات بالمملكة لم تحدث منه مشكلة.. فبأي ذنب قتل؟
القصاص العادل من القاتل.. يبرد نار قلبى
البحيره – ثناء القطيفى:
مازال الشارع البحراوى يعيش صدمة مقتل الصيدلي المصري محمد فيصل يونس، البالغ من العمر 43 عامًا،الذى وافته المنية بالمملكة العربية السعودية بعد إطلاق أحد المواطنين النار عليه أثناء عمله في صيدلية بمنطقة عسير.
الجريمة النكراء أثارت حالة من الاستياء والحزن والأسى لدى كل من يعرف الصيدلي الشاب عن قرب.. أما أسرته فقد أصابها الخبر المؤلم بحالة من فقدان الوعى.. تحاول عدم التصديق.. تراه كابوسا عابرا قد يولى ادباره.. ولكنها سرعان ما تفيق على الحقيقة المؤلمة وأن الموت الذى لا فرار منه قد أصاب ابنهم الغالى فى غربته.
وكان السؤال الذى يتردد على ألسنة الأسرة والقريب والبعيد : بأي ذنب قتلَ الجانى، محمد؟ فالأنباء المتواترة من هناك تؤكد أنه لا سابق معرفة بين الصيدلي والقاتل، ولم تقع بينهم مشاجرة عابرة! إذا لماذا سفك دمه البرئ؟
الكل يتساءل.. ولكن تبقى الحقيقة المؤلمة أن محمد فيصل شهيد لقمة العيش قد لبى نداء ربه غدرا وخسة وندالة.. وتظل الرحمات تتنزل عليه.. بينما اللعنات تطارد القاتل.. ومطلب القصاص لسان حال الجميع.
كانت السفارة المصرية بالسعودية قد تواصلت مع أسرة الصيدلي فور وقوع الحادث الأليم وأبلغت الخبر الحزين لأخيه الذي أصيب بحالة من الصدمة منذ تلك اللحظة، فيما أصيبت والدته بفقدان الوعى من هول الفاجعة ذهبت على إثرها للمستشفى.
«» .. ذهبت إلى بيت شهيد لقمة العيش والتقت والدته.. التى بدت غير قادرة على الكلام وكأنها فقدت النطق بفقدان فلذة كبدها محمد.. فيما اغرورقت عيناها بالدموع وبصرها شاخص وذهنها شارد تسترجع شريط ذكريات محمد الجميلة الذى يمر من أمامها سريعاً .. غير مصدقة حتى هذه اللحظة أنه ذهب ولن يعود.
قالت الأم المكلومة : محمد يعمل بالسعودية منذ ٩ سنوات ، وهو متزوج وله طفل ، وهو شخص مسالم.. يشهد له الجميع بأخلاقه العالية.. لم تحدث منه أي مشاكل خلال فترة عمله.. ثم تصمت وتقول :”ابنى كان طيب كان حنين الكل بيحبه”
أضافت :تواصل معى محمد قبل الحادثة بيوم واحد وطلب منى الدعاء وكان كل شيء علي ما يرام.. ولم يتحدث معى بشأن أي خلاف، لذلك نبأ قتله أحدث صدمة كبيرة.
وقالت: تلقى الدكتور مصطفى شقيق محمد الأكبر اتصالاً من أحد زملائه وموظف من السفارة المصرية في السعودية، وأبلغاه بأن محمد تعرض لإطلاق النار عليه أثناء عمله، وتم نقله إلى المسشفي وتوفي هناك ولكن مصطفى وارى عنى خبر الوفاة.
وأكدت والدة الصيدلي : “عايزة أدفن ابني ، وعايزة القصاص من اللي قتله، ذنبه إيه يموت وهو لسه شباب وعنده زوجة وطفل صغير.. “مش عارفة أستوعب من ساعة ما سمعت الخبر، ابنى شهيد.. قتل غدرا أثناء تأدية عمله واطالب بسرعة إنهاء الإجراءات وإرسال جثمانه.. مشيره إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي تفاصيل حول ملابسات مقتله .
وأضافت : ” تلقيت مكالمة من محمد ابني ليلة وقوع الجريمة وطلب مني الدعاء له، وأخبرني أنه أدى عمرة في شهر رمضان لوالده المتوفى ودى آخر مكالمة مع ابنى .
وناشدت والدة صيدلي البحيرة، وزارة الخارجية، وكل الجهات المعنية “بسرعة تسهيل إجراءات عودة جثمان إبنها لدفنه في مصر ، واحتضانه للمرة الأخيرة، أو دفنه في البقيع بشرط أن تحضر هي الدفن.
قالت :لا أملك إلا التسليم لأمر لله.. فكلنا إليه راجعون.. ولكن تبقى أمنيتي رؤيته ميتا وتقبيله بعدما حرمت منه حيًا، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهم” بالقصاص العادل من القاتل”.