إبنا الجبل الأصفر بالقليوبية.. ضحية الإعلانات الوهمية لمواقع التواصل الإجتماعية
رحلة الخانكة إلى نقادة لشراء سيارة.. إنتهت رميا بالرصاص فى عز القيالة
القناوية يتبرأون من العناصر الإجرامية .. والحزن يضرب القليوبية
كتب – عبدالرحيم عبدالموجود :
أكثر من 700 كيلو، قطعها روماني عطا شوقي وطلعت نبيه عبدالمسيح، في رحلتهما من مركز الخانكة بمحافظة القليوبية، للوصول إلى محافظة الأقصر .. بعد مشاهدتهما إعلان على ” الفيس بوك ” لبيع سيارة ربع نقل بثمن بخس، فلم يتوان “روماني” عن الاتصال بصاحب الإعلان للاتفاق على شراء السيارة ليستخدمها في عمله بتجارة الأقمشة، وبعد أن أتفق على الشراء بسعر 310 آلاف جنيه، اصطحب صديقه “نبيه ” الذي يملك خبرة واسعة في السيارات، واستقلا القطار متجهين إلى محطة الأقصر لتكون نقطة الانطلاق إلى موقع بيع السيارة .. قبل أن يكتشف الاثنين انهما وقعا ضحيتين لعصابة إجرامية تستقطب الضحايا بذات الطريقة للاستيلاء على أموالهم تحت تهديد السلاح، وانتهت رحلة روماني وطلعت باستدراجهم من الأقصر إلى إحدى قرى مركز نقادة بمحافظة قنا، قبل العودة إلى بلدتهما في منشية الجبل الأصفر بالخانكة، جثتين هامدتين، بعد أن أمطرهما اللصوص بالأسلحة النارية وسط الزراعات في عز الضهر.
تفاصيل الواقعة، بدأت بالإعلان الوهمي الذي نشره أفراد العصابة على موقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ” ، وفور نشر الإعلان شاهده الشاب روماني عطا شوقي، الذي تعود جذوره وأسرته إلى قرية نزة قرار بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، قبل أن يستقر بهم الحال في قرية منشية الجبل الأصفر بمركز الخانكة بمحافظة القليوبية للعمل في تجارة الأقمشة، فقرر أن يتواصل مع المعلن، بهدف شراء السيارة لتكون مصدر رزق له وأسرته، حيث يعول ثلاثة أطفال، وينفق على والده الكفيف.
بادر “روماني” بالاتصال برقم المعلن، وبعد مفاوضات تليفونية اتفق الطرفين على بيع السيارة بسعر 310 آلاف جنيه، وهى سيارة ربع نقل مستعملة .. وأخبره المعلن بضرورة الحضور لإتمام الاتفاق في محافظة الأقصر، ولما وجد “روماني” أن هذا السعر ” لُقطة ” قرر السفر إلى محافظة الأقصر لشراء السيارة، وطلب من صديقه ” طلعت نبيه عبدالمسيح ” 40 سنة الذهاب معه لمعاينة السيارة وفحصها لامتلاكه خبرة واسعة في مجال السيارات.
أخبر ” روماني ” و ” نبيه ” أسرتيهما بذلك واتفقا على السفر إلى الأقصر لإتمام الاتفاق .. بعد أن ودع روماني والديه وزوجته وأطفاله الثلاثة، وكذلك ودع طلعت زوجته وأطفاله حيث يعول 5 بنات وولد رضيع عمره لم يتجاوز الـ 7 أشهر ، على وعد أن يحضر كل منهما لأطفاله الهدايا من البازارات السياحية التي تشتهر بها محافظة الأقصر.
استقل روماني ونبيه القطار ليلًا، متجهين إلى محافظة الأقصر حسب الاتفاق مع المعلن عن بيع السيارة، وطوال الطريق لم يتوقف الاثنين عن الاتصال بأسرتيهما للاطمئنان عليهم، وطمأنتهم على أحوالهما، وظل الحال كذلك حتى وصلت الساعة إلى الثانية عشرة ظهرًا، عندها أخبر ” روماني ” والدته أنه ورفقته صديقه طلعت ، وصلا إلى الأقصر، وفي طريقهما لاستقلال معدية نهرية تنقلهما من البر الشرقي بالأقصر إلى البر الغربي، ثم استقلال سيارة للوصول إلى قرية ” بشلاو ” لمقابلة المعلن صاحب السيارة .
عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثانية ظهرًا وزوجتي روماني ونبيه تحاولان الاتصال بهما، لكن دون رد، فبدأ القلق يساور جميع أفراد الأسرتين، والاتصالات لم تتوقف .. ومع دقات الساعة الثانية والنصف كرر والد ” روماني ” الاتصال بابنه .. وما إن فتح الخط قال الأب : ” ألو يا روماني .. مش بترد ليه يا ابني ” .. ليصدم الأب بالرد حيث كان على الناحية الأخرى ضابط شرطة من قوة مباحث مركز شرطة نقادة يقول : ” البقاء لله .. روماني ونبيه في ذمة الله ” .
تحولت منشية الجبل الأصفر في مركز الخانكة بمحافظة القليوبية، إلى سرادق عزاء كبير في لحظات، الكل يبكي روماني ونبيه .. وفي الوقت ذاته كانت قوات الأمن بمحافظة قنا قد انتشرت بمنطقة العثور على الجثتين، لنقلهما إلى مشرحة مستشفى نقادة المركزي بمقرها المؤقت بقرية طوخ، بعد إخطار النيابة العامة التي انتقلت لمعاينة الجثتين وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثتين وبيان سبب الوفاة.
وكشف أقارب الضحيتين أن روماني ونبيه .. لم تكن معهما مبالغ مالية كبيرة أثناء سفرهما إلى محافظة الأقصر، وكل ما كان معهما هو مبلغ 15 ألف جنيه فقط لا غير، بالإضافة إلى حقيبتين صغيرتين بداخلها ملابس لروماني وطلعت، وأشاروا إلى أنهما تعرضا لعملية نصب ممنهجة، حيث أن المتهمين قاموا باستدراجهما إلى محافظة الأقصر، ومنها إلى مسرح الجريمة بمركز نقادة بمحافظة قنا، وظنوا أن الحقيبتين بهما مبالغ مالية فقاموا بإطلاق الرصاص تجاه روماني الذي توفي متأثرًا بإصابته بطلقتين في الظهر وفتحتي خروجي في البطن بعدما حاول الهروب من المتهمين، فيما توفى طلعت بعد تلقيه طلقتين في البطن وطلقتين في الصدر.. وطالب أقارب الضحيتين بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة للقصاص منهم، وكذلك شن حملات موسعة بالمنطقة لضبط جميع العناصر الاجرامية والخارجين عن القانون والمطلوبين على ذمة قضايا وحائزى الأسلحة غير المرخصة لتطهير المنطقة من آثامهم.
في الوقت ذاته استنكر أهالي قرية بشلاو بمركز نقادة وكافة نجوع قرية الأوسط قمولا بمركز نقادة، الواقعة التي يقف خلفها عناصر إجرامية لا تمثل قرية الأوسط قمولا، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، معربين عن خالص تعازيهم لأسر الضحايا.
وكانت الواقعة بدأت مع إخطار تلقاه اللواء إيهاب طه مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، من غرفة عمليات النجدة بالعثور على جثتين بمنطقة تسمى “الملاح” وسط الزراعات بناحية قرية الأوسط قمولا بمركز نقادة، فانتقلت على الفور قوة أمنية مكبرة بقيادة اللواء على العاصي مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن قنا، وضمت القيادات الشرطية بالمنطقة، وبالفحص تبين أن الجثتين لشخص يدعى ” روماني عطا شوقي ” 37 سنة ، وآخر يدعى ” طلعت نبيه عبدالمسيح” 40 سنة، مقيمان منشية الجبل الأصفر بمركز الخانكة بمحافظة القليوبية.
وكشفت التحريات أن المجني عليهما حضرا لشراء سيارة ربع نقل مستعملة، بعد مشاهدة الإعلان على الفيس بوك، وتم استدراجهما إلى منطقة نائية، وامطارهما بالرصاص من جانب أفراد التشكيل العصابي .
تمكنت أجهزة الأمن بمحافظة قنا، من ضبط 4 أشخاص يشبته تورطهم في الواقعة، وجار استكمال التحقيقات للوقوف على ملابسات الواقعة .