الرئيس الأمريكي جو بايدن – لافض فوه – يخرج علينا من وقت لآخر بتصريحات غريبة عجيبة مفادها أن إسرائيل مسؤولة مسؤولية تامة عن سلامة المدنيين الفلسطينيين، ويوحي إلينا من آن لآخر تعاطفه معهم.
هذا الرجل المنتهية صلاحيته لا يخجل وهو يصرح مثل هكذا تصريح ….
الأغرب و الأعجب أنه يفعل ذلك بعد أن تم الكشف عن عملية دعم إسرائيل باسلحة وقذائف حديثة و بكميات هائلة دون الرجوع إلى الكونجرس ….
هذا الرجل .. هو نفسه الذي استقل طائرته الرئاسية وزار دولة الكيان البغيض صبيحة اليوم الثاني من عملية طوفان الأقصى … ليحضر اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي ويدعم ويؤازر ليظهر للعالم مدى انحيازه …. وليسجل سابقة لم تحدث من قبل على مدى التاريخ الحديث وكان حضوره متزامنا مع قدوم أكبر وأحدث حاملات الطائرات الأمريكية( النووية) ومعها عديد من القطع البحرية ووقوفها قريبا من شاطىء غزة …
وهو نفسه من أعطى التعليمات لمندوبته الدائمة في مجلس الأمن لتعطل صدور أى قرار دولي يمنع إسرائيل من استكمال عدوانها البشع ….
السيد بايدن الذي أصبح أضحوكة العالم بسبب ما يعانيه من تخبط وتلعثم وعدم إدراك وقد اتضح هذا من خلال تعليقات الصحف الأمريكية وكذا انتقادات وسخرية المرشح الرئاسي المنافس (ترامب) …
هذا الرجل بالرغم مما يعانيه من مشاكل واضحة وغير خافية على أحد إلا أنها تمثل فعلا الواقع المرير الذي تمثله الغطرسة الأمريكية وانحيازها الصارخ مع دولة الكيان
انحياز فاق كل تصور وتعدى كل حد …
كل ما يحدث من قتل وتخريب وتدمير وترويع لأكثر من مليونين و نصف من البشر …
(آه و الله من البشر) محشورين في شريط ضيق تدمر بيوتهم فوق رؤوسهم … وتعطل كافة مظاهر الحياة … حتى المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة لم تسلم من الممارسات الوحشية المتتالية
كل هذا والسيد بايدن لا يبالي …..
وحينما يتحدث معلنا أنه يؤيد حل الدولتين
وأنه يرفض استمرار القتال ويرغب في انتهاء العمليات العسكرية و يؤيد صفقة كبرى لتبادل الأسرى مع تطبيق هدنة طويلة مع استمرار التفاوض للوصول إلى حل نهائي يحقن الدماء ويعيد الهدوء للمنطقة ويساعد الفلسطينيين على العودة لمنازلهم المدمرة …. بعد إعلانه وتاكيداته المستمرة نجد أن ما يحدث هو عكس مايقول ….
الرجل لا يكفيه استشهاد أكثر من خمسة وثلاثين ألفا من الفلسطينيين وجرح ما يزيد عن مائة وعشرة آلاف إنسان –
الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال –
مع تشريد وتجويع أكثر من إثنين مليون ونصف المليون من شعب تتم إبادته بأخس وأحقر طريقة على مرأى ومسمع من الجميع
ولقد تأكد بما لا يدع مجال لشك أن المهم عند السيد بايدن هي نتيجة الانتخابات الأمريكية وما يصاحبها من توازنات ومواقف ترضى الناخبين …. أما أرواح البشر ومصائر الشعوب فلتذهب إلى الجحيم …
هذا يدعونا إلى ضرورة البحث عن حلول أخرى بعد أن فاض الكيل و طفح .. فليس مقبولا أن يستمر هذا الدمار والخراب والقتل والترويع والتشريد لأناس عزل لا ذنب لهم سوى أنهم يطلبون فقط … الحياة الآمنة الكريمة مثلهم مثل سائر البشر …
لابد أن يكون هناك حل يوقف شلال الدماء ويضع حدا لمعاناة الأبرياء خاصة ونحن على أعتاب شهر كريم …
أما أنت ياسيد بايدن …. فاعلم أن التاريخ قد سطر في سجلك صفحة من أسوأ الصفحات
واعلم أيضا أنه سيأتي يوم ما يعلمه الله وأحسبه قريبا سترد فيه المظالم إلى أهلها ويعود الحق لأصحابه الشرعيين …
وساعتها لن تنفعكم اسلحتكم الفتاكة …
كما سيدفع الصهاينة المتجبرين ثمن ما اقترفوه من جرم …
اللهم أنصر أهلنا في غزة …
اللهم ثبتهم وارفع عنهم البلاء ….
و لله الأمر من قبل ومن بعد ….