مر شهر رمضان المعظم ومن بعده عيد الفطر المبارك …
كان المصريون … كل المصريين، خائفين .. متوجسين قبل بداية الشهر فالحالة الاقتصادية بالغة السوء … الأسواق مشتعلة … الأسعار نارية وفي تزايد مستمر
أسعار السلع الرئيسية وبخاصة الغذائية كانت تتحرك لأعلى يوميا …
فجأة … ودون سابق إنذار تحدث الإنفراجة وتصدر الحكومة عددا من الإجراءات الاقتصادية التي ساهمت في كبح جماح الأسعار …
أيضا كان هناك تخوف كبير من قيام إسرائيل بتنفيذ تهديدها باقتحام رفح وما يترتب عليه من معاناة ونتائج تزيد من أوجاع الناس وتؤثر سلبا على معيشتهم …
لكن الأمور تغيرت وسارت في اتجاه هدنة غير معلنة …
وطوال ايام و ليالي الشهر الفضيل رأينا فرحة المصريين بالشهر الفضيل … ولاحظنا تكدس الأسواق وارتفاع حركة البيع والشراء … وعاش المصريون أيامهم كما اعتادوها … واستمرت حملات الخير وموائد الرحمن في كل مكان …
واستمر الحال مع مقدم العيد … وكان المشهد رائعا في كل حارة ومسجد وميدان أو ساحة كبرى … حيث خرجت مصر عن بكرة أبيها بالملايين لأداء صلاة العيد والاحتفال بصورة رائعة غير مفتعلة …
المصريون دائما شعب متفائل … يحب الحياة ويكره الحزن ويرفض الاستسلام …
يحبون بلادهم ويحرصون على أمنها وأمانها واستقرارها …
المصريون محبون للحياة … يعرفون أيضا كيف يسيرون الأمور في أحلك الظروف …
ليس هذا وليد صدفة … بل هو مخزون حضاري متأصل متغلغل في جينات كل مصري
من لا يصدق فعليه مراجعة التاريخ … ليعرف كيف استطاع هذا الشعب الأصيل أن يحافظ على أرضه … وعلى هويته … وعلى أصالته
كيف استطاع بعنصريه (مسلمين و مسيحيين) أن يمتزج ويحقق هذا الانسجام والتناغم والترابط الذي من المستحيل أن تجد له مثيلا في دولة أخرى …
مصر أيضا استقبلت الملايين من أبناء العروبة وأيضا من السياح الأجانب تأكيدا وترسيخا وتطبيقا لقوله تعالى في محكم التنزيل
(( ادخلوا مصر إن شاءالله آمنين …))
اللهم احفظ مصر وأهلها …
كل عام أنتم جميعا بخير ….