عاممقالات

رسالة الى خفافيش الظلام: مصر .. لن تعود أبدا إلى الوراء

فترة طويلة وأنا اراقب ما بحدث على الساحة الداخلية، ولا تغفل عيني ولا يبتعد عن تفكيري ما يجري أيضا على الساحات الخارجية
شرقا وغربا … شمالا وجنوبا ….
و أستطيع أن أؤكد بثقة ويقين أن الأحداث لا تنفصل عن بعضها … فكلها مؤثر في الآخر ومتأثر به …
لكن الأمر الهام الذي أؤكد عليه وأنبه بل وأحذر … أن يتعامل البعض مع الأحداث وكأنما هي شأن مصري داخلي ….

صحيح أن هناك معاناة وأن هناك صعوبات … صحيح أن العديد من ممارسات الحكومة والعديد من الأجهزة التي لها تعامل مباشر مع الجماهير ارتكبت وما زالت ترتكب أخطاء ساهمت في زيادة العبء الملقى على عاتق الجماهير – معظم الجماهير – إلا أن الأمر يتطلب التروي والحكمة والنظر إلى ما يحدث في إطار تغليب المصلحة العليا والحفاظ على الأمن القومي لوطن وبلد بحجم وقيمة مصر ….

المتابع المنصف الذي ليس في نفسه مرض لن ينكر أبدا ما تم من إنجازات تحققت وتتحقق في كافة ربوع الوطن …
إنجازات كان معظم المصريين يحلمون بتحقيق ولو جزء بسيط منها …
لقد تم اقتحام مشاكل صعبة كانت تسيء إلى مصر … كالعشوائيات وسوء حالة الطرق والمواصلات خاصة قطاع السكك الحديدية والنقل الداخلي بألوانه وأشكاله وأنواعه ….
كنا نشكو من سوء حالة الترع و المصارف بل ونهر النيل نفسه وما يحدث به من هدر ومن تلوث ومن تجريف وتخريب …
كانت آثار مصر في مختلف مواقعها وأنواعها (إسلامية/ قبطية/ فرعونية) تلاقي أشد أنواع الانتقاد لما آلت إليه من فوضى ومن إهمال وما كان يحيطها من بؤر الفساد والإجرام ….
كنا نشكو من سرطنة الزراعة وكانت ترفض لمصر شحنات ويحذر استقبال شحنات من منتجات زراعية مصرية بسبب التلوث …

كان معظم الشعب يعاني من أمراض استوطنت وتوحشت وتمكنت من تدمير أكباد الشباب كما حدث مع كارثة فيروس سي ….
بل وصل الأمر أن بعضهم كانوا يسخرون من جيش مصر العظيم ويتحدث عن ضعف وهزال قد أصابه …

اليوم …. وبالرغم من كل الصعوبات التي نعيشها فلا يمكن لمنصف أو حتى حاقد إلا أن يعترف أن هناك إنجازات ضخمة ومشاريع عملاقة تم تنفيذها في زمن قياسي كما أن هناك تطورا هائلا للعديد من المرافق …
حدث ذلك رغم ما يمر به العالم من أزمات خانقة وحروب طاحنة معظمها محيط بنا … حتى إننا أصبحنا محاصرين من كل جانب بمناطق ملتهبة تمزقها الحروب والصراعات ويمتد أثرها رغما عنا ليؤثر فينا ….

من حرب روسيا وأوكرانيا الطويلة الي حرب غزة العنيفة المدمرة … إلى حروب الوكالة التي تديرها إيران من اليمن والعراق وسوريا ولبنان … كلها تؤثر علينا وتأخذ جانبا كبيرا من اهتمامنا ومن مقدراتنا ومن اقتصادنا …
أضف إلى ذلك ما نتج من تبعات كانت بمثابة ضربات موجعة ومؤلمة لاقتصادنا الواعد … فها هي قناة السويس تعاني نقصا وتراجعا شديدا في الإيرادات
مع ارتفاع شديد في أسعار السلع الاستراتيجية والحيوية نتيجة الحروب والصراعات العالمية المستمرة والمتصاعدة…
زيادة على هذه الأعباء ظهرت مشكلة اللاجئين التي يحاول البعض أن يجعلها سيفا مسلطا على رقبة مصر مستغلا ما تبديه الدولة المصرية والشعب المصري من كرم وحسن ضيافة لكل من يلجأ إلينا مهما كان جنسه أو عرقه أو دينه
حتى إننا الدولة الوحيدة التي ترفض أن تسميهم باللاجئين بل وتعتبرهم ضيوفا لهم كل حقوق المصريين …
ولقد حاول البعض أن يستغل هذا الأمر بأن يشعل فتنة أو أن يحقق هدفا خبيثا يكون مدخلا لاشعال فتيل الفوضى و التخريب في مصر …

لكل هؤلاء وغيرهم أقول:
خبتم وخاب مسعاكم …
مصر أكبر وأعظم من هذا … مصر بشعبها الأبي وجيشها القوي وقيادتها الحكيمة واعية ومنتبهة لكل هذا … ولتعلموا ويعلم كل من يخطط أو يفكر في هذا الأمر أن ما يتمنون تحقيقه لن يحدث … وأن عقارب الساعة لن تعود أبدا إلى الوراء.
كلمة أخيرة أقولها لكل مصري أبي غيور، محب لوطنه:
عليكم بنبذ الفرقة والانتباه لكل ما يحاك ضد وطنكم الغالي
قفوا صفا واحدا خلف القيادة والجيش …. نحن في نهاية النفق المظلم … وحينما تكشف الغمة وتزول أسباب ما نحن فيه ستحصدون خيرا كثيرا
و«إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا».

حفظ الله مصر ….

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى