طعم الماء غريب .. تلوث نهر «السين» يعكر أجواء الأولمبياد
يبدو أن أزمة الافتتاح وفئران باريس ليست وحدها التي تنال من أولمبياد باريس، فكل يوم تظهر مشكلة جديدة، تنال من سمعة فرنسا التي ظلت لعقود رمزاً للجمال والعطور والرومانسية.
آخر معضلات أولمبياد باريس، سببها نهر السين الذي يشهد منافسات السباحة في مسابقات الترايثلون، بعدما أدلى سباحو الألعاب الأولمبية الباريسية بشهادات صادمة عقب تجربتهم السباحة في نهر السين.
الشهادات أعادت إلى الواجهة جدل قضية تلوث مياه النهر الباريسي ومدى قابليته لاستقبال مسابقات الترايثلون الأولمبية، ولم يتوقف الجدل، حتى بعدما أقدمت عمدة باريس آن هيدالغو على السباحة في النهر قبيل حفل افتتاح الألعاب.
لاعبة الترياثلون البلجيكية جوليان فيرميولين، قالت إنها شعرت “بمذاق غريب لا يشبه بالطبع مذاق المواد الغازية”، كما رأت “أشياء غريبة لا ترغب بتذكرها” أثناء سباحتها تحت جسر في نهر السين، في إطار مشاركتها في سباق 1500 متر في بداية السباق الثلاثي للنساء، الأربعاء الماضي.
كما تم تسجيل حالات تقيؤ فردية لبعض السباحين بعد السباحة في النهر، بينهم اللاعب الكندي في ألعاب الترايثلون تايلور ميسلاوشوك الذي حل تاسعاً في ترتيب السباق، والذي أفاد أنه تقيأ 10 مرات، وفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتم تأجيل مسابقة الترايثلون للرجال الأربعاء، قبل ساعات فقط من موعد انطلاقها، بعدما كشفت اختبارات جودة المياه في النهر عن مستويات تلوّث غير صحّية، الأمر الذي قوبل بالاستياء لدى المشاركين.
وألقى المدير الفني لاتحاد الترايثلون الفرنسي بنجامان مازيلوم باللوم على الأمطار الغزيرة التي شهدتها باريس في الأيام الماضية، ما أدى إلى رفع مستويات التلوّث في النهر حيث تدفقت مياه الصرف الصحي غير المعالجة.
وفي يونيو، وجدت الاختبارات أن مستوى بكتيريا الإشريكية القولونية في ماء نهر السين كان أعلى بـ10 مرات من المستويات المقبولة.
وتسبب الإشريكية القولونية الإسهال والتهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والإنتان.
وأنفقت السلطات الفرنسية 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) في العقد الماضي لمحاولة تنظيف نهر السين، من خلال تحسين نظام الصرف الصحي في باريس، فضلا عن بناء مرافق جديدة لمعالجة المياه وتخزينها.
وواجهت ألعاب مسابقات الهواء الطلق تحديات أخرى لها علاقة بالمناخ وارتفاع شديد لدرجات الحرارة، التي بلغت 35 درجة مئوية في العاصمة في الأيام السابقة، ووضعت باريس نفسها في حالة تأهب، مما يؤثر على أداء الرياضيين.