أدب و أدباء - تحرره نوال شلباية

«قد لانَ فِي يَدِ نحَّاتِهِ» .. شعر/ د. جعفر أحمد حمدي ‏

يدايَ:
المواويلُ في حِجْرِ سيدةٍ
وهي زادُ صِغارٍ
تشكَّلَ فوقَ رؤوسِهِمُ الحبُّ
ساقيةً للونسْ.

وكتفي وقد لانَ في يدِ نحَّاتِهِ،
صارَ أعمقَ مما ترجَّيتُ،
صارَ الذي كنتُ أطمحُ،
محرابُهُ:
واحةٌ يبتغي الجندُ فيها هدوءَ الفرسْ.

لا معاييرَ صِغتُ هُنا،
لا قوانينَ، كل الذي صِغتهُ ما تراءىٰ
لطفلٍ صغيرٍ يريدُ أباهُ.
المسافاتُ والفقدُ كلٌّ يُعاندُ ضوءَ القَبَسْ.

لا سبيلَ لخوضِ السلامِ سوىٰ أن تموتَ،
ولا طاقةٌ للتوحدِ إلا التوحدُ.
لا رفقةٌ سوفَ تمنحُكَ الصبرَ،
كلٌّ يُغني علىٰ ما ترجَّىٰ.
كأني المعلَّقُ فوقَ النواقيسِ،
دقاتُ قلبي بديلُ الجَرسْ.

كنتُ وحدي وما زلتُ وحدي،
وظِلِّي:
السحابُ الذي يمنحُ الأرضَ ضِحكتَهَا.
كنتُ طفلاً يحقِّقُ حُلمَ الليالي،
ولا يستطيعُ البكاءَ.
تهيأَ فِي زِيِّ جيشٍ كبيرٍ،
ولكنْ بنادقُهُ هدهداتٌ،
وصوتُ مدافِعِهِ:
صوتُ عودٍ تنامُ البواريدُ مِنْ وَقْعِ رنَّتِهِ،
كانَ جيشًا كبيرًا،
ولكنْ بلا حاجةٍ للحَرَسْ.

يدايَ المواويلُ دوَّارةٌ فِي البلادِ،
تمرُّ علىٰ الصخرِ يندىٰ،
ويقبلُها الطيرُ،
لكنْ توغَّلَ فِي ضِفتَيْهَا الخَرَسْ!.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى