قِصَّة وَعِبْرَة .. البَرغُوثَة الشَّقرَاء وَالقطَّة السَّودَاء
يَحكيها: د. طارق البكري
تَرسُمها: مَنال مَحجوب
القِصَّة:
زَارتْ برغُوثةٌ شقراء يوماً صَديقتها السَّوداء في بيتها عَلى ظَهر قطَّة سَوداء.
رَاحت البرغوثة الشقراء تَبحث عن صديقتها وقتاً طويلاً دونَ أن تجدها..
وَفي النهاية سَمِعت صَوتاً مِن وَرائها يُنادي ويَقول:
“مُنذَ سَاعة وَأنا أمشي وَراءَك دونَ أنْ تلاحظي وجودي..”.
ضَحكتْ البرغوثةُ الشَّقراء وَقالت لَها:
“لَولا صَوتُكِ ما رأيتك.. ألمْ يكن من الأجدى لك لوْ سَكنت ظَهرَ قطَّة بَيضاء؟”.
ضَحِكت البَرغوثة السَّوداء مِنْ قلِّةِ خبرةِ البَرغوثةِ الشَّقراء، وجَلسَتْ مَعها تَشربان الشَّاي، ثم قَالتْ:
“أنْتِ بَرغوثة لا تعرفينَ فنَّ الحَياة، كانَ عَليك إلا تَأتي لزيارتي، هيَّا اشْربي الشَّاي وَغادري بَيتي بِسرعَة”.
غَضبت البرغوثه الشقراء، ظنَّت أنَّ صديقتها تطردها من بيتها، لَم تعرفْ أنَّ الخطر يُحيطُ بها..
وَقبل أنْ تَشرحَ البرغوثةُ الشَّقراءَ كَلامَها؛ رأتها القطَّة السَّوداء فجأة؛ فَقضمتها بَأسنانها.
العِبْرَة:
على الإنسان أن يحسن اختيار المكان المناسب له، فلا تخدعه الأشياء من حوله، قد يظن أمراً ما مناسباً له بينما يكون فيه شر، لذا عليه أن يستمع إلى من كان أكبر منه وأكثر خبرة، كيلا يقع في المخاطر، وعليه أيضاً ألا يصدر حكماً على تصرُّف ما قبل أن يفهم السبب.