عاممقالات

دكتور جاكلين عازر .. وأول الغيث

أقول الحق … لم أكن من المتفائلين بتولى دكتور جاكلين عازر منصب محافظ البحيرة لأسباب عدة … أهمها أن تجربة أن تكون المحافظ سيدة قد ثبت فشلها استنادا لما حدث في تحربتين سابقتين …
أيضا قناعاتي بأن محافظة في حجم وأهمية محافظة البحيرة وتميزها وتفردها سواء من حيث المساحة او الموقع وما تمتلكه من إمكانيات كبيرة ومصادر متنوعة زراعيا وصناعيا وبشريا
فضلا عن مرارة تغص في حلوق أبناء تلك المحافظة التي عانت من تعاقب نوعيات من المسؤولين الذين لم يضيفوا لها شيئآ مما خلق انطباعا لدى معظم أبنائها أن هناك من يتعمد أن تظل تلك المحافظة مظلومة محرومة من التطوير أسوة بما يحدث في محافظات أخرى
أيضا كنت قد وصلت إلى قناعة بأن الأمور ستظل هكذا وسط مظاهر واضحة لا تخفى على أحد من فساد استشرى وفاحت رائحته في اكثر من موقع ومع ذلك كنا نرى الأمور تسير من سييء إلى أسوأ رغم ما كان يكتب او ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي وكنت واحدا من هؤلاء وكان أبرز ما نوهنا عنه وطالبنا بضرورة الانتباه له هو حاصل في واحد من أكبر وأهم المشروعات بالمحافظة الا وهو مشروع الرصف الإنتاجي …
وأزعجني وأزعج الكثيرين غيري ما لمسناه من سوء أداء وهدر للمال العام على مسمع ومراى من الجميع – إلا من يهمهم الأمر- أثناء تنفيذ أكبر عملية إعادة رصف شوارع وأحياء المدينة … وعلى قدر السعادة الغامرة التي انتابت أبناء المدينة في بداية تنفيذ المشروع الا ان الآمال تبخرت ونحن نرى أسوأ عملية رصف تمت دون مراعاة لأية مواصفات قياسية … وكتب الكثيرين وكنت واحدا منهم منبهين ومطالبين بتدخل المسؤولين ولكن ذهبت أصواتنا ومطالباتنا ادراج الرياح . ..
إلا أنني اليوم وبعد أن صدر قرار المحافظ د / جاكلين عازر بإقالة مدير مشروع القصف الانتاجي وإحالة ملف المشروع إلى النيابة العامة للتحقيق … فإنني احيي بشدة معالي المحافظ وأعلن تأييدي وسعادتي بهذا القرار وأشعر بأنه بداية لعملية تصحيح وتطهير شامل ضد منظومة الفساد التي استوحشت وازكمت رائحتها الأنوف …
هذا القرار جعلني اعيد النظر في رأيي خاصة بعد ان راجعت اسلوب أداء د/ جاكلين منذ توليها المهمة … فمن الواضح انها تتبع اسلوبا علميا بخطوات مدروسة … بهدوء وثقة … ففي أكثر من موقع تم تغيير بعض القيادات التي كانت تعرقل سير العمل …
أيضا من الواضح أنها ومنذ توليها المنصب قامت بجمع المعلومات واحالتها إلى جهات الاختصاص للفحص والعرض بالرأي قبل اتخاذ القرار …
الملاحظ أيضا أنها تتحرك بهدوء وثقة وتتعامل بأسلوب حضاري راق مما يعطى انطباعا بأنها ستكون واحدة من أنجح من تولوا هذا المنصب …
من هنا أتمنى أن يساند الجميع جهود المحافظ ويدعم ما تقوم به بغرض الإصلاح …
نتمنى أيضا ان تستمر وتيرة الإصلاح الإداري فهناك أماكن ومواقع أخرى تحتاج إلى تطهير والكل يعلمها …
نتمنى أن تعود لمحافظة البحيرة مكانتها بما يليق بها كواحدة من أكبر وأهم محافظات مصر …
نتمنى أن تحظى مدينة دمنهور العاصمة باهتمام يعيد مجدها السابق وان تعود الحياة لمصنع السجاد العريق ومصنع الأدوية ومركز التدريب المهني .. دمنهور عاصمة تحتاج إلى مشروعات تساهم في القضاء على البطالة التي أصبحت سمة من سماتها …
إن ما حدث هو مجرد قطرة من غيث نتمناه
كل التوفيق لمعالي المحافظ ونحن في انتظار المزيد.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى