عاممقالات

 هل أهانونا .. أم أهنَّا أنفسنا ؟

كنا بنحسبه مصرى، أصل الإمارات فيها قانون !! جملتان ثقيلتان على القلب والعقل يجعلانك تشعر بقدر كبير من المهانة والإستهانة و الشعور بالحسرة و بالدونية.

جملتان كفيلتان بإصابتك بجلطة دماغية إذا كنت تعتز بوطنك وتعشق ترابه، فهل هكذا نرى أنفسنا؟ وهل هكذا نرى حجم وقدر بلادنا ؟.

الجملة الأولى قيلت على لسان المدرب العام لنادى الزمالك عبدالواحد السيد أثناء التحقيق معه هو ولاعبي فريق الزمالك عماد دونجا ومصطفى شلبى، بعد واقعة ضربهم لأحد رجال الأمن الإماراتى أثناء مباراة الزمالك و بيراميدز، مبررا ما فعلوه أنهم كانوا يعتقدون أن من يُعتدي عليه مشجع أهلاوى مصرى.

أما الجملة الثانية فقيلت على لسان الآلاف من المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء تعليقهم على قيام القضاء الإماراتى بالتحقيق فى الواقعة وحبس لاعبي ومدرب الزمالك على ذمة القضية حتى جلسة المحاكمة، وعدم قبول الإعتذار لإنهاء القضية، وإن كنت اتمنى قبول الاعتذار وخروجهم ومحاسبتهم من قبل إتحاد الكرة المصري.

للأسف الجملتين تعبران عن واقع مؤلم نعيشه ونتعايش معه، فمن إصطلح على تسميتهم بالنجوم من لاعبى كرة القدم والممثلين وما صنعه فيهم الإعلام من حالة تضخم بالذات، إضافة إلى ما يحصلون عليه من الملايين جعلهم يشعرون بأنهم فئة فوق عموم الناس، ويستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون دون أن يحاسبهم أحد وأنهم مهما فعلوا فلديهم حصانة النجومية والعلاقات الإجتماعية مع كبار المسؤلين التي تجعلهم فوق المحاسبة.

ورغم مرارة جملة «أصل الإمارات فيها قانون» ويطبق على الجميع دون النظر لشخص ومركز ووضعية من قام بخرق القانون وهو ما يعني أن تطبيق القانون لدينا «بعافية حبتين»، فحدث ولا حرج عن وقائع كانت تستحق المحاكمة وخرج مرتكبوها دون عقاب أو حساب، فلم يُحَاسب حسين الشحات لاعب النادى الأهلى عندما صفع بالقلم «الشيبى» لاعب نادي بيراميدز على مرأى ومسمع من الملايين.

ولم يُحاسب حسام حسن مدرب المنتخب من قبل عندما جري نصف الملعب وراء مصور صحفى وقام بركله بالأرجل والأيدي أمام الجميع، ولم يُحاسب عمرو دياب ومحمد رمضان عندما قاما بصفع معجبيهم بالقلم أثناء إلتقاط الصور معهم، وغيرها وغيرها من الوقائع التى تُشعرك ان القانون لدينا «أعور»،وأن  هناك من لا ينفذ عليه هذا القانون.

تخيلوا معى أن هذا هو حال دولة الإمارات رغم أن عمرها ثلاثة وخمسون عاماً فقط، وهذا هو حال بلادى صاحبة السبعة آلاف سنة حضارة.

والسؤال الذى يطرح نفسه: هل تعتقد بعد ما حدث فى هذه الواقعة للاعبى الزمالك يمكن أن يفكر أو يجرؤ أى شخص عندما يسافر لدولة الإمارات أن يُخطيء أو يخترق القانون عامدا متعمدا ؟ بالطبع لا وألف لا، لأنه أصبحت لديه قناعة تامة أنه مهما علا شأنه أو كانت نجوميته سيُحاسب على ما أقترفت يداه دون النظر لأى إعتبارات أخرى.

أما السؤال الأخر الذى سنظل نبحث عن إجابته: متى نرى ذلك فى مصر، بأن يكون الجميع أمام القانون سواء دون واسطة أو محسوبية أو أى إعتبارات شخصية، وأن يكون العدل المطلق هو الفيصل الحاكم و الأساس للجميع وعلى الجميع، وساعتها أُقسم برب العباد ستكون بلادنا من أقوى وأفضل و أعظم البلاد.

وفى النهاية أتمنى أن يكون هذا «السوبر» هو أخر بطولة مصرية تقام خارج البلاد، فلدينا كل مقومات إنجاح تلك البطولات داخل بلادنا.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى