«النتن» يفتح على نفسه جبهات متعددة في نفس الوقت من أجل أن تظل عجلة الحرب القذرة دائرة فهو يريد الحرب دائما مستمرة ومستعرة …
لأنه بذلك يرفع من أسهمه عند شعبه وينسيهم أولادهم الموجودين لدى حماس والقسام …
وأيضا حتى تنتهى المعركة الانتخابية الأمريكية وتعلن نتائجها حتى يستطيع أن يحقق الهدف الحقيقى للطوفان فهو لن يقفل باب الحرب إلا بعدما يفتح باب القلعة …
بدأها بغزة من شمالها ووسطها ولما تعقدت الأمور أمامه في الجنوب، توجه للضفة الغربية …. وحينما أذاقته المقاومة الباسلة صنوف الهوان وأصبحت المستوطنات الحدودية في خطر … عاد مرة أخرى إلى الشمال والوسط الغزاوى يهدم أحياء ويقتل أبرياء ليضيع الوقت .. غير عابىء أو مهتم …
فهو لا يعرف ولا يجيد سوى قتل الأبرياء العزل وهدم بيوتهم وتشريدهم كي يظهر قوته الزائفة …
ثم يقرر أن يذهب متحولا لفتح جبهة في الجنوب اللبنانى ومنذ شهر لا يستطيع التوغل
أكثر من عدة أمتار …
لقد كان يظن أن مهمته في الجنوب لن تستغرق أكثر من يومين ينهي فيها مهمته ثم بعدها يدخل من لبنان إلى سوريا والعراق محققا النجاح تلو النجاح … ولكن خاب مسعاه …
ليقرر الرجوع إلى شمال غزة بخطة الجنرالات بالرغم من أنه أغلقها عسكرياً لكنه أيضا عاني من مقاومة باسلة مستمرة ومؤثرة …
ثم يتبادل كام ضربة بطريقة ( هات وخد ) مع إيران شغلت الناس شهورا عن خيبته وصورته بطلا أمام شعبه . .
«النتن» يتخبط يمينا ويسارا مستنزفا جيشه ومدمرا لمعنويات جنوده لدرجة أن وزير دفاعه أصبح لا يطيقه وأعلن عن ذلك صراحة، فهو يستنزف من كل جهة وأمريكا تحوطه وتدعمه وتفتح له خزائنها وتمده بأحدث أسلحتها مغدقة عليه ملبية له كل مطالبه … ومع كل ذلك لا المقاومة انتهت وماتت مع كل من ماتوا … ولا التهجير الذي يريدونه حدث ولا القضية تمت تصفيتها … ولا فلسطين اختفت أو أصبحت في طي النسيان .
حتى أمنه وأمانه أصبح بعيدا بل إن من تم تهجيرهم هم أبناء شعبه ولم يستطع أن ينجح في إعادة من هاجروا من مستعمرات الشمال هربا من القصف الصاروخي وخوفا من غارات المقاومة ..
الكيان البغيض أصبح مكروها منبوذا حتى من شعوب الحلفاء والمطبعين واندلعت ضده المظاهرات الحاشدة سواء في الداخل أو الخارج …
والأهم من هذا كله وبعد كل تلك المعاناة .. تبقى سيناء أكبر أوهامه ليكتشف انها غير قابلة للتحقيق في ظل موقف مصري وفلسطيني حازم ….
ومع اقتراب حسم المعركة الانتخابية الأمريكية بعد أسبوع واحد من الآن يحاول الداعمون إيجاد مخرج مؤقت عن طريق تكثيف مفاوضات تؤدي إلى هدنة مؤقتة يتبادل فيها عدداً من الأسرى .. تكون بمثابة طوق نجاة تساعد «النتن» على التقاط الأنفاس انتظارا لمعرفة من سيكون ساكن البيت الأبيض لتكون هناك جولة حاسمة ….
فهل سيتحقق لهم ما يريدون …
فلننتظر لنرى ….