الأرض المستباحة
درس تعلمناه منذ عام 2011 لكنه ما زال يسقط من ثقب الذاكرة العربية …
أن الشعب هو أول وأقوى أوراق بقاء الدولة .. أي دولة … ومن استطاع إسقاط وعى الشعب إلتهم الدولة … أيا كان موقعها .. ومهما كان حجمها أو قوة اقتصادها أو تنوع ثرواتها ..
فكما تلاعب حكام السر فى مناخ الطبيعة أمطرونا بسيل من الشعارات فى غير موضعها :
الديمقراطية – الحرية – العدالة – الكرامة ..
فتلاعبوا بالشعوب وجعلوا منها خصوم الدولة فسقطت وتهاوت وتفككت …
أصبحت الخيانة …. معارضة ..
وتفكيك الجيوش .. مجاهدة ..
والإنسلاخ من قيود الدولة .. حرية .. !!؟؟
وكان الشعار الذى دمر الأرض العربية واضحاً منذ البداية ” الشعب يريد إسقاط النظام ”
أى نظام الذى أرادت إسقاطه وكيف غابت العقول عن أن إسقاط النظام ما إلا هو دعوة للفوضى !!!
فوضى اقتضت خروج الدولة بشعبها وجيشها من دفتر الأحياء وإنتقال ملكية ثرواتها للورثة
فالدولة هى شعب واع منتم يتأتى منه جيش شريف قوى فيصنعا معا أعمدة وأركان ..
الشعب والجيش مرتبطان وملتصقان برباط وطنى هو ( المصلحة العليا للدولة ) كعقيدة ثابتة وراسخة وواضحة …
ويبدأ مسلسل سقوط الدولة بسقوط وعى الشعب … فيتخلى عن عقيدته ومصلحة دولته …
ويتلازم مع سقوط وعى الشعب سقوط قوة الجيش وبالتالى يتم فك الإرتباط الوطنى بينهما …
فك الإرتباط الوطنى اللصيق بين الجيش والشعب يؤدى إلى اللادولة وإلى الأبد …
فاللاصق الوطنى حين تنتهى صلاحيته ليس له بديل مهما طال الزمن لإستعادة لحمة الدولة
اللادولة هى كيان ممزق بلا رباط ..
فهو قائم فقط على ( بيزنس ) المصالح مع الشيطان وكل من يعيش عليه من بقايا عهد الدولة عبيد لأصحاب المن والفضل وخزائن التمويل فقط ومكوناته هزيلة بلا عقيدة …
مواطن بلا إنتماء … وميليشيات بلا شرف .. ومؤسسات بلا أُسس …
واللاصق المتوفر بينهم مزيف صُنع في الخارج .. تماما مثل لُحىَ المقاتلين وألسنة الإعلاميين المغيبين أحيانا المأجورين غالبا
ومن السهل على أى كائن غريب أن يجعل من تلك الأرض المسحورة مسرحاً لعملياته …
فيا ويل شعب إرتضى بإمتطاء عقله ويا ويل أمة لم تتعلم درس النجاة وتركت عقولها مستباحة …
فتكون سوريا .. أو العراق ..أو ليبيا .. أو اليمن .. أو السودان .. أو لبنان أو أى دول جديدة ما زالت بلا عقيدة …
وهكذا يمكن الإجابة على أهم سؤال :
لماذا نجت مصر وما زالت وستبقى بإذن الله هى الناجية ؟؟
اعلم يا أخي الكريم أنه أنت …
أنت أيها ” المرابط المصرى ” سر البقاء ..
وعليك أن تدرك أن فى بقائك بقاء للإنسانية
هكذا علمتنا الأيام …
هكذا سجلها التاريخ في سجل ناصع البياض … شديد الوضوح ….
وعلي جميع الأخوة والأشقاء العرب أن ينتبهوا وأن يعوا وأن يستوعبوا الدرس قبل فوات الأوان بعدما شاهدوا العقد ينفرط وبسرعة كبيرة … ( أخشى أن يكون قد فات )
البداية كانت من العراق … مرورا بالعديد من الدول حتى وصلوا إلى سوريا … وما زالوا يخططون وينفذون ما خططوا له بعد أن سقطت الأقنعة وأصبح (اللعب على المكشوف) …
يخطىء كل من يظن أن السيد ( ترامب ) جاء ومعه الحلول …
الحقيقة أنه جاء ليخلص وينهي تنفيذ المخطط الشيطاني …
ينفذه بوجه بارد كالح مكشوف ودم بارد
فلم يعد هناك خجل أو حياء أو حتى مواربة …
انتبهوا أيها الأشقاء فسيارتكم ( العربية ) ترجع إلى الخلف …