الدولة العميقة .. تحكم وتتحكم في أمريكا ….!!؟؟
فى رأيى الشخصى أن الفارق بين ( دونالد ترامب ) القومى إصدار عام 2016 و(دونالد ترامب) اليمينى المتطرف إصدار عام 2025، هو نفسه الفارق بين مكانة أمريكا كقطب أوحد يسيطر على العالم ويهيمن على إقتصاده بعملته الدولارية الخضراء …
وبين مكانتها اليوم وسط تصميم على صناعة عالم متعدد الأقطاب بعد أن انصهرت القوة الأمريكية وفرغت الخزائن وتراكمت الديون واستنزفت الثروات بإدارة همجية كما تمردت الشعوب العربية واستفاقت الشعوب الغربية المخدوعة فصار الشرطى بلطجياً ليحافظ على وجوده في عالم متغير …
وفى مشهد عجيب يفوز ( ترامب ) المعدل بتصويت شعبي وتصويت المجمع الإنتخابي بفارق كبير وعجيب وغير متوقع …
وبالتالي يحصل بموجبها على تفويض شبه مطلق من الجميع يدل على الرضا الكامل من الدولة العميقة التي أسقطته مرة بل كادت أن تسجنه …
وسط ترحيب استثنائي من الحزب الديمقراطى المهزوم …
(لا ننسى أن نشير الى ما تخلله المشهد من محاولات صورية هوليودية متعددة لإغتياله) بغرض تجميل وجه التغيرات الآتية في الشخصية »الترامبية» ونشر إيحاء كاذب بوجود صراع بين الحزبين الحاكمين ..
ويتبقى السؤال:
هل استطاع ( ترامب ) القومى المعروف بصفقاته المعهودة خداع الإدارة الحاكمة
وانصياع التيار اليمينى المتطرف الصاعد حتى يتمكن من الفوز الذى كان حلماً بعيد المنال، بعد عهد مضى تحدى فيه استراتيجية الدولة العميقة المفروضة على ساكنى البيت الأبيض ؟
أم أنه اليمينى المتطرف الذى خدعنا بقوميته ثم ظهرت أنيابه الخفية توافقاً مع عالم بربرى ؟
أم إنه القومى الذى أتى لإستعادة مكانة أمريكا المهلهلة اقتصادياً وسياسياً وإقليمياً وقارياً وعالمياً … !!
وأصبح الفكر اليمينى المتطرف هو وسيلته الوحيدة والضامنة لإتمام مهمته التى فاز من أجلها لسحق محاولات مستميتة لتغيير النظام العالمى بإسقاط الدولرة لتتساوى القامات لحكم العالم ؟؟
ويتم تفويض الرئيس القومى من الشعب الأمريكى والساسة واللوبى الصهيونى والدولة العميقة والرضا التام بهزيمة مخزية للحزب الديمقراطى حليف الشيطان ليعود شرطى العالم من جديد وتتمدد الولايات الأمريكية كما شاءت جغرافياً وتعمر اقتصادياً بفضل جهود قائدها ( البزنس مان ) …
وبه تتوسع الدولة الصهيونية الوظيفية بمنطقة الشرق الأوسط منبع الخيرات والغنائم والثروات … وأرض الرسالات ومنبع الحضارات وتحل شفرات المشهد الذى لم يكن لإنتخاب رئيس لأمريكا فقط بل كان لإنتخاب رئيس أنسب للعالم بأسره …
أو بالأحرى انتخاب ( أولعبان .. حلنجى ) يقود معركة الوجود ويرأس عالم الدجل والباطل والوحشية …
ويتصدى بكل مكر لقذائف نورانية آتية من دعاة الحق من أجل صناعة عالم أكثر عدلاً وإنسانية …
الخطر هنا ليس في الصراع المباشر بين دعاة الحق ودعاة الباطل ولا فى قوة المتصارعين
إنما يكمن الخطر الحقيقى ياسادة فى أن يفقد الإنسان القدرة على التمييز بين الحق والباطل … وهنا بيت القصيد ….
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه ..
اللهم آمين ….
… الباطل زاهق والحق ماحق …