«يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ»
في شهر رجب، يتسارع العباد على الطاعات وعمل الخير والتقرب من الله عز وجل، فهو واحد من أهم الشهور الهجرية في العام كما أن فضائل شهر رجب متعددة ويسعى الكثيرون لاغتنامها.
وقد فضل الله سبحانه وتعالى بعض الشهور على بعض وفضل بعض الأماكن على بعض، ولكن لا يثبت فضلٌ لزمان ولا لمكان إلا بدليل قطعي, ومن هذه الشهور شهر رجب وكلمة رجب تأتي من الترجيب وتعني التعظيم وقد ذكرله أربعة عشر اسمًا منها : شهر الله، ورجب، وأطلق عليه رجب مضر نسبة إلى قبيلة مضر، وكانت هذه القبيلة تعطي هذا الشهر تعظيم كبير بخلاف الكثير من القبائل العربية و كانت تصون حُرمته، فكأنها اختُصت بهذا الشهر ، ومن أشهر أسماء رجب أيضا : “الأصمّ” لعدم سَماع قَعقعةِ السلاح فيه أي لعدم سماع صوت السيوف ؛ لأنه من الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال، و “الأصبّ” لانصباب الرّحمة فيه، أي أن الله يصب فيه الخير صبا .
وقيل إن شهر رجب سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يرجيبون الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أى توقف عن القتال، ويقال : رجب الشىء أى هابه وعظمه، و رجب من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ فيها أكثرَ بدينِه وشرعِه والحرص الكبير على تطبيق الشريعة.، وإجلالِها؛ فقال جلّ وعلا: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” التوبة – 36.
وأن صيام هذا الشهر من الأمور المستحبة، مثل الصيام في كل الأوقات، وهو طريقة لاغتنام فضائل شهر رجب، وأن صيام هذا الشهر من الأمور المستحبة، مثل الصيام في كل الأوقات، وهو طريقة لاغتنام فضائل شهر رجب،
كما بينتها السنَّة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ). وهذه الأشهر الحرم هي أشرف الشهور، بالإضافة إلى شهر رمضان، وهو أفضلها مطلقًا.
ومما ورد في فضل رجب من السُنَّة: ما رواه النسائي وغيره من حديث سيدنا أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ».: فهذا فيه إشعار بأنَّ في رجب مشابهة برمضان وأن الناس يشتغلون من العبادة بما يشتغلون به في رمضان، ويغفلون عن نظير ذلك في شعبان؛ لذلك كان يصومه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي تخصيصه ذلك بالصوم إشعار بفضل رجب، وأن ذلك كان من المعلوم المقرر لديهم. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا”
والإكثار من الدعاء إلى الله عز وجل، وقيل عما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة العيد، وليلة النحر).
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان