عام

هل الاحتفال برأس السنة الميلادية حرام شرعًا؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل

​حكم الاحتفال بـ رأس السنة الميلادية، مع اقتراب نهاية العام، يتزايد البحث عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وتعليق الزينة ومشاركة الفرحة، وفي هذا السياق، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل بفتوى رسمية أكدت فيها أن الاحتفال ببداية العام الميلادي، الذي يؤرخ لميلاد نبي الله عيسى عليه السلام، هو أمر جائز شرعاً ولا حرج فيه، طالما لم يشتمل على ما يخالف العقيدة الإسلامية.

​لماذا يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية؟

أوضحت دار الإفتاء أن رأس السنة الميلادية أصبح مناسبة اجتماعية ووطنية تشترك فيها المجتمعات، وأرجعت الجواز إلى 3 مقاصد أساسية تتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية:

المقصد الديني: تذكير بميلاد نبي الله عيسى

أكدت الفتوى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية هو في جوهره احتفاء بميلاد المعجز لسيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، والمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء، والفرح بميلادهم هو شكر لله على نعمة هدايتهم للبشرية.

وشددت الإفتاء على أن التشكيك في توقيت الميلاد لا يمنع الاحتفال، فالهدف هو إحياء الذكرى وإظهار التعايش.

المقصد الاجتماعي: استشعار نعمة تداول السنين

يعتبر الاحتفال برأس السنة الميلادية فرصة لاستشعار نعمة الله في مرور الأعوام وتجدد الحياة. وأشارت الإفتاء إلى أن التهنئة بالأعوام والشهور مستحبة عند الفقهاء، فهي نوع من إظهار السرور المباح وتجديد الأمل مع استقبال عام جديد.

المقصد الوطني: تعزيز قيم المواطنة والتعايش

أشارت الدار إلى أن رأس السنة يعد عيداً لشركاء الوطن من المسيحيين، والإسلام حث على حسن المعاملة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، ومشاركة الفرحة في هذه المناسبات تعزز من استقرار الأوطان وتقوي الروابط الإنسانية كالجوار والصحبة.

الرد على دعاوى تحريم الاحتفال برأس السنة

​ردت دار الإفتاء بقوة على من يحرمون الاحتفال برأس السنة الميلادية بدعوى أنه يوم لا يتكرر أو أنه “بدعة”.

وأوضحت أن النبي ﷺ كان يصوم يوم الإثنين احتفالاً بيوم مولده، مما يؤكد مشروعية تخصيص أيام معينة لشكر الله على نعمه. كما استشهدت بالآية الكريمة: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾، مؤكدة أن أيام ميلاد الأنبياء هي من أعظم أيام الله التي تستوجب التذكر والشكر.

ضوابط الاحتفال برأس السنة الميلادية في الإسلام

​وضعت دار الإفتاء شرطاً أساسياً لجواز مظاهر الفرح في رأس السنة، وهو:

  • عدم إلزام المسلمين بطقوس دينية تخالف عقيدة الإسلام.
  • ​خلو الاحتفال من الممارسات المحرمة أو السلوكيات التي تتنافى مع الآداب العامة.
  • ​الالتزام بمظاهر الفرح المباحة مثل التهنئة، تعليق الزينة، وتبادل الهدايا.

​خلاصة الفتوى: الاحتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية هو فعل مشروع يجمع بين إحياء ذكرى نبوية شريفة وبين تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية، وهو مظهر من مظاهر التحضر والرقي في التعامل بين أبناء الأديان المختلفة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى