منوعات

أ.د.محمد أبو علي يكتب: لغتى هويتى.. الإحتفال باليوم العالمى للغة العربية

أصبح للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام معنى أعمق وأبهى، حين تجلت اللغة في مشهد إنساني وثقافي نادر، لا تصنعه الكلمات وحدها، بل تصنعه القلوب المؤمنة بقيمة الحرف وقدسيته.

فقد شهدت قاعة مكتبة دمنهور العامة حضورا مكتملا عن آخره، حتى ضاقت بالمحبين، وبقي آخرون يقفون خارجها في شغف صامت ينتظرون الدخول، وكأن العربية قد استدعت أبناءها جميعا فلم تتسع لهم الجدران. وكان هذا المشهد في ذاته شهادة صادقة على أن العربية ما زالت قادرة على الحياة، وعلى الجمع، وعلى بث الدهشة في زمن اعتاد الجفاف.

وقد ازداد هذا الجمال رسوخا بما شهدته ندوة لغتي هويتي من مداخلات عميقة، صدرت عن قامات علمية وثقافية واجتماعية لها وزنها ومكانتها، فجاء الحوار رصينا، والكلمة مسؤولة، والفكرة نابعة من وعي حقيقي بخطورة المرحلة وأهمية الحفاظ على اللغة بوصفها هوية وذاكرة وضميرا. ثم كان تكريم ستين من حفظة القرآن الكريم تتويجا معنويا للندوة، ورسالة واضحة بأن العربية لا تنفصل عن كتابها، ولا تكتمل إلا بالعودة إلى أصلها النقي.

ومن هنا كان لزاما أن يبدأ الشكر من مكتبة دمنهور العامة، بقيادة الأستاذ أحمد صبري هواش، التي حملت على عاتقها مسؤولية إقامة هذه الندوة احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، يوم الخميس الموافق 18 / 12 / 2025، إيمانا منها بدورها الثقافي والتنويري. ويتصل الشكر ويكتمل حين يتوجه إلى جمعية أحباب المصطفى، بقيادة الأستاذ سعد زيدان، ذلك الحاضر دوما في قلب الفعل الاجتماعي بمحافظة البحيرة، والحرص على المشاركة في كل ما يخدم الوعي العام ويرتقي بالإنسان.

وقدمت الندوة الإعلامية الراقية الأستاذة نورهان الرياني، فجاء تقديمها هادئا واثقا، يليق بجلال المناسبة. وبدأت الفعاليات بالسلام الوطني، ثم تلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، تلاها الشيخ رمضان عبدالحفيظ، إمام مسجد الحبشي، فغمرت القاعة روح من السكينة والخشوع. ثم ألقى الشيخ إسلام عبدالرؤوف كلمة الترحيب ممثلا عن جمعية أحباب المصطفى.

ثم جاءت كلمة الفقير إلى الله، عاشق العربية، محمد أبوعلي، فتوقفت عند شواهد من جماليات اللغة العربية، وانتقلت إلى بيان بلاغة آيتين من سورة آل عمران، في محاولة لإيقاظ الحس الجمالي، واستعادة رهبة النص القرآني في النفوس. وبعدها انتقلت الكلمة إلى عاشق العربية الأبهي، الأستاذ الدكتور محمود عسران محمد إسماعيل، أستاذ الأدب والنقد ورئيس قسم العلوم الأساسية بكلية التربية للطفولة المبكرة، فتناول سبل الحفاظ على اللغة العربية، بوصفها ممثلة للهوية، وحصنا ثقافيا لا غنى عنه.

وتتابعت المداخلات المضيئة، فكانت أولها للدكتور بشارة عبدالملك، الذي عبر عن سعادته البالغة بالندوة ومحتواها وتنظيمها. ثم كانت كلمة عشق للعربية وشكر صادق للندوة والقائمين عليها من اللواء رؤوف جنيدي. تلتها مداخلة الأديب الناقد الدكتور هشام رسلان، رئيس النادي الأدبي المركزي السابق بالبحيرة، ثم كلمة رقيقة للأستاذة جميلة رحال، حملت الامتنان والدعم.

واختتمت التعليقات بكلمة أبو البراعم، الكابتن حسن كسفريت، الذي أكد أهمية العمل العام، وضرورة مشاركة الشباب، والاهتمام بفئة الأطفال.

أما نوعية الحضور، فقد كانت دليلا آخر على نجاح الاحتفال، إذ ضمت الندوة نخبة من أكابر مثقفي البحيرة ورموزها الوطنية، منهم اللواء يحيى اللقاني، بطل مصر وبطل حرب أكتوبر، واللواء أحمد الحسيني، رئيس جهاز حماية المستهلك والداعم الدائم لأنشطة العمل الاجتماعي، واللواء أركان حرب رؤوف جنيدي، والدكتور بشارة عبدالملك، والأستاذ حمدي عبداللطيف، مدير الشؤون الاجتماعية بالبحيرة سابقا. كما حضرت الدكتورة ميادة بصل، رئيس مجلس إدارة جمعية كنوز الخيرية، والأستاذة جميلة رحال، الراعية والداعمة للاحتفالية، فلها خالص الشكر والتقدير.

ولا يفوت المقام توجيه الشكر إلى الإعلامي الشيخ راضي سليمان، والمستشارة القانونية نصرة ربعة، والإعلامي الأستاذ علي الطنيخي، والدكتورة أميرة السروي، والدكتورة دينا فتياني، والأستاذ محمد ممدوح، والأستاذة حياةالجاويش ، والأستاذة مروة عادل، والأستاذة تهاني المغربي، وإلى كل الآباء والأمهات الذين اصطحبوا أبناءهم ليشهدوا هذا العرس اللغوي.

وإن سقط اسم سهوا، فالعذر صادق، والفضل محفوظ. شكرا لمكتبة دمنهور العامة، وشكرا لجمعية أحباب المصطفى، فقد أثبت هذا اليوم أن العربية، حين تجد من يخلص لها، ترد الإخلاص حضورا، ووعيا، وبهاء لا يزول

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى