رسالة دكتوراه بجامعة قنا تناقش نقص عنصر اليود في العجول.. بالوادي الجديد

نوقشت بكلية الطب البيطري بجامعة قنا رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة مريم إبراهيم لوندي إبراهيم بعنوان “التشخيص المعملي والإكلينيكي لنقص عنصر اليود في العجول بمحافظة الوادي الجديد”. جاء ذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمد وائل عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والأستاذ الدكتور أشرف الغنيمي عميد كلية الطب البيطري.

وشهدت المناقشة حضور عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب وأساتذة الجامعات المشاركة، إلى جانب أسرة الباحثة، تقديرًا للجهود العلمية التي بذلتها في هذه الدراسة التي تركز على فئة حيوية من الثروة الحيوانية بمحافظة الوادي الجديد.

تكونت لجنة الإشراف من أ. د. عادل السيد أحمد أستاذ التشخيص المعملي والإكلينيكي بقسم طب الحيوان، جامعة قنا، وأ. د. رجب مخلوف محمود أستاذ مساعد الأمراض الباطنة، وقسم طب الحيوان، جامعة قنا، وأ. د. محمود محمد عرفة رئيس بحوث الكيمياء والسموم وأمراض النقص الغذائي بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالجيزة.

أما لجنة المناقشة والحكم، فضمّت أساتذة محكمين من خارج الجامعة وهم: أ. د. عبد الخالق رمضان إبراهيم أستاذ الأمراض الباطنة، كلية الطب البيطري، جامعة الزقازيق، وأ. د. محمود رشدي عبد الإله أستاذ التشخيص المعملي والإكلينيكي وكيل كلية الطب البيطري لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، جامعة أسيوط، إلى جانب أعضاء لجنة الإشراف الثلاثة الذين تولوا مهام المشرفين والمحكمين.

هدفت الدراسة إلى تشخيص نقص عنصر اليود في العجول بمحافظة الوادي الجديد من خلال أساليب إكلينيكية ومعملية حديثة، مع تقييم تأثير هذا النقص على بعض المؤشرات الدموية والبيوكيميائية، بالإضافة إلى دراسة أثره على مستويات المعادن الأساسية ووظائف الكبد والكلى.

كما ركزت الرسالة على تقديم إطار علمي شامل لمتابعة الثروة الحيوانية، بهدف تمكين المربين من اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية تساعد في تحسين الصحة العامة والإنتاجية للعجول.
أظهرت نتائج الدراسة أن العجول التي ظهرت عليها أعراض نقص عنصر اليود كانت تتغذى على نباتات تنمو في أراضٍ فقيرة باليود، وكانت مياه الشرب منخفضة المحتوى من هذا العنصر. وقد تبين انخفاض مستوى اليود في البول والدم، مع ارتفاع واضح في مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية ومضادات الغدة الدرقية مقارنة بالمجموعة الضابطة.

كما كشفت الدراسة عن نقص في مستوى الجلوكوز والجليكوجين، وانخفاض في عناصر النحاس والماغنيسيوم والزنك والحديد والسيلينيوم، بينما لوحظ ارتفاع في مستويات الفسفور والكالسيوم. وفيما يخص وظائف الكبد والكلى، أشارت النتائج إلى زيادة ملحوظة في إنزيمات الكبد (ناقلة أمين الأسبرتات، ناقلة أمين الألانين، والجاماجلوتاميت ترانسفيريز) إلى جانب تغيرات في مؤشرات وظائف الكلى، وهو ما تم تفسيره بأسلوب علمي قائم على الدراسات السابقة في هذا المجال.
أوصت الباحثة مريم إبراهيم لوندي إبراهيم بضرورة اعتماد الطرق المعملية الحديثة لتشخيص نقص عنصر اليود، ومتابعة المؤشرات البيوكيميائية والدموية بشكل دوري، بالإضافة إلى تطبيق استراتيجيات وقائية وعلاجية ضمن برامج الثروة الحيوانية.

كما دعت الدراسة إلى تطوير برامج تدريبية للمربين حول التغذية السليمة ومصادر المعادن الضرورية، مع التركيز على رفع كفاءة الإنتاجية وتحسين صحة العجول في محافظة الوادي الجديد، بما يسهم في تعزيز الإنتاج الحيواني المستدام والتمكين الاقتصادي للمربين.
وأكدت الدراسة أن التشخيص المبكر والمتابعة الدورية لنقص اليود في العجول يُعد من أهم الإجراءات للحفاظ على صحة الثروة الحيوانية، وأن استخدام الأساليب المعملية الحديثة يتيح تقييمًا دقيقًا للتأثيرات البيوكيميائية والدموية، بما يعزز من قدرة المربين على مواجهة المشكلات الصحية وتحقيق إنتاجية أفضل للعجول في مناطق جنوب الصعيد.




