أ.د. إبراهيم مصطفى المحروقي يكتب: جيل X.. الجيل الذي اتكأ عليه الجميع
يأتي الحديث عن الأجيال غالبًا محمّلًا بالصور النمطية: جيل رقمي صاخب (Z)، وجيل طفولي مدلل ( ألفا) ولكن بين ضجيج هذه الأجيال، يقف جيل X – الجيل الذي وُلِدَ تقريبًا بين عامي 1965 و1980 – في منطقة رمادية، لا هو جيل الحرب، ولا جيل الذكاء الاصطناعي، ولا جيل الرعاية التعليمية المفرطة.
جيلٌ غامض في اسمه وتعريفه، لكنه واضح في أثره. إنه الجيل الذي نجح أكثر مما قيل عنه، وتحمل أكثر مما كان ينبغي له، وتلقى الدعم الأقل من بين جميع الأجيال، وربما هو الجيل الذي اتكأت عليه كل الأجيال.
كان مقدّرًا له أن يصبح الأب الصلب الذي يواجه وحده صدمات التحول، بينما سيُولد أبناؤه جيل Z) ) في عالم مُمَنهَج رقميًا، سريع، بصري، عالي الصوت، كثير الخيارات ، فكان عليه أن يتحمل تكاليف التأسيس ليمنحهم ترف الاستشراف.
نظرية الأجيال الاجتماعية ليست خواطر صحفية ولا تقسيمًا خيالياً للبشر وفق تقويم الميلاد، بل هي نظرية علمية رصينة، وبنية تفسيرية لفهم تحولات الشخصية الجمعية داخل السياق الاقتصادي والسياسي والتقني.
تعود مرجعيتها العلمية الأولى إلى أعمال كارل مانهايم في مقاله التأسيسي (مشكلة الأجيال) عام 1921، حيث قرر أن الجيل لا يُعرّف فقط بالزمن، بل بـالتجربة المشتركة التي تشكّل الوعي، خاصة في لحظات التحول الكبرى، ثم تطورت النظرية لاحقًا عبر إسهام نيل هاو، وويليام شتراوس في كتابهما (الأجيال) عام 1991.
جيل تدرب على البطولة لكنه لم يجد معركة
وُلد جيل X بعد طفرة (قنبلة المواليد)، بعد الحرب العالمية الثانية، تلك الثورة الديموغرافية التي أغرقت المجتمعات بالمواليد، وبينما كانت الأجيال السابقة تتكئ على دولة توزع عليها الأراضي والوظائف، دولة صنعتها ثورة ممتلئة بقيم الحماية والرعاية الاجتماعية، وفرت نظام توظيف حكومي ممتد، وتأمين اجتماعي شامل يبدأ من الصحة وينتهي بتوفير أكياس السكر والشاي للمواطن.
كان على جيل X أن يدخل الحياة في زمن التقشّف لا في زمن الحماية، فمنذ عام 1984 بدأت الدولة في الانسحاب من التوظيف، حين كان التوظيف الحكومي هو الجسر الآمن الذي عبرته الأجيال السابقة، خرج جيل X إلى سوق عمل لا يضمنه أحد، ولا يدعمه نظام، ولا يحميه إطار اجتماعي، مصحوباً بانقلاب وظيفي في دور الدولة التي أثقلتها برامج الرعاية فكانت كل برامج الإصلاح الاقتصادي تحارب أحقيته في كيس الشاي المدعوم!
كانت مدارسهم تحمل أسماء الشهداء ورواد النهضة والتنوير: أحمد عرابي، ورفاعه الطهطاوي، وعبد الله النديم، ومصطفى كامل، وعبد المنعم رياض، والعقاد، وطه حسين، ثم جمال عبد الناصر، مدارس عكست أسماءها في وجدانهم مرايا الفكر والبطولة والتضحية. وهكذا تربّى خياله على الثورة والحرب والفكر قبل أن يتربى على التكنولوجيا، وتكون وعيه على القدوة قبل أن يكتشف معنى السياسة.
هذا الجيل لم تنتظره باصات وسيارات النقل المدرسي لتحمله إلى المدرسة، ففي السادسة من عمره، كان طفل جيل X يحمل حقيبته على ظهره، يرتدي المريلة الصفراء، ويذهب إلى المدرسة ماشيًا على قدميه، يعرف الطريق بالوصف لا بالإحداثيات، وبالدلالات المكانية لا بالخرائط الرقمية.
ربما اصطحبه الأهل مرة أو مرتين إلى المدرسة، ثم تُرك وحده ليُتقن الطريق، وليتحمّل- وحده – مسؤولية ألا يضلّ الطريق.. كان هذا جزءا من تكوينه ونشأته.. كان عليه أن لا يضل الهدف وبأقل الإمكانات المتاحة، وبأبسط وسائل الدعم.
لم يكن لهذا الجيل (جروب ماميز) تراقبه في المدرسة، ولا أمٌّ تلاحقه بحلّ مسائل الرياضيات والعلوم، لا عن قسوة، بل لأن الرياضيات في عهده كانت شأنًا فرديًا، والخطأ فيه يُدفَع ثمنه فورًا أمام السبورة السوداء، فلم تكن الأمّ خط حماية شريكة له في الفصل، ولا في غرفة “الواتساب” لتدفع أو تدافع عنه.
كان أغلب الآباء من الأميين؛ لم يكن في البيت من يشرح له الدرس، ولا من يختبر فهمه، ولا من يحلّ له المعادلات المعقدة، أقصى ما تلقاه هو دعاء صادق من قلوب الأمهات، كان هذا الدعاء وحده هو السند النفسي الجليل الذي اتكأ عليه X ليكمل الطريق وحده.
وفي إجازة منتصف العام، كان يعيد بأوامر قسرية من هيئة التدريس نسخ جميع ما حصله في الكتب المدرسية طوال فصل دراسي كامل 50 مرة (نعم خمسون مرة) حتى لا ينسى ما تعلمه من دروس خلال إجازة أسبوع واحدة فقط في منتصف العام الدراسي.
كان التعلم بالنسبة له اكتساباً للتذكر بالتكرار لا اكتساباً للمهارة، كان تكرار التعلم لمقاومة النسيان لا لتعزيز الموهبة، وكان عليه أن يصنع العلاقات الذهنية بلا خوارزميات، وأن يمارس التعلم بلا تجربة، وأن يخوض رحلته التعليمية بلا وسيط، لم يكن له سوى التسلح بالاعتماد على الذات وبلا ترف.
حتى الغياب المدرسي كان جريمةً تربوية ينادى عليه في طابور المدرسة صبيحة اليوم التالي للغياب ثم يُضرب أمام الجمع عبرة للقطيع وحتى لا يعاود (هذه الجريمة)، لأن الغياب في زمنه لم يكن (ظرفًا)، بل جريمة تربوية تُخلخل النظام – والنظام عند الجيل المربي والمعلم لجيل X – كان مقدّسًا كحدود الدولة.
كل عام ومع بدء العام الدراسي، كان على طفل جيل X أن يرسم بالألوان الزيتية نصر حرب 6 أكتوبر في كراسة الرسم، دبابات وصواريخ وطيارات وجنودًا، لا لأن المعلمة طلبت منه ذلك فقط، بل لأن الحرب كانت طقسًا وجدانيًا سنويًا يستيقظ عليه سنويا يوم 6 أكتوبر: دراما العمر لحظة، والرصاصة لا تزال في جيبي، ودماء على الممر، وموسيقى دموع في عيون وقحة، كان يتمنى أن يخوض الحرب، ولكنه لم يخضها ، كان يحفظ كلمات الزعماء، لكنه لم يعش ثورة ، ولم يتمكن يوما من الهتاف الثوري أمام الخديوي أوحاكم الإقليم، كان يقتات على كل مشاهد البطولة لكنه اصطدم بالواقع حين خرج من المدرسة إلى عالمٍ أقل بطولة وأكثر قسوة.
ثقافة الورق والشاشة الصغيرة
لم يكن جيل X ابن الشاشة الرقمية، بل ابن الورقة والقلم والشاشة الصغيرة (التلفاز). تعلّم الفكر من الورق المتاح، قرأ الكتب المدرسية حتى اهترأت هوامشها وحواشيها من كثرة النسخ، كان يقرأ صحف الأهرام والأخبار والجمهورية، ويستمع الى برامج العلم والإيمان وجولة الكاميرا، وعالم الحيوان، فيصنع منها زاده اليومي للوعي الثقافي والوطني.
وتتبّع الثقافة في مجلات العربي والهلال وروز اليوسف، واقتنى روايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي، وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وغيرهم من مصروفه الصغير، فوجد فيها البطولة الفردية والاجتماعية التي لم يجدها في الواقع السياسي.
كانت المفارقة الكبرى في حياة جيل X مفارقة نفسية قبل أن تكون اجتماعية. جيلٌ نشأ وهو يظن أن البطولة قدرٌ شخصي قد هيئته مؤسسات الدولة التعليمية والإعلامية لليوم الكبير.
لكن هذا الجيل لم يجد، حين كبر، معركةً أو حربًا أو مشروعًا قوميًا محددًا يصنع له لحظة بطولةٍ واضحة المعالم.
وحين فتح نافذة القطار على وطنٍ طالما حلم أن تكون له فيه ساحة للإنجاز والمجد، اكتشف أن الساحات الكبرى كانت قد أُغلقت أو تبدّلت، وأن البطولة التي تَخيّلها في الصبا لم تعد تأتي على هيئة معركةٍ واحدة، بل على هيئة صراعٍ يومي بلا رايات، ولا خرائط طريق، ولا احتفاءٍ مبكّر، وجد أحزابًا بلا برامج، لا تصنع أثرًا ولا تغيّر اتجاهًا، تبدو أكثر مما تكون، ووجد مشروعاً وهميا للإسلام السياسي، لا يعرف من الإسلام وسطيته، ولا يعرف من السياسة حكمتها، كان خطابًا بلا قيم، وصوتًا بلا مشروع.
ترعرع X على الوفرة الوطنية في الشعارات، لكنه عاش الندرة الوطنية في الواقع ، كان يحلم بالبطولة، بينما السياسة في زمنه لا تعترف بالأبطال.
الوعي الديني لجيل X كان ميراثًا يُتلقّى بالمشافهة لا بالاختيار
نشأ الصغير من جيل X ويده في يد أبيه، لا في يد هاتفٍ يرشده، اصطحبه الأب إلى المسجد أو الكنيسة كما يصطحب الفلاح ابنه إلى الحقل الأول.
وكان المسجد/ الكنيسة هو أول فضاء عام يلتقي فيه المقدّس بالحياة اليومية، وأول منصةٍ للانتماء تتجاوز جدران البيت وجدران المدرسة.
هناك سمع الخطب الدينية بخطابٍ دينيٍ عتيق اللغة، ممتدّ النبرة، موروثٍ من عصورٍ بعيدة؛ خطابٍ خرج من كتب الفقه القديمة ومنابر القرون الوسطى، لا من أسئلة العصر الذي يعيشه ويشاهده في التلفاز لم يكن الخطاب خاطفًا، بل كان خطبةً طويلة النفس، تستدعي الماضي أكثر مما تستدعي الحاضر، وتقدّس السمع والطاعة أكثر مما تقدّس السؤال والتفكير.
قاده الآباء إلى مساجد الأولياء والصوفية والأديرة، في حركةٍ وجدانيةٍ عابرة للمدن والقرى، تشبه رحلات الحجّ الصغيرة داخل الوطن. زار مع أباءه وعائلته أضرحة الأولياء سيدي إبراهيم الدسوقي، والسيد البدوي، والحسين والسيدة نفيسة، ودير الأنبا بولس، لم تكن هذه الزيارات طقوسًا سياحية، بل مدارس وجدانية دينية شعبية صوفية، منحته معنى القداسة المرتبطة بالمكان، حتى وإن لم يفهم كل ما يُقال فوق المنبر أو المذبح.
كان X جيلًا متدينًا بالسماع، لا بالتحليل. متدينًا بالمكان لا بالمنهج. متدينًا بالصحبة، لا بالمنصّة الرقمية. وكان أبوه معلمه الديني الأول، لا الكتاب، لكن الكتاب كان يأتي لاحقًا ليُثبِت ما سمعه، لا ليصححه. وهكذا تشكّل وعيه الديني من تضاريس الموروث لا من خرائط الحداثة، فكان جيلًا يوقّر المقدّس، لكنه حين كبر، بدأ يسأل:
هل ما نسمعه دينٌ أم تاريخٌ من الدين؟
وكان هذا السؤال هو أول بذرة اختلافه عن الجيل الذي سبقه، وأول علامة انتقاله من دينٍ يُتلى عليه إلى دينٍ سيعيد لاحقًا قراءته بعين العصر الذي سيعيش فيه مع أبناءه.
لم يكن جيل X ابن الرقمية، لكنه كان ابن التحوّل الإجباري إليها.
وُلد جيل X ونشأ قبل أن تصبح الشاشة الرقمية امتدادًا للمدرسة أو المكتب أو الذاكرة. لم يعرف الحواسيب في طفولته، ولا الإنترنت في سنوات التشكّل المبكرة. كان يؤدي الجمع والطرح في سنواته الأولى بدون آلاتٌ حاسبة، ولا تطبيقات رقمية، بل كانت عدادات الغلال من الفول والذرة هي أول خوارزمياته الصغيرة، تُرتّب أمامه على الطاولة أو الأرض، فيجمع ويطرح بالرمز قبل الرقم.
وما أن بلغ هذا الجيل عمر الشباب حتى اندلعت الثورة الرقمية، جارفةً، متسارعةً، بلا مقدماتٍ ناعمة، تدفع المجتمع كله إلى لغةٍ جديدة وأدوات معرفة وإنتاج مبهرة لا تنتظر المتأخرين. فكان على جيل X أن يتعلّمها وهو في منتصف العمر، لا في بدايته، تعلّم الحاسوب بعد أن تعلّم من الكتب، تعلّم من الإنترنت والهاتف الذكي بعد أن تعلّم من الصحيفة.
وكان تعلّمًا لا يشبه تعلّم الأبناء اليوم، بل يشبه هجرة اضطرارية إلى أرضٍ جديدة، يسكن في عوالمها الجديدة، لكنه لا ينسى عمرانه القديم.
ولأنه تعلّم الرقمية متأخرًا، صار أول من حملها إلى الاسرة، ناقلًا لها، لم يستخدمها لأنه أحبها، بل لأنه لم يملك خيار النجاة خارجها، وحين بدأت التقنية تتغلغل في التعليم والإدارة والعمل، كان هو الأب الذي يوفّر للأبناء ما لم يُوفَّر له: جهازًا في البيت، اتصالًا بالإنترنت، فرصةً للتعلّم الرقمي المبكر، وأدواتٍ تُتيح الخيال بعد أن كان الخيال عنده يُختبَر بلا بيئة.
إن جيلًا لم يُولَد في الرقمية، لكنه أنجب أبناءً لا تربكهم أسرارها ولا خوارزمياتها. جيلٌ تعلّم التقنية ليستخدمها، واستخدمها ليورّثها، لأنه كان يعرف أن المستقبل لن يُدار بالغلال بل بالبيانات، وأن الأمة التي لا تتعلّم لغتها الجديدة، سيتم حصرها خارج عدّادات الزمن القادم.
X جيل الغربة الثقيلة
كان جيل X أكثر الأجيال التي تغرّبت عن الوطن لا طلبًا للمجد، بل طلبًا للنجاة، خرج أبناؤه إلى الخليج، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وأستراليا ونيوزيلندا، حتى إفريقيا لم تنجو منه، يحملون في حقائبهم طموحًا مؤجّلًا، وألمًا لا يُقال، وحنينًا لا يُستأذن فيه، لم تكن الغربة عنده سياحةً ولا اختيارًا مزيّنًا بالفرص، بل مناورة حياة في زمن ضاقت فيه الجسور.
سافر X وهو مثقل بالمسؤولية لا هاربًا منها، لم يكن الاغتراب سقطة في انتمائه – كما صورته الدراما- بل كان أقسى اختبارات الانتماء: أن تبقى وفيًا لوطنٍ لم تجد لك فيه مسكن، وأنت تبنيه من الخارج بتحويلاتك، ونجاحك، وصمودك، دون أن تتخلى عن رغبتك في أن يعود أفضل مما تركته. ذاق مرارة البُعد عن الأهل، ومرارة الطريق الذي يُعاد بناؤه كل يوم: يعمل، يتعلم، يتأقلم، ثم يعود ليعمل أكثر، هو الجيل الذي حمل الوطن في قلبه وهو خارجه، وحمل المستقبل على كاهله، وحمل أبناءه إلى الأمام وهو بعيد عنهم، وحمل آباءه بالرعاية والدعاء وهو ابن الدعاء.
جيل العبور الصامت
لم يعبر جيل X قناةً ليقاتل في حرب، ولم يكتب له التاريخ لحظة (عبور) عسكرية كما كُتب لآبائه في 1973، لكنه صار أعظم الأجيال عبورًا إلى ساحةٍ جديدة هي الساحة الرقمية.
في عام 2030، سيعترف العالم بأن ما نعيشه ليس مجرد تطوّر تقني، بل ثورة رقمية عالمية، تشبه في عمقها وتحولاتها الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، بل وتفوقها تسارعًا وتأثيرًا على الإنسان والدولة والاقتصاد.
حينها فقط سيتبيّن أن جيل X الذي وصفته الأجيال السابقة له – طويلًا- أنه جيل (عالق بين الثورات) كان في الحقيقة أول من عبر إليها بصمت، بلا ضجيج، بلا رايات، بلا احتفالات سنوية، وبلا رسوم زيتية تخلد ما صنع في كراسات الرسم. لم يكن X بطل اللحظة التي صُوِّرت، بل بطل اللحظة التي لم تُصوَّر!
لم يكتب هذا الجيل بيانًا عن معاناته، ولم يخترع لنفسه هاشتاجًا يختزل فيه عمره وتجربته، لكنه أنجز ما هو أبقى من الشعارات: تأقلم مع التحوّل دون أن يفقد ذاته، تحرك مسرعاً دون أن يسقط أو يفقد اتزانه، وحمل وحده ثقل المستقبل على كاهله دون أن يُثقله على من يليه.
وكان جيلًا يظنه الآخرون يعيش هامش التاريخ، بينما كان هو في العمق من حركة التاريخ، يصنع أكثر لحظاته خطورة وتحولاً.
لم يلمع X كما لمع غيره من الأجيال، لكنه أضاء الطريق لمن بعده، وأثبت أن البطولة قد تكون في العبور الصامت لا في الضجيج، وفي الثبات لا في البريق، وفي الحماية لا في الهجوم.
ولو كانت للأجيال جغرافيا رمزية، لكان X هو مضيق جبل طارق: ضيقٌ في العبور، شديد الأهمية، غير قابل للتجاهل، من عبره تغيرت أمامه عوالم الدنيا.



