
نتفق جميعا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد لسنوات متتالية لها العديد من الأسباب ومن اهمها الفجوة الدولارية بين ما نستورده وبين مواردنا الدولارية، وهي فجوة ساهمت كثيراً فيما وصلنا إليه، كما أن لها أسباباً أخرى، زادت من تفاقهما وأثرها على الاقتصاد بشكل عام.
قطعاً، هناك أسباب في إدارة دفة الاقتصاد، ساهمت فيما وصلنا إليه، لكن ما زاد الطين بلة والأزمة تعقيدا، الاعتقاد الخاطئ بين الناس، خاصة البسطاء منهم أن تجارة الدولار مربحة وتتميز بالمكسب السريع
حتي المصريين في الخارج،ن كانوا يبيعون الدولار خارج الجهاز المصرفي ظنا منهم أنههم قد حصلوا علي أموال أكثر، غير مدركين أن أية زيادة هنا، تقابلها زيادة هناك، وربما أكثر.
هنا تكمن مشكلة الوعي بنوع المكسب، وهل هو وهمي أم حقيقي،
فلو نظرنا إلى من يسافر إلى دول الخليج، أمامه طريقان للتصرف في العملة .. إما الجهاز المصرفي، وبالتالي زيادة قدرات الدولة ودعم العملة المحلية
أو ما يعرف بالسوق السوداء ظنا منه أنه سيتحوز علي مبالغ أكبر،
والسؤال هنا: هو اللي مسافر برة هيستخدم مدخراته في إيه؟ .. غالبا في شراء أصول مثل سيارة أو منزل أو شقة أو أراضي، وغيرها.
هل فكر أحد منهم كم ارتفع سعر هذه الممتلكات مع انخفاض قيمة الجنيه المصري نتيجة تحويل الودايع خارج الجهاز المصرفي، وهل يعلم أحد منهم أنه قد نجح فعلا في حيازة جنيهات مصرية أكثر، لكنها فقدت جزءاً من قيمتها الشرائية أكثر بكثير من ذلك.
علي سبيل المثال: السيارات زادت أسعارها لأكثر من الضعف، فهل هو عند تحويله العملات الأجنبية خارج الجهاز المصرفي تحصل علي ضعف قيمة الدولار؟ .. الإجابة قطعا لأ.
كل محور من محاور الاقتصاد له عدة أوجه، فكان يجب عليهم أن يحسبوا المكاسب والفرص والخسائر ولا ينظروا تحت أقدامهم، ولو فكروا قليلا بذهن صاف لتبين لهم أن دعم بلادهم بالعملة الأجنبية يصب في مصلحتهم تماما، ولكنها قضية الوعي والاعتقاد الخاطئ بأن المصلحة العامة متضادة مع المصلحة الشخصية.
أما عن البسطاء الذين باعوا أصولا لديهم مثل الذهب ليتاجروا في العملة فمصيبتهم أكبر وسنسردها في الحلقة القادمة …. دمتم في امان الله






