مأساة إنسانية تلاحق إخواننا بقطاع غزة

كتبت ـ زينب أبويوسف
يعيش إخواننا في قطاع غزة مأساة حقيقية يشهدها العالم بأسره ، فمنذ أعلنت إسرائيل حربها على القطاع في السابع من اكتوبر عام 2023 م وهي تأتي على أخضر القطاع ويابسه وتُري أهله أهوال الحروب من شِدة القصف .
جيش الإحتلال يقصف غزة قصف يومي فيهدم المنازل على رؤوس ساكنيها قد ينجو البعض دون إصابة وقد ينجو البعض الآخر من الموت ليحيا بإعاقة لآخر العمر ، في غزة شاهدنا الكثيرين من الذين هُدمت البيوت على رؤوسهم وانتظروا رجال الدفاع المدني لإنقاذهم فمنهم من يُفارق الحياة تحت الأنقاض ويتم الوصول إلى جثمانه ومنهم من يصعب انتشال جثامينهم
الإحتلال يهجر أبناء المخيمات لمحوها
كما تتوالى عمليات التهجير القصري في غزة ، فجيش الإحتلال من حين لآخر يطلب من اهالي المخيمات النزوح من أماكنهم قبل القصف ، فمنهم من يخرج ومنهم من لا يستجيب لنداءات العدو ويبقى في داره لأنه يعلم انه اذا خرج ستلاحقه آليات الإحتلال وإن بقي في داره لن تتركه صواريخه ، وهو ما يحدث بالفعل ، فجيش الإحتلال يقصف الديار دون أن يعبء بوجود أهلها داخلها ، ومن ينزح ينزح لفتره وجيزة حتى يعود الإحتلال ويطالبه بالنزوح من المخيم الذي نزله ليعود إلى مخيمه المُدمر وكل شيء به أصبح رماد .
خيام لا تقي أهلها شمس الصيف ولا مطر الشتاء
وبسبب تكرار عمليات النزوح أصبح اهل غزه لا يعلمون أين يطيب لهم العيش فبداوا في عمل الخيام وكأنها عش العصفور الذي يؤويهم ، ينصبون خيامهم المهترأة لتحميهم من أمطار الشتاء وشمس الصيف ولكن دون جدوى ، ففي الشتاء تصب عليهم ماء المطر صبّا واذا اشتدت الريح اختلعت الخيام ، وفي الصيف لا تقي أصحابها حرارة الشمس ولا تمنع الزواحف التي تنتشر بكثرة في أشهر الصيف من الوصول إليهم ، ولكنها حد قولهم شيء يؤوي أسرة ويستر عورات أهلها ، ولكن رغم ضيق الحال بأصحاب هذه المخيمات الا أنك اذا دخلتها وجدتها نظيفة ومرتبة في صورة راقية لمجتمع راقٍ رغم مأساته ، ولكن الخيام لا تنجو من القصف بل تُحرق بالقنابل الحارقة التي تلقيها عليهم مسيرات الإحتلال .
جيش الاحتلال الصهيوني لم يعرف شيء عن مبادئ الحروب
الإحتلال يصل به الجُرم ليقصف الشيوخ والأطفال والنساء العاجزين عن حمل السلاح ومقاومتهم ، و كذلك يقصف الشباب رغُم عِلمه بأنهم عُزل أيضاً ، ولكن في قانون الحرب يُقتل القادرون على حمل السلاح .
آليات الإحتلال تغتال الطفولة
آليات الإحتلال تُلاحق الأطفال بالتحديد عمداً ، حتى لا يخرج عليها جيل يُطالبها بحقه في الحرية أشد باسّا من سابقيه الذين نذروا ارواحهم فداءّا لوطنهم الكبير فلسطين .
رائحة الموت تنتشر في غزة
في غزة إن تجاوز السكان كل ألوان الدمار التي حلت بهم ، فكيف سيتجاوزون الفقد ؟ففيها الفقد عظيم ، حتى أنك تجد أم فقدت كل أولادها تحت القصف ، وتجد أبّا فقد وليده الوحيد الذي أتى من رحم المعاناة بعد سنوات من الحرمان ، وتجد ناج وحيد من أسرة قد يربو اهلها على الخمسين ، وعروس رُملت قبل أيام من زفافها ، الموت في كل مكان والدم يُراق بلا توقف وكأنه لا قدسية له .
إسرائيل دولة فوق القوانين الدولية
الإحتلال يفعل كل هذا امنّا العِقاب ، للآن لم يطبق عليه قانون واحد من قوانين مجلس الأمن الدولي أو غيرها من قوانين المنظمات الدولية الأخرى ، كحقوق الإنسان وحقوق الطفل ومنظمة الأمن الغذائي وغيرها التي ضرب الكيان بقوانينها عرض الحائط .
حرب التعليم علي غزة
الكيان الصهيوني يتعمد نشر الجهل بين ابناء المدينة بعد الكم والكيف الهائلين من الوعي والثقافة والعلم والإيمان الذين تمتع بهم ابناء القطاع ، فيري طمس ذلك بقصف المدارس والجامعات وكافة المؤسسات التعليمية دون تردد ، في محاولة فاشلة منه لشنق الحركة التعليمية وقتل الوعي الكبير بين أبناء غزه ، ولكنه يجهل أن الجيل الذي تربي على الإيمان والعلم سيربي صغاره على ما رُبي عليه ، ففي غزة عرفنا كل معاني الصبر والإحتتساب ، فوجدنا الام تفقد اولادها جميعّا ولكنها تذكر الله وتودعهم بشعارات تدب الحماس في غيرهم ليقبلوا على الشهادة وكأنها الخنساء في زمانها ، ووجدنا الاب الذي يقصف بيته بعد معاناته سنوات طوال في بنائه يقول كله فداء لوطني ، ووجدنا الطفل الصغير الذي فقد أمه واخته يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذه الصورة كافية لإخراج جيل آخر يتحدث بالحرية ويطالب بها ، ويقدم روحه من اجل الوطن ويفعل بالمحتل كل ماخشيه.
ولكن نتساءل .. حتى متى سيبقى الكيان يُدمر غزة وياتي بعاليها أسفلها ؟
حتى متى سيظل جيش الكيان فوق كافة القوانين الدوليه ؟






