عبدالقادر والعويضي والجزار وأنور.. من يحسم المقعدين؟
صراع المقعدين يشتعل في دائرة قوص وقفط ونقادة
عبدالقادر والعويضي والجزار وأنور.. من يحسم المقعدين؟

كتب – عبدالرحمن أبوزكير
ساعات قليلة باتت تفصل الناخبين في الدائرة الثانية بمحافظة قنا عن محطة حاسمة في المشهد الانتخابي، مع انطلاق جولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب، والتي تشمل مراكز قوص وقفط ونقادة، وسط حالة من الترقب والمتابعة الشعبية الواسعة. وتنطلق جولة الحسم صباح غدٍ السبت وتستمر حتى مساء بعد غدٍ الأحد، في ظل تنافس محتدم بين أربعة مرشحين يسعون لحصد مقعدي الدائرة تحت قبة البرلمان.
المرشحون المتنافسون على مقعدي الدائرة الثانية بقنا
ويخوض السباق الانتخابي كل من علي عبدالقادر محمود، وأحمد عبدالله العويضى، وأبوالحسن الجزار، ومحمود أنور القاضي، بعد أن أسفرت الجولة الأولى عن تأهلهم إلى الإعادة، ليجد الشارع نفسه أمام خيارات متعددة تعكس تنوع الخلفيات والخبرات، في وقت تتزايد فيه أهمية الصوت الانتخابي مع اقتراب لحظة الحسم. ومع اقتراب فتح اللجان، تتجه الأنظار إلى صناديق الاقتراع، وسط آمال بمشاركة فاعلة تعبر عن إرادة الناخبين، وترسم ملامح التمثيل البرلماني للدائرة خلال المرحلة المقبلة.
إلغاء نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات
وتأتي جولة الإعادة الحالية في أعقاب قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات بالدائرة، والتي كانت قد أسفرت آنذاك عن فوز المرشح معتز محمد محمود بحصوله على نحو 65 ألف صوت، مع تحديد جولة إعادة بين المرشحين أشرف أبو الفضل وسعيد عبدالله. وجاء قرار الإلغاء بعد توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للهيئة الوطنية للانتخابات بضرورة تلافي أي تجاوزات أو عوار قد يشوب العملية الانتخابية، والتعامل بحسم مع أية مخالفات تمس نزاهة الانتخابات. وبالفعل، وبعد فحص الطعون المقدمة، تيقنت الهيئة من وجود تلاعب حقيقي في مجريات المرحلة الأولى، ما استدعى إلغاء نتيجتها وإعادة العملية الانتخابية من جديد.
تغير الخريطة التصويتية بعد إعادة الانتخابات
وأسفرت الإعادة عن تغير واضح في الخريطة التصويتية، حيث لم يتمكن أي من المرشحين الذين فازوا أو بلغوا جولة الإعادة في المرحلة الملغاة من تكرار نفس الزخم الشعبي، إذ حصلوا على أعداد أصوات تقل كثيرًا عن نصف ما حققوه سابقًا، في رسالة واضحة من الناخبين تعكس وعيهم ورفضهم لما شاب الجولة الأولى. ويبرز هذا المشهد الدور الحاسم للدولة في حماية نزاهة العملية الانتخابية، والتأكيد على أن الوصول إلى البرلمان لا يكون إلا بإرادة حقيقية من المواطنين، وبما يضمن تمثيلًا فعليًا وصادقًا للشارع تحت قبة المجلس.
أربعة مرشحين في جولة الإعادة بعد تصحيح المسار الانتخابي
وفي هذا الإطار، ومع تصحيح المسار الانتخابي وإعادة ترتيب المشهد من جديد، أفرزت العملية الانتخابية واقعًا مختلفًا عما سبق، أسفر عن صعود أربعة مرشحين إلى جولة الإعادة الحالية، بعد إعادة الاحتكام لإرادة الناخبين داخل مراكز قوص وقفط ونقادة. ومع اقتراب ساعة الحسم، تتجه الأنظار إلى أداء كل مرشح خلال الأيام الأخيرة، ومدى قدرته على حشد الدعم الشعبي وترجمة حضوره الميداني إلى أصوات داخل صناديق الاقتراع، في سباق مفتوح تحكمه خيارات الناخبين وحدهم.
تنوع الخلفيات الانتخابية يزيد سخونة المنافسة
وفي ضوء هذا المشهد التنافسي المفتوح، تتباين مسارات المرشحين الأربعة المتأهلين إلى جولة الإعادة، من حيث الخلفيات المهنية والتجارب الانتخابية وقواعد الدعم الشعبي داخل مراكز الدائرة الثلاث، وهو ما يضفي على السباق طابعًا خاصًا، ويجعل من قراءة حضور كل مرشح وتحركاته على الأرض عاملًا مهمًا في استشراف ملامح الحسم. وفي هذا السياق، يبرز كل مرشح بخطاب وأدوات مختلفة في محاولة لكسب ثقة الناخبين خلال الساعات الأخيرة قبل فتح اللجان.

علي عبدالقادر محمود.. حضور خدمي وشعبية واسعة
يُعرف علي عبدالقادر محمود، ابن قرية حجازة بمركز قوص، بكونه شخصية ذات صقل انتخابي قوي، حيث يمتاز بحضوره الدائم بين الناس واهتمامه بتقديم الخدمات للمواطنين في قوص وقفط ونقادة. ويشغل منصب مدير مكتب تأمينات قوص، كما ركز على التواصل المباشر مع الأهالي طوال السنوات الخمس الماضية، من خلال تنظيم فعاليات مجتمعية وخدمية متنوعة، منها قوافل طبية مجانية، وسيارات لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، ودوري كرة قدم للشباب، وحفلات لتكريم أوائل الطلاب وحفظة القرآن الكريم، ما أكسبه شعبية واسعة بين مختلف فئات المجتمع.

أحمد عبدالله العويضى.. امتداد عائلي وحضور شبابي
أما أحمد عبدالله العويضى، المحاسب الشاب، فيُعد أحد أبرز الوجوه الصاعدة في العمل العام، مستنداً إلى رصيد اجتماعي واسع وانتماء عائلي سياسي وخدمي. حيث ينحدر العويضى من أسرة لها حضور طويل في العمل العام، فهو نجل النائب السابق عبدالله العويضى وابن شقيق النائب سعيد الجهيني، فيما يُعرف جده الحاج أحمد العويضى كأحد أبرز رموز المصالحات بمركز قوص.

أبوالحسن الجزار.. خبرة برلمانية وقاعدة شعبية
في المقابل، يُشارك أبوالحسن الجزار، النائب السابق في برلمان 2005، في جولة الإعادة بعد حصوله على أعلى الأصوات في انتخابات 2025 التي أُلغيت نتيجتها في المرحلة الأولى. ويستند الجزار إلى قاعدة شعبية واسعة في مراكز الدائرة الثلاث، مستفيداً من خبرته البرلمانية السابقة وعلاقاته مع المواطنين، ويُعد من أبرز المرشحين القادرين على حسم أحد المقعدين.

محمود أنور القاضي.. دعم قوي من قفط
كما يشارك محمود أنور القاضي، ابن قرية البراهمة بمركز قفط، في جولة الإعادة، ويحظى بدعم شعبي كبير في قفط، مستفيداً من تواجده المستمر بين الأهالي واهتمامه بالقضايا المحلية، وهو ما يمنحه قدرة على المنافسة ضمن المرشحين الأربعة.
الثقل التصويتي لمراكز الدائرة يحسم المعركة
وتتزايد أهمية جولة الإعادة المرتقبة في ضوء الثقل الانتخابي لمراكز الدائرة، حيث يُعد مركز قوص أحد أكبر مراكزها من حيث الكتلة التصويتية، وكان قد حصد مقعدًا واحدًا ضمن القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، فاز به المهندس محمد بنجي. وفي المقابل، نجح مركز قفط في حصد خمسة مقاعد في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ منها 3 مقاعد في القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، ما يدفع مرشحيه إلى السعي لاقتناص المقعد السادس على الأقل داخل الدائرة، رغم أن كتلته التصويتية تُعد أقل عددًا مقارنة بمركز قوص. وفي هذا السياق، تبرز قرية حجازة بمركز قوص كقوة تصويتية مؤثرة داخل المركز، في ظل الكتلة الانتخابية الكبيرة التي تتمتع بها، إلى جانب الحضور الشعبي الواسع الذي يحظى به مرشحها علي عبدالقادر محمود، وهو ما يمنحه قدرة تنافسية واضحة في سباق جولة الإعادة.
تراجع المشاركة في نقادة بعد خروج المرشحين
وفي المقابل، يشهد مركز نقادة تراجعاً في المشاركة بعد خروج جميع مرشحيه من السباق، وحزنهم على عدم تمثيل المركز، خاصة بعد أن اقترب يحيى إسماعيل، ابن قرية الخطارة بمركز نقادة، من المربع الذهبي بفارق 77 صوتاً فقط عن أقرب منافسيه، وهو ما يزيد من ترقب الناخبين خلال الأيام المقبلة.







