عام

المجاعه تدك حصون غزة

لو كان الجوع رجلاً لقتله .. أهل غزة

المجاعه تدك حصون غزة

كتبت ـ زينب أبويوسف

يُعاني إخواننا المستضعفين في قطاع غزة كل ألوان العذاب وتُرتكب في حقهم كافة الإنتهاكات والجرائم التي رفضتها وترفضها كل الأنظمة الدولية بقوانينها ، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر لعام 2023م والقطاع يحيا حياة الدمار والخراب والتشريد واضيفت إلى قوائمه الجُوع والعطش .

غزة تموت جوعاً وعطشاّ

الكيان الصهيوني يتعمد قصف المنازل والخيام والمستشفيات والمدارس والجامعات وكل ما يأوي الأفراد والنازحين والمصابين والمشردين ، كما أنه يتعمد إستخدام سلاح التجويع والعطش في حربه ، فيشتد في قصف المتاجر والمطاعم وكل ما ينتج الغذاء في غزة ، حتى شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع لا تنجو من القصف ، وما يبقى من المساعدات ويصل داخل القطاع يدس الكيان لصوصه لسرقة ما استطاعوا منه بغيه تجويع أبناء غزة والقضاء عليهم ، فمن ينجو من الموت بالقصف يموت جوعّا أو عطشّا .

فكما لا يجد أبناء غزة الطعام لا يجدون الماء إلا بكميات قليلة ، لذا لجأوا إلي الإعتماد علي المياه الجوفية قليلة الملوحة .

في غزة شاهدنا الطبيب الذي يُمارس عمله في المستشفيات ولم يصل إلى جوفه سوى فتات الطعام وشربة ماء ولكنه ماضٍ في عمله متحملاً لأجل المصابين ، كذلك الصحفي الذي يتدور من الجوع والعطش وقد لا يقوى على أداء مهمته في توصيل رسالته إلي العالم من شدة الجوع ، لربما جلس أكثر من يوم ولم يأكل شيء ولم يشرب سوي كوب ماء ، كما حدث من قبل عندما خرج علينا المراسل الشهيد/ محمد قريقع وهو يُراسل الجزيرة بدلاً عن رفيقه الصحفي والمراسل/ رامي أبوطعيمة الذي أكله الجوع وانهكه العطش ولم يقوى على التغطية يومها .
ولا يغيب عنا رجال الدفاع المدني الذين صرحوا من قبل أنهم يجدون الصعوبة في نقل المصابين أو الوصول إلي جثثهم في ظل مطارات الكيان لهم ، كما يلاحقهم الجوع ويفترسهم العطش اللذان يعرقلانهم عن التحمل والعمل لوقتٍ أطول.

في غزه وجدنا الطفل الرضيع يصرخ من شدة الجوع ، والكهل قد بكى أسفاّ أن يقول جائع فما إعتاد أن يطلب من أحد طعامه ، ووجدنا الشاب اليافع يسقط مغشياً عليه بسبب الجوع القارص ، ومن استطاع أن يصل إلى مناطق توزيع المساعدات طالبّا القليل لنفسه ولأهله قد لا يعود إليهم إلا جثة هامدة ، فالإحتلال يتعمد قصف أماكن توزيع المساعدات دون النظر إلى حاجة هؤلاء الجوعي والعطشي .

الأمم المتحدة تندد بجوع غزة وعطشها

أعلنت منظمة الأمم المتحدة عن جريمة الإحتلال النكراء في حق غزة وأهلها حيث إتباعه استراتيجيتي الجوع والعطش للعُزل والمرضى والمصابين وسط رفض كافة القوانين الدولية و الإنسانية إستخدامهما كأسلحة حرب .

أكدت منظمة الأمم المتحدة أن غزة باتت في مجاعة فرضتها إسرائيل و ترفضها كافة القوانين الدولية والمبادئ العسكرية في الحروب ، وتدين أفعال الكيان الذي لا يترك سبيل لمنع الطعام والماء عن غزة ، كما تطالب منظماتها بفرض العقوبات الدولية على الكيان مؤكدة أن جريمته جريمة إنسانية مرفوضة .

فكيف لطفل صغير أن يُحارب بالجوع والعطش ، وكيف لشباب عُزل ونساء حوامل وكهول نحلت أجسادهم أن ينامون والجوع يفتك بهم ؟

اسرائيل تنكر المجاعة بغزة

وفي ظل تصريحات الأمم المتحدة ومنظماتها حيث الأمن الغذائي والصحة العالمية واليونيسف بالجريمة الإنسانية التي تُرتكب في حق أهل غزة ، نفت إسرائيل هذه التصريحات مؤكدة أن المساعدات تصل لأبناء القطاع وأن كل هذه إفتراءات تصدرها حماس وتستعطف بها العالم و أن غزة لا مجاعة بها .

يبدو أن إسرائيل لم تنتبه جيداً إلي الكاميرات التي تحاول تكسيرها انها اظهرت الأجساد النحيلة ، والجثث التي فُقد أصحابها وفارقت أرواحهم الحياة نتيجة الجوع والجفاف .

انقذوا غزة

على الإنسانية أن تتحرك لنجدة غزة وما تبقي منها ومن أهلها ، فلا نعلم كيف ينام العالم شابعّا وغزة تنام والجوع يفتك بها !
كيف ينام العالم وهو يعلم ان هناك بلد جائع رغم خصوبة تربته إلا أن هذه التربة لم تعد تُرمى بها البذور وإنما أصبحت تُسقى بالدماء حيث دماء ابنائها الأبرياء .
يا كُل من في الأرض انقذوا غزة من الدمار ، انقذوا غزة من الجوع ، انقذوا غزة من بطش الكيان الوحشي .

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى