عام

«ابنتي الغالية» تزرع الأمل في قرية بني عبيد.. فتيات الريف يصنعن التغيير بأيديهن

في مشهد يجسد روح العمل التطوعي الجماعي الفعّال، أطلق مشروع «ابنتي الغالية» – الممول من هيئة كوبتك أوفانز والمنفذ من جمعية الجزويت والفرير – بقرية بني عبيد التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، عدداً من المبادرات المجتمعية والخدمية والتعليمية الهادفة إلى تمكين الفتيات وتنمية مهاراتهن وبث روح القيادة والعمل التطوعي في نفوسهن.

قالت إيريني إبراهيم، مديرة منطقة المنيا بهيئة كوبتك أوفانز، إن المشروع يعمل على عدة محاور تشمل تعليم 50 فتاة بالمرحلة الابتدائية، والبناء النفسي والوجداني، وتعزيز قيم التعايش السلمي، وتنمية روح التطوع وقيادة المرأة للمبادرات المجتمعية، وذلك من خلال أنشطة متنوعة تهدف إلى رفع المهارات القيادية وتشجيع الفتيات على خدمة مجتمعهن.

وأوضحت أن المبادرات شملت تنفيذ عدد من المشروعات الخدمية كأعمال الصيانة والإنارة والتشجير في المناطق الأكثر احتياجاً، بالتعاون مع المجلس المحلي للقرية، إلى جانب دهان سور الترعة وكتابة عبارات تربوية إيجابية، مما ساهم في تحسين المظهر الجمالي والبيئي وإضفاء روح إيجابية داخل شوارع القرية.

وفي الجانب التربوي، تم تنفيذ مبادرة لتعليم 125 طفلاً قيماً تربوية وسلوكية إيجابية من خلال أنشطة ترفيهية وتكوينية، إضافة إلى تدريب الفتيات على صناعة أفلام قصيرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المقرر نشرها عبر صفحات الكيانات المجتمعية بالقرية – مثل الجمعيات الأهلية والمجلس المحلي – بهدف نشر رسائل تحفيزية عن القيم والتربية الإيجابية.

كما جرى تدريب 38 سيدة على صناعة المأكولات الحديثة بأقل تكلفة، ضمن أنشطة التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية، إلى جانب عقد لقاءات توعوية لرفع الوعي الصحي والاجتماعي بينهن. وفي مبادرة أخرى لتعزيز الوعي البيئي، تم تدريب 17 سيدة على إعادة التدوير وصناعة الحقائب من الملابس المستهلكة، مما ساهم في توفير مصدر دخل بسيط وتشجيع ثقافة إعادة الاستخدام.

ولم تتوقف جهود المشروع عند هذا الحد، إذ بادرت الفتيات المشاركات إلى رصد احتياجات مدرسة الفصل الواحد بالقرية – التي كانت مهددة بالغلق وتسرب الأطفال منها – وشاركن في دهان فصولها وتجميلها وكتابة عبارات تحفّز على القيم والأخلاق الإيجابية. وجاءت هذه الجهود بفضل متطوعات المشروع المعروفات بـ «الأخوات الكبريات»، اللواتي قدّمن نموذجاً مشرفاً لروح القيادة والتعاون، ليصبحن قدوة حقيقية في العمل المجتمعي داخل الريف.

من جانبه، أكد أسامة إسحق، مدير جمعية الجزويت والفرير للتنمية بالمنيا، أن الهدف من هذه المبادرات هو تعزيز دور المرأة القيادي والمشاركة المجتمعية وتشجيع الفتيات على الانخراط في العمل التطوعي بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة داخل القرى.

وأشار إلى أن هذه الأنشطة تركت أثراً طيباً في نفوس الأهالي الذين أعربوا عن فخرهم بما أنجزته أكثر من 100 فتاة من الأخوات الكبريات والصغيرات من بنات القرية، مؤكدين أن العمل الجماعي والتطوع هما السبيل الحقيقي لإحداث تغيير إيجابي ومستدام في المجتمع الريفي.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى