التعليم بين تحديات الحاضر ورهان المستقبل في معرض دمنهور الثامن للكتاب

كتبت ـ نوال شلباية
شهد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، ندوة ثقافية ثرية بعنوان “التعليم بين تحديات الحاضر ورهان المستقبل”، أقيمت تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتحدث فيها الأستاذ يوسف فؤاد الديب، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، وأدار اللقاء الكاتب هاني قدري، بحضور الأستاذ خالد الدقلة، مدير الإدارة التعليمية بدمنهور، وعدد كبير من الطلاب والمعلمين والأدباء وأولياء الأمور والمثقفين.
استعرض الديب خلال الندوة أبرز التحديات التي تواجه التعليم ودور الدولة في مواجهتها، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لحل مشكلة كثافة الفصول الدراسية من خلال إنشاء فصول جديدة تتناسب مع الزيادة السكانية، وتطبيق نظم تعليمية حديثة تواكب تطورات العصر.
كما تناول تجربة التعليم المزدوج التي تتيح للطلاب التدريب العملي بالمصانع مقابل أجر، ما يسهم في تأهيلهم لسوق العمل وفتح آفاق جديدة أمامهم بعد التخرج. وأكد أن المعلم هو الركيزة الأساسية للعملية التعليمية، مشيدًا بمعلمي البحيرة المبدعين، لا سيما أصحاب الإسهامات الأدبية التي يضمها المعرض بأجنحة الهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة.
وفي إطار حديثه عن عجز المعلمين، أوضح وكيل الوزارة أن الدولة تعمل على سد هذا العجز عبر حلول متعددة، من بينها التعيينات الجديدة، ومعلمي الحصة، والاستعانة بخبرة معلمي المعاشات.
وتطرق الديب إلى نظام البكالوريا المصرية، مؤكدًا أنه يمثل نقلة نوعية في تطوير منظومة التعليم، حيث يمنح الطالب فرصًا تعليمية أكثر عدالة ومرونة، ويحرره من رهبة الامتحان الواحد، إذ يتيح أكثر من محاولة للتحسين. وأكد أن شهادة البكالوريا المصرية محلية بمعايير دولية، ومعترف بها داخليًا وخارجيًا، وتتيح للطلاب الالتحاق بجميع الكليات وفق نفس قواعد التنسيق دون تمييز أو فصل بين النظامين.
وردًا على الشائعات التي تزعم وجود مدارس مخصصة للبكالوريا وأخرى للثانوية العامة، شدد على أن الاختيار حرّ بالكامل للطالب وولي الأمر، نافياً أي إلزام من الوزارة، مؤكدًا أن هذه الشائعات وراءها مصالح شخصية مثل مراكز الدروس الخصوصية التي تخشى نجاح النظام الجديد.
وأشار إلى أن الوزارة أعدت مناهج جديدة بالتعاون مع مؤسسات تعليمية وطنية ودولية، إلى جانب خطة تدريب متكاملة للمعلمين، وإصدار أدلة استرشادية لتسهيل فهم المناهج على الطلاب وأولياء الأمور.
كما أبرز وكيل الوزارة أهمية مدرسة STEM للمتفوقين بدمنهور، الأولى من نوعها بمحافظة البحيرة، باعتبارها صرحًا علميًا متميزًا يسهم في إعداد جيل من المبدعين القادرين على المنافسة في المحافل الدولية، مؤكدًا أنها تمثل نقلة نوعية في التعليم على أرض المحافظة ضمن استراتيجية الدولة للتوسع في مدارس المتفوقين وتعزيز البحث العلمي والابتكار.
واختُتمت الندوة بتفاعل واسع من الحضور الذين طرحوا تساؤلات حول مستقبل التعليم في مصر، في حوار ثري يعكس وعي المجتمع بأهمية تطوير المنظومة التعليمية لمواجهة تحديات الحاضر وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.






