الشارع المصرى يتحدث عن القمة العربية الإسلامية فى قطر : الشعوب تنتظر أفعال لا أقوال

تحقيق : محمد جرامون
تتجه أنظار ٢ مليار مسلم وعربى تجاه الدوحة غداً الأحد والتى ستشهد إنعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة، بعد الإعتداء الغاشم من الكيان الصهيوني المحتل على قطر بحجة إغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية المقيمة بقطر، والذى يُعد إنتهاك صارخ لسيادة دولة قطر ولكل الأعراف والمواثيق الدولية، وتُعد هذة القمة إختبار حقيقى وعملى وجاد لقادة ٥٧ دولة عربية وإسلامية أمام شعوبهم التى تنتظر تحول تاريخى فى قرارات تلك القمم، قرارات تصون الأرض والعرض وتحفظ الكرامة، قرارات تُجبر العالم أجمع أن يًفكر ألف مرة قبل المساس بأى دولة عربية أو إسلامية، ففى تلك اللحظة الفارقة التاريخية والأجواء الملتهبة بالمنطقة وقيام الكيان الصهيوني المحتل بحرب إبادة جماعية فى غزة وإعتدائه على لبنان وسوريا والعراق واليمن ثم قطر نتمنى ألا تصاب الشعوب العربية بخيبة أمل جديدة وألا تقتصر نتائج القمة على عبارات شجب وندب وكلمات جوفاء رنانة لا فائدة منها،فلو اقتصرت القمة على ذلك فلن تقوم لنا قائمة لعدة سنوات ، وستكون إشارة لكل متربص أو طامع أو محتل للمنطقة أن يستكمل مسيرتة وخططة دون خوف أو إعتبار لأي دولة عربية أو إسلامية، وفى هذا التحقيق يعرض “ “أراء الشارع المصرى عن جدوى انعقاد القمة وماذا يتمنون منها أن تحققة في تلك اللحظة الفارقة التي تمر بها الأمة الإسلامية والعربية،
يقول الدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق :
تأتي القمة العربية الإسلامية فى ظرف تاريخى هام للمنطقة العربية مما يستوجب إتخاذ قرارات حازمة وأرى أن أهم قرار يجب اتخاذه إعلان قيام الدولة الفلسطينية وإبلاغ الكيان المحتل بذلك وإما المثول لهذا القرار، وإلا سيتم قطع كل العلاقات معه وخاصة الدول التي تقيم معه علاقات دبلوماسية ولو نجحت قمة ال٢ مليار مسلم في هذا فسيكون أكبر الإنجازات
ويضيف الدكتور طارق العوضى المحامى وعضو لجنة العفو الرئاسى : الأرجح أن القرارات ستبقى دون مستوى الطموح الشعبى ، لكنها ستشكل على الأقل رسالة تضامن ودعم سياسي قوي لقطر، الشارع العربى الإسلامى يتساءل ماذا يمنعنا من تبنى موقف سياسي موحد وحازم يضع خطوطًا حمراء أمام إسرائيل، موقف يؤكد على أن الاعتداء على أي دولة عربية أو إسلامية هو اعتداء على الجميع، ويجب أن يكون الحد الأدنى للقمة صدور قرارات ملزمة بقطع العلاقات أو تجميدها مع إسرائيل حال استمرارها على عدوانها الغاشم في غزة وباقي الدول المحيطة بها، وان يتم استخدام آليات القانون الدولي مثل محكمة العدل الدولية
ويطالب محمد برغش الفلاح الفصيح والخبير الزراعى :
بأن تعود القمة بذاكرتها للمواقف المشرفة البطولية السابقة للتضامن العربي أثناء حرب أكتوبر والتى لم تتكرر منذ حينها فلم تسعفني ذاكرتي بإستراجع أي مواقف أو قرارات فاعلة لأي قمم سابقة، ولكن حين صدقت النوايا والمواقف كان الدور البطولي في حرب أكتوبر للملك فيصل مع كيسنجر وأمريكا وكذلك الموقف العظيم للرئيس هواري بومدين، وأيضا استضافة السودان الشقيقة جميع الكليات العسكرية المصرية بعد حرب 1973 وملحمة الحصول على قوارب الزودياك لعبور قناة السويس ، لم تتأخر دولة عربية فى المساهمة السخية بالمال والعتاد وبخير الأبناء وكان اولهم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود ومنهم الملك سلمان بن عبدالعزيز واشقائه
فعل يمكن إستعادة هذه النخوة وهذا التوحد الآن؟
يوم أن يكون كل ذلك ستكون الأمة الإسلامية والعربية بمليون خير ويخشاها الجميع ويعملون لهما مليون حساب، لأن البأس سيكون شديد وصاعق.
وأضاف يحيى الطلياوى رجل أعمال :
فى رأيى أن أول قرار للقمة سحب كل سفراء الدول العربية والإسلامية من دولة الاحتلال وطرد سفرائها من بلادنا والتوجه الى كل المؤسسات الدولة بلهجة قوية ومختلفة للقيام بدورها فى مجابهة ومعاقبة كيان غاصب يرتكب الإبادة الجماعية أمام العالم أجمع ولكن باقي دول العالم ومؤسساته لن تقوم بدور فاعل إلا بعد أن يروا من ٥٧ دولة عربية وإسلامية فعل حقيقي على أرض الواقع، اللحظة الحالية يجب أن تكون بداية مختلفة لواقع مختلف والا لن تقوم لنا قائمة مرة أخرى.
وأكد مهندس أحمد إبراهيم الرفاعي استشاري هندسى :
ما نتمناه من القمة العربية الإسلامية فى الدوحة أن تكون قراراتها على قدر و حجم الجرائم الإسرائيلية التي يرتكبونها ليل نهار بلا خوف أو رادع أو عمل أى حساب لرد فعل عربي إسلامي ، وآن الآوان أن تنتقل القمم العربية الإسلامية من حدود الشجب والإدانة إلى خطوات عملية واضحة، مثل الضغط الدبلوماسي الموحد، والتحرك في مجلس الأمن والمحاكم الدولية، وتفعيل سلاح الاقتصاد والمقاطعة ، وكل ما أخشاه أن تظل القرارات في الإطار التقليدي من بيانات الإدانة والدعوات لضبط النفس، دون إجراءات حقيقية مؤثرة ، الشعوب العربية تغلى فليعبر القادة في القمة عن تطلعات وطموحات شعوبهم.
ويقول فتحى عمارة مدير عام سابق :
الدول العربية وصلت لمنعطف لا تُحسد عليه والسبب الرئيسى فى ذلك هى دول الخليج نفسها والتي رمت نفسها في حضن أمريكا التى أوهمتها بأنها حامي الحما لها وقد تخيلت هذه الدول أن أمريكا ستتعامل معها من منطلق الشراكة والتعاون ولكن أمريكا لاتعرف إلا أن تستنزف من يقترب منها بمبدأ القوة ودليل ذلك ما حدث في الدوحة ، فأمريكا التى من المفترض أن تكون ملتزمة بالدفاع عن قطر ولديها أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط تم إنشائها على حساب قطر وعلى أرض قطر وتم توسيعها ورفع كفاءتها في الفترة الأخيرة بمبلغ عشرة مليارات دولار على حساب قطر، تآمرت عليها وأعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني لضرب قطر، وهذا يدل على أن ما تدعيه أمريكا ودول الخليج من وجود شراكة بينهما مجرد وهم تعيشه دول الخليج وتجني ثماره الآن، فالإرتماء في أحضان أمريكا ثبت عدم جدواه ويجب أن تعلم دول الخليج أن مصالح أمريكا والغرب تتعارض كليا مع استقرار المنطقة،
وعلى الدول العربية أن تفيق من غفلتها و تتدارك أمرها قبل فوات الأوان.
ويضيف دكتور احمد الطباخ كاتب وباحث :
تأتي القمة العربية الإسلامية في ظرف استثنائي وعقب حدث خطير فى قطر، وفى ظل الأحداث الدامية التي تقع على شعب فلسطين وما تشهدة من إبادة جماعية وتهجير وحصار وتجويع وأمور يشيب من هولها الولدان لأهلنا فى غزة، وفى ظل خيبة امل تشعر بها الشعوب العربية والإسلامية لم يسبق لها مثيل، فالكل يشعر بقلة الحيلة والضعف، وفى ظل هذا التشرذم والفُرقة بين الدول العربية والإسلامية هل تكون هذة القمة على مستوى الحدث وعلى مستوى الأخطار التي تحيط بالجميع، ولذا تنعقد الٱمال الكبار وننتظر القرارات التى تصدر للجم هذا العدو وكبح جماحه والأخذ على يديه بعد أن إنفلت عياره ويرتع فى دولنا العربية من اليمن إلى سوريا ولبنان ثم قطر التي تشارك فى إحلال السلم العالمى، ولذا لابد من قرارات فورية للتنفيذ وليس الاستنكار والشجب والذى كان سببا لما آلت إليه الأمور في عالمنا العربي وخاصة شعب فلسطين والذي يدفع ثمنا باهظا، فيا ليتهم يشكلون قوة عربية فى جيش موحد كما طالبت مصر منذ أعوام، ودعم المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها ماديا وعسكريا والوقوف صفا واحدا في مواجهة خطر اليمين المتطرف الذي يتزعمه هذا الإرهابي الحقيقي الذي يريد أن يبتلع بلادنا العربية ويشكل المنطقة على حسب هواه ووفق أجندته اليمينية المتطرفة والتي لا تبقي ولا تذر فالأمر جلل والخطر محدق ببلادنا العربية فكفانا عربدة غربية في بلادنا العربية التي صارت مستباحة نتيجة هذا التشتت والتفرق الذي عليه الأمة الان.
ويقول بهاء منيسى مهندس وشاعر :
يجب على زعماء وقادة الدول العربية والإسلامية قبل التحدث عن اعتداءات قطر ومجازر غزة أن يكون بينهم نقاط وآليات للاتفاق والاتحاد لا للخلاف والفرقة حتى يكون لاجتماعهم جدوى ولصوتهم صدى، أما أن تجتمع الدول وهى جميعها تتصارع فيما بينها فلا نتوقع نتائج إيجابية ولعلك ترى كم الهجوم الغير مبرر من عدة دول على مصر، النوايا يجب أن تكون صادقة ومستشعرة الخطر الذي يقترب من الجميع فإما نكون جميعاً متحدون وإما لا نكون وساعتها لن يفيد البُكاء على اللبن المسكوب.
ويضيف شرنوبى كامل وهاب موظف :
تعيش المنطقة أحداث ووقائع غير طبيعية لذا يجب أن تكون قرارات القمة مختلفة عن أى قمم سابقة، كفانا شجب وندب وإدانة نريد أفعال قابلة للتنفيذ، وأهم ما اتمناه من القمة الاتفاق على إنشاء قوة عربية مشتركة تكون نواة لجيش عربي موحد مستقبلا وهذا كفيل ان يكون رادع لكل من تسول له نفسه الإعتداء على اي دولة عربية، ويجب أن يلتفوا حول مصر فهي القوة الأكبر في المنطقة والملاذ الآمن لكل عربى أو مسلم.
ويقول دكتور إيهاب الحمامصى وكيل وزارة المالية بالبحيرة :
يجب أن تكون تلك القمة معبرة عن حجم وقوة الأمتين العربية والإسلامية وأن يكون الجميع على مستوى الأحداث الهامة التى تعيشها المنطقة وأن تكون أهم القرارات، وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وتحرك (عربي–إسلامي) موحد في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وإتخاذ قرارات اقتصادية فاعلة مثل وقف التعاملات أو تجميد العلاقات مع الكيان المعتدي، وكذلك تشكيل لجنة قانونية ودبلوماسية دولية لملاحقة جرائم الحرب الإسرائيلية أمام المحكمة الجنائية الدولية. و تقديم دعم إنساني وإغاثى عاجل للشعب الفلسطينى، وتعزيز التنسيق بين الدول العربية والإسلامية لقطع الطريق على أي ضغوط خارجية تهدف لتفتيت الموقف. هذا ما اتمناه ولكن ما اتوقعه من القمة سيتم إصدار بيان سياسي قوي يندد بالاعتداء ويؤكد على الحقوق الفلسطينية.
والدعوة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة، وتشكيل لجان متابعة أو تنسيق دبلوماسي (لكن دون إجراءات اقتصادية حاسمة)، واستمرار الخلاف في درجة الالتزام بين الدول، مما قد يخفف من قوة القرارات على الأرض، وستظل الفجوة بين طموحات الشعوب وما تترقبه من القمة، وبين ما هو متوقع صدوره بالفعل من قرارات في ضوء التجارب السابقة.
تلك هى أراء وتمنيات عينة من أطياف الشعب المصرى عن القمة العربية الإسلامية المنتظرة، حيث ستبقى الانظار شاخصة نحو الدوحة لمتابعة تلك القمة ، والأسئلة التى تطرح نفسها وتنتظر الإجابة من القمة. هل يا تُرى ستكون قمة مُعبرة عن تطلعات الشعوب العربية والإسلامية وأمالها ؟ وهل ستتحول الكلمات الساخنة المنددة إلى قرارات ؟ وهل تتحول القرارات إلى أفعال ملموسة تُعيد الثقة في العمل العربي والإسلامي المشترك ؟ وهل ستكون هذه القمة محطة تاريخية تُعيد ترتيب الصفوف على أرض صلبة فاعلة ؟ أم ستظل كسطر جديد في سلسلة بيانات لا تتجاوز حدود الورق ؟