الشيخ السديس في خطبة الجمعة يحسم جدل فضل شهر رجب

ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطبة الجمعة اليوم 26 ديسمبر 2025 من منبر بيت الله الحرام.
وركزت الخطبة على أهمية التمسك بهدي النبي ﷺ، والحذر من البدع، وضرورة رعاية حقوق العباد والتحلل من المظالم قبل فوات الأوان.
حقيقة فضل شهر رجب والأحاديث الواردة فيه
أوضح الشيخ السديس في خطبته تفصيلاً هاماً حول فضل شهر رجب، مؤكداً أنه رغم كونه من الأشهر الحرم، إلا أنه لم يثبت عن النبي ﷺ نص صحيح يخصه بفضل معين أو عبادة مخصوصة.
وأشار إلى أن الأحاديث التي تُتداول حول استحباب العمل الصالح فيه هي أحاديث ضعيفة أو موضوعة عند المحققين، داعياً المسلمين إلى اتباع السنة والابتعاد عن المحدثات.
التحذير من طغيان الماديات وضعف الوازع الديني
تطرق خطيب المسجد الحرام إلى التحديات المعاصرة، واصفاً إياها بـ”الإغراق في الماديات” والضجيج الذي يغيب المعاني السامية.
وحذر من أن الفراغ الفكري والتفكك الاجتماعي أفرز أفراداً ينشغلون بتتبع الزلات ونشر الخلافات بدلاً من البناء، مشدداً على أن الحاجة أصبحت ملحة للعناية بحقوق العباد والإنصاف في الخصومات.
أشنع أنواع الظلم: الدماء والأموال والأعراض
شدد الدكتور السديس على أن ظلم العباد في أجسادهم أو أموالهم أو أعراضهم هو من أهوال الذنوب التي تقود صاحبها إلى الهاوية.
واستشهد بحديث النبي ﷺ في حجة الوداع: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام”، مؤكداً أن حقوق الناس مبنية على “المشاحة” لا المسامحة، ولا تسقط إلا بالأداء أو العفو من صاحب الحق.
خطر “الإرهاب الفكري” والغيبة عبر منصات التواصل
وجه السديس رسالة قوية لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، محذراً من “قراصنة العقول” ومروجي الإرهاب الفكري.
وأوضح أن الاسترسال في الغيبة والنميمة والكذب والبهتان عبر الفضاء الرقمي يعد من أبين الظلم وأعظمه شؤماً، داعياً من وقع في ذلك إلى المسارعة بالتحلل من الناس قبل يوم القيامة حيث لا ينفع درهم ولا دينار.
الإفلاس الحقيقي في الآخرة
اختتم الشيخ السديس خطبته بالتذكير بمصير “المفلس”، وهو العبد الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، لكنه يأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، فتذهب حسناته لخصومه حتى يُطرح في النار.
ودعا المصلين إلى اغتنام الجمعة الأولى من رجب في الدعاء الصادق والعمل الصالح الذي يرضي الله ويحفظ حقوق خلقه.
دعاء الجمعة الأولى من رجب
حثت الخطبة جموع المصلين على استغلال الساعات المباركة في يوم الجمعة، والحرص على دعاء الجمعة الأولى من رجب المستجاب بإذن الله، سائلين المولى عز وجل أن يفتح لهم أبواب السماء ويباعد بينهم وبين المظالم والفتن.






