عام

المرأة المصرية في حرب أكتوبر.. بطولات خالدة من ميادين القتال إلى ساحات العطاء

لم تكن المرأة المصرية مجرد شاهدة على انتصارات السادس من أكتوبر 1973، بل كانت جنديًا مجهولًا يقف خلف كل بطل عبر القناة، فقد حملت النساء على عاتقهن مسؤوليات جسامًا في ظل غياب الأزواج والأبناء عن البيوت، فكن رمزًا للصبر والعطاء، وركنًا أساسيًا في معركة الوطن نحو النصر.

من البيوت إلى المصانع، ومن المستشفيات إلى ساحات الإعلام، أثبتت المرأة المصرية أن روحها القتالية لا تقل عن روح الرجال في ميادين القتال، فقد شاركت بجهدها ومالها ودعائها، لتصبح شريكة في صناعة النصر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

في ميادين العمل والمستشفيات.. نساء يصنعن المجد

مع انطلاق معركة العبور، التحقت المجندات المصريات بالخدمة في سلاح الإشارة لتأمين الاتصالات ونقل المعلومات الحيوية بين وحدات الجيش، في وقت كان فيه عنصر السرعة والدقة أمرًا مصيريًا. كما عملت أخريات في المصانع الحربية إلى جانب المهندسين والفنيين، للمساهمة في إنتاج الذخائر والمعدات، متحديات صعوبات العمل وظروف الحرب.

وفي المستشفيات الميدانية والعسكرية، سطّرت الطبيبات والممرضات ملاحم إنسانية لا تُنسى، إذ واجهن الخطر تحت القصف وكنّ يقدمن الرعاية للمصابين من أبطال الجبهة، ويخففن عنهم آلامهم بالدعم النفسي والإيمان العميق بالنصر، لقد جسدت المرأة المصرية في تلك اللحظات أسمى معاني الشجاعة والرحمة معًا.

عطاء بلا حدود.. من الذهب إلى الدم

على الجبهة الداخلية، تجلّى وجه آخر من البطولة النسائية، حين بادرت النساء بالتبرع بكل ما يملكن من مصوغات ذهبية وأموال دعمًا للمجهود الحربي، كما شاركن في حملات التبرع بالدم التي امتلأت بها المستشفيات حتى امتلأت المخازن واضطرت وزارة الصحة إلى وقف استقبال المزيد، كانت تلك المشاركة رسالة قوية بأن كل بيت مصري كان جزءًا من المعركة.

وفي ميدان الإعلام والفن، أبدعت النساء في نشر روح المقاومة ورفع المعنويات. قدّمت أم كلثوم أغنيتها الوطنية الخالدة “سير بإيمان”، وغنت شريفة فاضل “أنا أم البطل” التي أصبحت رمزًا للأم المصرية الصابرة التي قدّمت ابنها فداءً للوطن. كما تبرعت الفنانات بأجور حفلاتهن دعمًا للجيش.

بهذا الدور البطولي، أثبتت المرأة المصرية أن النصر لم يكن مجرد عبور عسكري، بل عبورًا وطنيًا شاملًا شاركت فيه كل فئات الشعب، وكانت النساء في طليعته، لقد حفرت بطولاتهن في ذاكرة الوطن، لتبقى شاهدًا خالدًا على أن إرادة المصريين رجالًا ونساءً قادرة دائمًا على صناعة التاريخ.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى