عام

حكم الدعاء في رأس السنة.. دار الإفتاء تحسم الجدل بين “المشروعية” و”البدعة”

حكم الدعاء في رأس السنة، مع اقتراب العام الجديد، يحرص الكثيرون على استقباله بالتوجه إلى الله بالدعاء، طلباً للبركة والحفظ، وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تخصيص وقت معين للدعاء، مثل ليلة رأس السنة، هو أمر جائز شرعاً ومستحب، انطلاقاً من أن الدعاء مطلوب في كل وقت، ولا يوجد مانع شرعي من ربطه بحدث زمني كبداية عام جديد، بل هو من قبيل الاستبشار وتجديد العهد مع الله.

​خلاف الفتاوى: دار الإفتاء والآراء السلفية

​شهدت المسألة تباعداً في وجهات النظر الفقهية، ويمكن تلخيصها في نقطتين:

  • ​رأي دار الإفتاء: أكدت أن الدعاء في هذه المناسبة يندرج تحت المقاصد الحسنة، وتخصيص يوم معين ليس بدعة بل هو تنظيم للعبادة.
  • ​الآراء السلفية: يرى أصحاب هذا الاتجاه تحفظاً على التهنئة أو ربط العبادات بالتقويمين الميلادي أو الهجري خارج إطار المناسبات المنصوص عليها، معتبرين أن ذلك قد يدخل في باب البدع، بينما ترى الإفتاء أن العبرة بالمعاني والمقاصد لا بالصور والتواريخ.

​دعاء استقبال العام الجديد (المأثور عن السادة الحنابلة)

​نقلت كتب التراث أدعية استحسنها العلماء منذ نحو ألف عام، ومن أبرز ما يُقال في بداية السنة:

​”اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام”.

​دعاء ختام العام: جردة حساب وتوبة

​يُستحب للمسلم أن يختم عامه بطلب المغفرة عما قصر فيه، ومن الأدعية المستحسنة في آخر أيام السنة:

​”اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه ولم تَرْضَه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، فإني أستغفرك منه فاغفرْ لي. وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم”.

​أدعية جامعة للرزق والستر في 2026

​يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، ومن الجمل المأثورة التي يلهج بها الناس في فجر العام الجديد:

  • ​لطلب التغيير: “اللهم يا محول الأحوال، حول حالي إلى أحسن الأحوال بحولك وقوتك يا عزيز يا متعال”.
  • ​للحفظ والاستيداع: “اللهم إنا نستودعك أنفسنا وأهالينا من الفواجع والحوادث، واجعله عاماً مليئاً بالأفراح وكل ما يسرنا”.
  • ​للأحباب: “اللهم أبقِ لنا أحبابنا واطِل في أعمارهم، واجعل هذه السنة خفيفة لطيفة مكللة بالتوفيق والنجاح”.

​الاستعداد الروحي للعام الجديد

​تؤكد المؤسسات الدينية أن أفضل استقبال للعام الجديد لا يكون بالدعاء فقط، بل بالجمع بينه وبين الذكر، والاستغفار، والتسبيح، وعزم النية على الإصلاح.

فالدعاء هو “مخ العبادة”، وربطه ببداية زمنية جديدة يعكس رغبة المؤمن في أن يكون عامه القادم أقرب إلى طاعة الله وأكثر نفعاً لنفسه ولمجتمعه.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى