عام

دخول مئات الشاحنات إلى غزة عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة

شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، تمهيدًا لنقلها إلى داخل قطاع غزة، في خطوة تمثل بارقة أمل جديدة لسكان القطاع الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة منذ أشهر طويلة.

ووفقًا لتصريحات مصدر مسؤول في ميناء رفح البري، فإن عدداً كبيراً من الشاحنات التي تحمل مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإغاثة والخيام تقف في طوابير ممتدة بانتظار السماح لها بالعبور إلى غزة عبر كرم أبو سالم والعوجة، مؤكداً أن عملية الدخول تسير بشكل منتظم ومنسق بين الجهات المعنية لتسريع وصول المساعدات إلى مستحقيها داخل القطاع.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، عقب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وعدم التوصل إلى تفاهمات جديدة لتثبيت الهدنة.

وشهدت تلك الفترة تصعيداً عسكرياً من جانب الاحتلال الذي نفذ قصفاً جوياً مكثفاً في 18 مارس، ثم أعاد التوغل برياً في عدة مناطق داخل القطاع، ما أدى إلى زيادة معاناة السكان ومنع دخول شاحنات الإغاثة والوقود والمعدات اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار.

وفي مايو الماضي، سمحت سلطات الاحتلال بدخول كميات محدودة من المساعدات، لم تكن كافية لتلبية الحد الأدنى من احتياجات سكان غزة، وذلك وفق آلية جديدة وضعتها بالتعاون مع شركة أمنية أمريكية، رغم اعتراض منظمات الأمم المتحدة ووكالة الأونروا وعدد من الهيئات الإغاثية الدولية على تلك الآلية التي اعتبروها مخالفة للمعايير الإنسانية المتعارف عليها.

وخلال الشهور الأخيرة، بذلت كل من مصر وقطر والولايات المتحدة جهوداً مكثفة للوساطة بين الأطراف المعنية، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأسفرت تلك الجهود عن إعلان اتفاق أولي في التاسع من أكتوبر الجاري بمدينة شرم الشيخ، بوساطة مصرية وأمريكية وقطرية ودعم تركي، استند إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرحلة الأولى من التهدئة.

وتأتي عملية إدخال المساعدات اليوم إلى غزة عبر كرم أبو سالم والعوجة كجزء من هذا الاتفاق، وكمؤشر على تحسن نسبي في الوضع الإنساني، رغم استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع، سواء من حيث نقص الموارد أو استمرار القيود المفروضة على حركة البضائع والأفراد.

ويأمل سكان غزة أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناتهم اليومية، وفتح الباب أمام تدفق أكبر للمساعدات الإنسانية، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها منذ اندلاع الحرب الأخيرة، والتي أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية ونزوح مئات الآلاف من الأسر.

 

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى