
الماضي شكوك، والحاضر فتنة، والمستقبل قادم لا محالة .. هحاول أشرح الجملة دي في الآخر .
طبعا الأستاذ الهضبة نجم كبير من أربعين سنة، وأكيد هو مش واقف على رأيي ولا مستني مباركتي للموضوع، بس عايز أفكر بصوت عالي بشوية تساؤلات عن الفن، الفن وبس.
ممكن أي حد عاقل أو مجنون، موضوعي أو متعصب يفهمني الأستاذ الهضبة بيغني لمين؟ أو بشكل أوضح هو نجم لمين؟ يعني إحنا 110 مليون قول فينا 10 مليون سلفي على إخوانجي على متدين عادي مالهومش في حوار الغنا أو الفن عموما يفضل 100 مليون نطلع منهم 40 مليون أطفال ومسنين ومناطق نائية، ودي نسبة والحمد لله تعتمد على قدراتي في الهبد، يعني ملهاش أي أساس علمي أو أدبي ولا حتى صنايع، يفضل 60 مليون .. الستين مليون دول بيسمعوا وأذواقهم متوزعة بين الشيخ ياسين التهامي، ومنشدين الصعيد، وحمو بيكا، والمهرجانات، والمطربين الشعبيين زي أحمد شيبة والليثي وحكيم، والمطربين اللي بيمثلوا الأصالة زي منير ومدحت صالح وهاني شاكر ومحمد الحلو وكاظم والشباب متوزعين على تامر وحماقي وتامر التاني وشيرين وأنغام وهكذا.
الأستاذ الهضبة بقى هو نجم نجوم سهل حشيش والعلمين وسيدي حنيش، وربنا أنا جايب الأسامي دي بالعافية .. أنا جيلي آخره مراقيا والعياذ بالله.
يعني محدش يقدر يدعي إنه شاف فلاحين أو صعايدة أو شعبيين بيسمعوا الأستاذ الهضبة .. الراجل بيغني للشباب المليارديرات في صيفهم وسواحلهم الشريرة، وللستات الهوانم الأربعينيات والخمسينيات اللي بيحنوا لشبابهم من خلال الهضبة فبيحبوا الهضبة.
وغالبا هما بيحنوا من خلاله لمرحلة من حياتهم، وغالبا الهوانم دول فيه باقة معينة عندهم بيحبوها، الباقة دي بتضم: ( الهضبة وظافر عابدين وراغب علامة) كرد فعل طبيعي جدا لظهور مخلوق غريب بكرش وفانلة بحمالات بيظهر في بعض مناطق الشقة أحيانا ويأكل البطيخ صيفا والبرتقال أبو صرة شتاء يعني الأستاذ الهضبة يمتلك منطقة نفوذ مهمة هي منطقة محدودة، لكن صوتها عالي، عالي جدا عشان كدا مستحيل هقتنع إن شعبيته الحقيقية ممكن تتقارن بشعبية عبد الحليم ولا ثومة ولا فيروز، ومستحيل طبعا يتقارن بفنهم ومستحيل برضه هقتنع إنه قدم فن يقترب من فن منير ولا الحجار ولا كاظم ولا چورچ وسوف.
الهضبة باختصار بيغني للناس الواصلة .. بيغني لكُبرات البلد، والغريبة إن الهبد اللي بيحصل في نقد الشعر، هو هو الهبد اللي بيحصل في الخمس ست سنين اللي فاتوا في نقد ما يقدمه الأستاذ الهضبة.

حاولت والله وجيت على نفسي بس ما لقيتش حاجة والراجل بنفسه حاول معايا .. تصدق
وا بالله وأنا بكتب البوست ده التليفزيون جاب إعلان خطفوني عينيك خطفوني أكتر من تمن مرات، ولا الكوبليه العظيم بتاع أنت حبيبي حبيبي حبيبي أيوا حبيبي حبيبي حبيبي .. يا سلاااااام.
امبارح كان فيه موزع موسيقي بيتكلم وهو بيقشعر زي العيال اللي بينظّروا لقصيدة النثر بالظبط .. الأخ الموزع ده كان بيتكلم والله العظيم عن ذكاء الأستاذ الهضبة في كوبليه ( أنت حبيبي).
معرفش هل أنتم للدرجة دي متعرفوش مصر ولا عايزين مصر هي اللي متتعرفش وتتمسخ .. طيب دي حتى ودانكم متربية ع الغالي دي سمعت لما شبعت عبد الوهاب والسنباطي وبليغ والرحبانية والموجي والشيخ زكريا وسيد مكاوي وعمار الشريعي.
يا ابني أنت سمعت في قلب الليل لعلي الحجار .. طيب سمعت شجر الليمون لمنير .. يا ترى سمعت رسمت قلبي لمدحت صالح أو سمعت أي حاجة لكاظم وچورچ؟.
خلينا في المهم: خطفوني عينيك خطفوني الجمهور اللي بيدفع ملايين للهضبة هو نفسه اللي بيدفع ملايين للأستاذ نمبر 1 وفرق شاسع بين لما يكون جمهورك بيدفع ملايين، وبين إن جمهورك يكون بالملايين.
يا ترى محتاج أشرح الجملة الافتتاحية، ولا كدا خلاص مش عيب، هنشرح:
الماضي على عظمته، عندنا شكوك كتيرة فيه وحواليه، لكنه في النهاية بيتفرز بمنتهى القسوة، ومش بيفضل منه غير الدهب الأصلي، أما الحاضر الفتنة، فهو فتنة كبيرة فعلا للقابض على أي حاجة صح، وبص حواليك في أي مجال، أما المستقبل فقادم قادم لا محالة بس خد بالك، المستقبل مفتري .. المستقبل مش بياخد من الحاضر في إيده وهو طالع إلا عظيم القيمة أو متوسط القيمة أو حتى المشكوك في قيمته وبيحولهم لماضي.
أما معدوم القيمة المزيف اللي بيطلع على كتاف كُبرات البلد فالمستقبل للأسف مش بياخده معاه كماضي، فبيضيع وفق قاعدة أما الزبد فيذهب جفاء بيضيع ويضيع ويتلاشى ومستحيل حد يفتكره.
لما تحب تراهن على فن اسأل نفسك: يا ترى هل الفن ده يقدر يعيش بنفس قيمته وأثره وبهجته زي ما عاش مثلا فن سيد درويش؟ .. أظن ده هو السؤال الصعب والحقيقي لكن مستحيل فن يعيش على بهجة عابرة بس .. بهجة رحلة أو مصيف أو بدايات قصص الحب.






