غزة تستريح بعد أكثر من 730 يوم من الإبادة

كتبت ـ زينب أبويوسف
أشرقت شمس الإستراحة علي غزة وأهلها بعدما وضعت الحرب أوزارها بعد مرور أكثر من 730 يوم من الإبادة والتخريب والتهجير والتشريد ، حان الوقت لتنام الأعين دون قلق القصف ، وتستريح الأجساد متوقفة عن الإرتجاف من هول الصواريخ الصهيونية ونيرانها ، وبدء عودة النازحين إلى الديار التي تركوها ومصيرها في القصف .
تصريحات الإعلام الحكومي بغزة
وهنا بدأ ينكشف الجحيم الحقيقي للكارثة فقد صرح مكتب الإعلام الحُكومي بغزة متحدثاً عن الخسائر الأولية بالقطاع مؤكداً أن الخسائر الأولية في القطاعات الحيوية تجاوزت 70 مليار دولار ، كما أشار أن الإحتلال الصهيوني دمر أكثر من 670 مدرسة ، و قتل أكثر من 13500 طالب وطالبة ، كما اغتال فوق ال190 عالم وأكاديمي من أبناء قطاع غزة ، وبالبحث عن المفقودين بين الركام عثروا علي جثث حوالي 100 شهيد .
أهالي غزة بين الفرح والحزن
المشاعر تختلط على أهالي غزة اليوم ، بين الفرح لوقف الإبادة والحُزن علي من فقدوهم من الأبناء والإخوة والأصحاب والجيران وكذلك المنازل التي أصبحت حُطام وغيرها من ألوان الحرمان والفقد ، وشاهدنا النازحين العائدين إلى ديارهم وسط وشمال قطاع غزة يرفعون الأعلام المصرية ويصيحون بالأناشيد المصرية معبرين بذلك عن إمتنانهم الكبير لمجهودات الدولة المصرية ممثلة في رئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسي في وقف الإبادة عليهم ، و منع تهجيرهم ، بالإضافة إلي ايقاف محاولات الصهاينة المتكررة من تصفية القضية الفلسطينية بقتل ما استطاعوا من الفلسطينيين وتهجير البقية خارج البلاد عن طريق مصر والأردن ، كما بدأ دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح إلي داخل القطاع .
الأصوات الحُرة بغزة
وفي هذه الأثناء وفي وسط الفرحة العارمة التي انتظرناها لعامين وأكثر لن ننسي إخواننا وزملاؤنا من أبناء القطاعين الصحفي والإعلامي ، الأصوات التي بُحت في إخبار العالم بوحشية المحتل وكذلك الكاميرات التي نقلت لنا صور غزة الجريحة ، لذا نفتش عنهم وتوجعنا الحقيقة التي تضم رحيل البعض وإصابة غيرهم إصابات بالغة جراء القصف المُتعمد للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بغزة ، غابت عنا وجوه كُنا ننتظرها تزف لنا البُشرى ، فقد استشهد أنس الشريف وكذلك محمد قريقع ، واغتيل حمزة الدحدوح ، وفُقد حسام شبات ، ومات مصطفى الثريا ، واغتيل حسن دوحان وغيرهم من الشهداء من رجال الكوادر الإعلامية والصحفية داخل غزة ، للحرية ثمن وكانوا هم الثمن ، يعز علينا فراقهم فقد فضلوا الموت على الخروج من غزة .
مصر تؤمن المؤتمر والوفود
ولا يغيب عنا المجهود الكبير الذي قامت به جمهورية مصر العربية إلي جانب الجُهود الأمريكية والقطرية في محاولة التوفيق بين حماس وإسرائيل للوصول إلى حل وسط ، وقد أشاد العالم بأكمله بقوة مصر ومُفاوضيها وكذلك موقفها القوي في تأمن الوفد الحماسي على رأسه خليل الحية والذي تعرض لمحاولة إغتيال سابقة على أرض قطر ، فاستقبلت مصر المفوضين على أرضها بمدينة شرم الشيخ تحت حراسة قوات جي اي اس “GIS” قوات النخبة المصرية التابعة لجهاز المخابرات العامة ، والمتخصص في تأمين الشخصيات المهمة ومكافحة الإرهاب وغيرها من الأعمال ، وقد أشاد الجميع وعلى رأسهم ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي ، بجهود مدير جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في تأمين المؤتمر والوفود وسرعة الوصول إلي حل ، وكذلك اللواء أسامة نبيل واللواء أحمد عبد الخالق المسؤولان عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة ومجوداتهم طوال الفترة الماضية في التوصل إلي اتفاق سلمي ، حفظ الله مصر وجيشها وأكمل فرحة إخواننا في غزة علي خير.



