قلم تحت النار .. حرب الإبادة تطال الصحافة

كتبت ـ زينب أبويوسف
تقف الصحافة الفلسطينية شامخة رغم نزيفها المستمر، تقاوم القصف والجوع والنزوح، وتصرّ على أن تكون صوت الحقيقة وصورة الألم التي يحاول الاحتلال طمسها. فمنذ السابع من أكتوبر 2023، تحوّل الصحفيون في غزة إلى أهداف مباشرة لآلة الحرب الإسرائيلية، التي لم تكتفِ بهدم البيوت وتشريد العائلات، بل استهدفت الكاميرا والقلم معًا في محاولة يائسة لإسكات الشهود على الجريمة.
ورغم سقوط أكثر من 240 شهيدًا وجريحًا من فرسان الكلمة والصورة، ما زالت الراية تُرفع من جديد، وما زال صوت غزة يصدح متحديًا، يفضح وحشية المحتل، ويكسر كل محاولات التعمية والتضليل، في ملحمة إعلامية لم يعرف لها التاريخ مثيلًا.
تواجه الصحافه الفلسطينيه في قطاع غزه بالتحديد معاناه شديده وغير مسبوقه منذ بدايه العدوان الاسرائيلي على غزه في 7 اكتوبر عام 2023م ، حيث يحاول الاحتلال بكل ما اوتي من قوه ان يكمل مسيرته في إباده غزه دون صوت او صوره يخرجان الى عالم الحقيقه يسقطان زيف ادعاءتهم ، فتحاول اسكات الاصوات في غزه وكسر كاميرات التصوير وكذلك الأقلام في عمليات استهدافيه واضحه للصحفيين والعاملين في مجال الاعلام .
ورغم المعاناه التي يلقاها الصحفيين في غزه اثناء التغطيات حالهم كالبقيه من ابناء القطاع حيث النزوح المستمر ، وتعرض منازلهم للقصف ،وفقدهم افرادّا من اسرهم واقاربهم جراء القصف العشوائي الذي لا يتوقف الا لدقائق حتى يعود اشد من قبل ، كما أنهم يتدورون جوعّا وعطشّا ، وكذلك تعرضهم للترهيب من قبل العدو في حال استمرارهم في هذه التغطيات والترغيب في اخراجهم من القطاع إن ارادوا ، ولكن يرفض الشرفاء اغراءات العدو ، مسلحين بالإيمان مكملين الطريق دون خوف او كلل او ملل ، يؤدون واجبهم كاملًا دون تقصير ، يظهرون على الشاشه متماسكين متناسيين جروحهم ، ناقلين جروح البقية من أبناء القطاع ، ولا تتركهم آليات الإحتلال الإسرائيلي بل تلاحقهم هنا وهناك للنيل منهم ،حتى طالت اكثر من 240 صحفيّا إلى الان جميعهم بين شهداء او مصابين بإصابات بالغه ، وكأن الصحافة جريمة نكراء.
فهذا العدد المأهول هو عدد لم تسجله اي حرب من حروب العالم من قبل ، وهو ما يعني انها حرب واضحه وصريحه على الصحافه في غزه ، ولكن ما يزيد افراد الكيان حقدًا وجنونّا أن التغطية مستمر وكلما سقط احدهم شهيدّا او مصابًا حمل الرايه بطلا اخر ، غير مكترث بشيء سوى نقل الحقيقه واخبار العالم بما يجري في غزه ووحشيه المحتل بها ، بُحت اصوات إخواننا من التغطيات والعالم لا يفعل شيء سوى التنديد بجرائم الإحتلال .
اقرأ أيضاً: الرئيس يصل مطار نيوم السعودى..وولى العهد فى استقباله
اقرأ أيضاً: وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي عددًا من أعضاء المجلس التصديري للتشييد والبناء






