عاممقالات

كذبة كبيرة

أصبح واضحاً وضوح الشمس وبما لا يدع مجال للشك أننا نعيش فى عالم إختلت فيه كل الموازين، عالم إفتقد لكل القيم والمبادىء والاخلاق، عالم مات فية الضمير بلا رجعة.

نعم جاءت قضية غزة منذ ٧ إكتوبر ٢٠٢٣ وحتى كتابة هذة السطور لتكشف وتُثبت وتؤكد أن هذا العالم الذى نعيش فيه هو عبارة عن كذبة كبيرة، فها هى المؤسسات والمنظمات الدولية سواء مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو منظمات حقوق الطفل ومنظمات حقوق المرأة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الفاو ومنظمة الصحة العالمية، تشاهد يومياً وعلى الهواء مباشرةً أكبر عملية إبادة جماعية فى التاريخ .. قتل وسفك دماء وهدم وتهجير لأهل غزة على يد إحتلال صهيونى غاشم دون أن يكون لها موقف حقيقى فاعل لوقف هذة الإبادة ومعاقبة هذا الإحتلال الدموى الغاشم.

اكتفى بعضهم بالشحب والندب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وها هى ما تُسمى بجامعة الدول العربية وهى إسم على غير مُسمى، تعيش كذبة كبيرة في أسوأ صفحة لها منذ تاريخ إنشائها حتى الأن، فلا موقف لها يُذكر ولا قرار ولا دور لها وهى تشاهد مواطنى دولة عضو من أعضائها تُرتكب ضدهم كل الموبقات والجرائم الإنسانية.

ولا أدري إذا لم يكن هذا هو الوقت المناسب لتُعبر عن شخصيتها وسبب إنشائها وتواجدها فما الداعي لتواجدها حتى وصل الأمر أن الدول الأعضاء فشلت فى مجرد عقد قمة مؤخرا فى بغداد ولم يحضر سوى الرئيس المصري وأمير قطر فقط، ولم يحضر باقى الرؤساء والملوك والأمراء فى لحظات فارقة للمنطقة كلها، فأى عار وأى هزل هذا؟.

والأفضل ان يتم الإستفادة بمبناها الضخم الواقع وسط القاهرة ما دامت عديمة الفائدة والقيمة والموقف.

وها هى أمريكا التي تعيش فى كذبة كبيرة حيث كانت تدعى أنها واحة الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، ولكن أثبتت قضية غزة ان أمريكا هى نفسها رأس الشيطان والداعم الأكبر للإرهاب الصهيونى الذى إرتكب أقذر الجرائم التي لم يفعلها أى محتل فى التاريخ.

وها هو رئيسها المجنون ترامب «بلطجى العالم» يواصل دعمه ومساندته اللا محدودة للمجرم «النتن ياهو» عاشق الدم والقتل والإجرام ويريد هذا «الترامب» أن يُهجر أهل غزة ويستولى عليها ببجاحة غير مسبوقه وغير معقولة.

وها هى الشعوب العربية والإسلامية تعيش فى كذبة كبيرة، فلقد أثبتت غزة وما يحدث بها يوميا أمام أعين الجميع أنه تم إخراس الجميع وفقدوا كل ما يتعلق بالرجولة والنخوة ومعانى الإخوة والشهامة التى كانت أهم صفات العرب والمسلمين قديما.

تخيل أن أكبر جرائم تاريخية فى حق البشر من قتل وتدمير وتهجير تحدث ضد أشقائنا فى غزة دون أن يُحرك ذلك ساكنا لشعوب ٥٧ دولة إسلامية و٢٢ دولة عربية.

الصمت رهيب، صمت مخزى، صمت مهين، وكأن ما يجرى فى عروقهم دماء فاسدة أفقدتهم كل معانى الرجولة وما يتعلق بها من معانى وقيم، فى الوقت التى تضج فيها الشوارع الأوروبية بالمساندة لغزة والتنديد بجرائم الصهاينة وهو ما كان له تأثير فى تغير مواقف بعض الحكومات الأوروبية وتبنيها خطاباً أكثر شدة تجاه إسرائيل ورفض وإستنكار لما يحدث يوميا من القتل المتعمد لأهل غزة وإستعداد بعضهم للإعتراف بدولة فلسطين خلال الأيام القادمة.

لقد أصبحت قضية غزة نقطة فاصلة للتفرقة بين الحق والباطل، بين من يريد الإستمرار فى العيش داخل كذبة كبيرة ولكنها لم تعد تنطلى على أحد، ومن يجاهر بالحق ويحاول أن يجعله طريقه ومسلكة وألا يصمت ويكتفي بمشاهدة أبشع جرائم التاريخ دون أن يُحرك ذلك له ساكناً.

والسؤال الذى يطرح نفسه: إلى متى سنظل نعيش داخل هذه الكذبة العالمية الإسلامية العربية الظالمة ؟

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى