
أن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى هذا هو حال لسان الشارع المصرى بعد إلقاء القبض على عدد ممن يطلق عليهم نجوم التوك توكر أو صانعى المحتوى في مصر خلال الساعات الماضية ومن بينهم شاكر وسوزي الاردنية وأم ساجدة وأم مكة ومداهم وعلياء قمرون وغيرهم والبقيه تأتى فى الطريق.
ولا شك أن إلقاء القبض على هؤلاء الشرذمة الذين تُركوا لفترات طويلة ينشرون الفساد الأخلاقى والفحشاء ويتحدثون دون خوف أو خجل بألفاظ خارجة عن الاداب العامة ويمارسون الإيحاءات الجنسية بملابس خادشة للحياء كان يمثل كارثة بكل المقاييس وإفساد للمجتمع وقيمة وتقاليدة، فهؤلاء الفسدة يبثون سمومهم من شاشاتهم المفتوحة ليل نهار من داخل منازلهم دون خوف أو خجل.
المئات من الفتيات، والسيدات يقومون بالبث من المطبخ وهم يرتدون ملابس شفافة خليعة تُظهر أجسادهن ويقمن بحركات مثيرة والكارثة الكبيرة أن من يقوم بالتصوير أزواجهم أو أولادهم.
وفى ظل إختلال العديد من القيم والتربية السوية وإنحدار المجتمع، والفقر، وعدم وجود القدوة الحسنة وإنهيار الآسر وتفككها، وعدم وجود محتوى مفيد ونظيف ومشوق على وسائل التواصل الإجتماعي، إستطاع هؤلاء أن يجدوا البيئة الخصبة وأن يصلوا للملايين من الصبية والشباب والفتيات الذين تأثروا بهم ووصل الأمر أن إعتبرهم البعض قدوة وتمنى أن يكون مثلهم، فالشباب والمراهقين بطبيعتهم يميلون إلى تقليد المشاهير، ولانهم بكل بساطة وجدوا هؤلاء بين ليلة وضحاها أصبحوا من المشاهير و حققوا ثروات ويركبون سيارات فارهة ويقتنون الذهب والمجوهرات دون أدنى تعب أو مجهود.
وكلما يزيد الإسفاف والإبتذال وإنحدار الأخلاق الذى يبثونه كلما زادت المشاهدات وزادت حصيلتهم وتكدست ثرواتهم ، والأسئلة التى تطرح نفسها فى ظل هذا الوضع المأساوى، لماذا يُترك هؤلاء فاسدى الأخلاق وناشرى الفسوق والفجور يبثون إنخطاطهم وفسادهم ولم يُقطع دابرهم من البداية حفاظاً على المجتمع وقيمة وتعاليمة الدينية وعاداته وتقاليدة ؟ وهل يوجد من يشجع ويدعم هؤلاء الشرذمة الذين لايخشون الله أو المجتمع كى يصبح الفساد الأخلاقى مقبولا في المجتمع وأمر معتاد وما سيتبعة من تآكل القيم الإجتماعية والإنسانية والدينية ؟ وهل ستستمر حملات القبض على كل من شابههم من معدومى الأخلاق وهادمى القيم وناشرى الإسفاف والفجور والإنحطاط ؟.
والسؤال الأهم هل القبض على هؤلاء نهاية لهم ومن على شاكلتهم لحماية المجتمع والشباب من هذه الأمثلة البذيئة أم انها مجرد قرصة ودن وستعود ريما لعادتها القديمة وسيخرج هؤلاء بعد فترة ليعاودوا بث سمومهم وفحشهم وإنحدار اخلاقهم ليدفع المجتمع بأكملة ثمناً غاليا من إختلال قيمة وتدينة وعاداته وتقاليدة وخسارة مصدر قوته ونهضته ألا وهم شبابة ، وساعتها سندفع جميعأً الثمن غاليا ولن يفيد ساعتها البكاء على اللبن المسكوب






