
إنهم من الممكن أن ينشروا الشر والحقد والكراهية والحروب ويفتتوا الجيوش ويهدموا الأوطان ..
ومن الممكن أيضا بمكايدهم ودجلهم أن يجعلوا شعوبا تكره بلادها وتكشف سترها ولا تحترم كبيرها فتنتحر وتهدم أمانها بأيديها وأيد أبنائها …
لكن حينما تقرر قوى الشر أن يخلعوا (الكبير اللى مش على مقاسهم ) ويختاروا وينصبوا عميلا مطيعا على المقاس ويلبسوه تاج الملك الزائف الخادع …
فلن يستطيعوا أبداً مهما حاولوا أن يجعلوا شعبه يحبه ليعود مرة أخرى هذا الشعب المشرد البائس اليائس ليعيش آمنا ويهدأ ويستقر …!!
هذا لأنهم من الأساس ليسوا دعاة خير وحب وسكن وإستقرار وأمان .. ولا يعرفون كيف تكون حياة الشرفاء، فهم لم يتعودوا عليها ولم يتعلموا في مدارس الدجل ولا في دروس أكاديمية الشيطان الأعظم سوى ما تلقوه وما تم تلقينه لهم في أول درس تعلموه فيها وأهمها وأخطرها
” كيف تصنع إنسانا غافلا عن مالك الملك ” !!؟؟
فالإنسان طالما كان واعيا مؤمنا أن هناك مالكا ومدبرا لأمر الكون .. فإن تجارتهم سوف تبور …وهذا أمر أكيد …
ومن أجل أن تربح تجارتهم الفاسدة وأرضهم البور تنبت، لابد للإنسان أن يغيب ويتوه عن الحقيقة بالدجل ….
وبالدجل أيضا سوف يلبس الكذب ثوب الصدق … والخيانة سوف ترتدي ثوب الأمانة والشرف …
والضلال سوف يرفل في ثوب الحق واليقين ..
الحب شعور فطرى في القلب الأبيض ..ولكن من أين لهم أن يأتوا به !!؟؟
كيف وقلوبهم مشتعلة بنار الغل والحقد الذي زرع بداخلهم وتمكن منهم !!؟
السكن والإستقرار والأمان نعمة يهبها المالك سبحانه لعباده .. بينما هم عبيد للمادة والنفس ونوايا وخطايا حاكمهم اللعين …
أما الخير فهو صفة مذمومة عند أهل الكبر حينما ظنوا أن الدنيا أصبحت ملك يمينهم وتحدوا الجبار الواحد القهار …
هم يعيشون في نار دنيا وآخرة وقبل أن يظلموا الناس ظلموا أنفسهم وذاقوا مرارة هذا الظلم مع المظلومين ….
{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ }
نعم …
الصراع بين الخير والشر دائم بدوام الدنيا ولكن الأهم أن تعرف أن أهل الشر هم أول وأكبر الخاسرين …
ستجدهم هم أول الخائفين وأول المشتتين المشردين في دواخلهم ..الشر والحقد والكراهية يحيطهم بإيديهم …
لايعرفون سكنا ولا إستقرارا ولا أمانا …
حتى النوم الآمن مثلما يقولوا ” قرير العين ” لم يمر عليهم ولم يجربوه .
حتى شيطانهم الأعظم وقدوتهم في الشر سوف يتبرأ منهم ومن أفعالهم .. ( حد قالهم يصدقونى ؟؟ )
{ كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَٰنِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىٓءٌ مِّنكَ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَٰلَمِينَ }
[ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ]
ليست الدولة وجيشها ورئيسها هم فقط حراس أبواب قلعتك وحماة وطنك ..
أنا وأنت وغيرنا أهم حراس عليها …
المواطن الموحد بالله المؤمن بقدرته ..
سلاحه في قلبه أعظم سلاح ..
والإيمان الذي وقر في قلبه يصدقه عمله …
حافظ على دينك راقب ربك وصن تعاليمه ..
أرضك وعرضك سترك وأمانك محفوظ ومصان
ولو إجتمعت شياطين الأرض فهم الخاسرون ونحن المنصورين بإذن مالك الكون وبسر الكاف والنون ..
حفظ الله مصر ….






