عام

نمو الصادرات الكيماوية المصرية يقلص العجز التجاري ويعزز تنافسية الصناعة الوطنية

تشهد الصناعات الكيماوية المصرية طفرة واضحة خلال السنوات الأخيرة، إذ أظهرت أحدث بيانات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026، مؤشرات إيجابية تؤكد اقتراب الصادرات الكيماوية من موازنة قيمة الواردات، في خطوة من شأنها أن تدفع الاقتصاد المصري نحو تقليص العجز التجاري وتعزيز موقعه في الأسواق العالمية.

ووفقًا لتلك الخطة، فقد سجل العجز في الميزان التجاري لقطاع المنتجات الكيماوية نحو 3.1 مليار دولار خلال عام 2023، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بالأعوام السابقة التي شهدت فجوة أكبر بين الصادرات والواردات، ما يعكس تحسن الأداء التصديري وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في هذا القطاع الحيوي.

ويعزى هذا التقدم إلى السياسات الحكومية الهادفة إلى دعم التصنيع المحلي وتوسيع قاعدة الإنتاج في مجمعات الصناعات الكيماوية، بجانب تطوير منظومة المساندة التصديرية، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتسهيل وصول الشركات إلى الأسواق الخارجية، خاصة في القارة الإفريقية التي باتت أحد أهم المقاصد التجارية لمصر.

كما أسهمت التغيرات التي شهدتها سلاسل الإمداد العالمية بعد الجائحة في تعزيز الطلب على المنتجات الكيماوية المصرية، التي تمتاز بجودة مرتفعة وتكلفة إنتاج تنافسية مقارنة بنظيراتها في الأسواق الإقليمية والدولية. هذا الأمر منح الشركات المحلية فرصة أوسع للتوسع في التصدير، خاصة في ظل اهتمام الدولة بجذب الاستثمارات الجديدة في هذا المجال الاستراتيجي.

وتشير التوقعات إلى أن القطاع الكيماوي سيواصل مسار النمو خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بحزمة من الاستثمارات الصناعية وبرامج رفع القيمة المضافة، فضلاً عن استمرار التوجه نحو إحلال المنتج المحلي محل المستورد في عدد من الصناعات التكميلية، ومن المنتظر أن يسهم هذا التوجه في تحسين الميزان التجاري المصري على المدى المتوسط والطويل، ويدعم تموضع مصر ضمن الدول المصدرة للمنتجات الكيماوية عالية الجودة.

وتؤكد الحكومة أن النمو في هذا القطاع لا يعكس فقط زيادة في أرقام الصادرات، بل يمثل تطورًا حقيقيًا في بنية الصناعة الوطنية، ونجاحًا في تحقيق أحد أهداف استراتيجية الدولة للتنمية الصناعية، والمتمثل في رفع القدرة الإنتاجية وتعزيز التنافسية عالميًا. كما أن استمرار هذا الأداء يعزز من قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات العالمية، ويفتح آفاقًا أوسع أمام القطاع الصناعي لتحقيق معدلات نمو مستدامة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

 

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى