عام

أدب طه حسين وكتابات أنيس منصور و”شهادة أبو الغيط” في حضرة خريف ظفار بسلطنة عمان

بين ضباب الجبال المتدلية فوق وادي دربات في محافظة ظفار العُمانية، حيث تتراقص الطبيعة في أبهى صورها خلال موسم الخريف، لم تكن المفاجأة فقط في سحر المشهد، بل فيما تخبئه الزوايا الهادئة لمقهى بسيط في قلب هذا الجمال الأخّاذ.

ففي ركنٍ من أركان المقهى، تصطف كتبٌ لعمالقة الأدب المصري: طه حسين، وأنيس منصور إلى جانب كتاب “شاهد على الحرب والسلام” للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لتكون تلك الكتابات شهادة أخرى على انتشار الثقافة المصرية خارج حدود الوطن، وتمددها الهادئ في الوجدان العربي.

لم يكن وجود هذه الكتب مصادفة، بل يعكس تقديرًا متناميًا للثقافة المصرية في الأوساط العمانية، وحرصًا من أصحاب هذه المقاهي على تقديم تجربة متكاملة للزوار، تجمع بين الاستمتاع بالطبيعة وجرعة فكرية وثقافية رفيعة المستوى.

يقول أحد القائمين على المقهى “نحن نحرص على وضع كتب لكبار الأدباء العرب، ولا نجد أصدق من الأدب المصري ليكون رفيق الزائر، فهو قريب من وجدان الناس ومليء بالحكمة والبساطة معًا”.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على وادي دربات فحسب، بل تمتد إلى مقاه ومراكز ثقافية أخرى في صلالة، حيث أصبحت كتب نجيب محفوظ جزءًا من الديكور الثقافي، وصوت أم كلثوم في الخلفية يعزف على أوتار الذاكرة الجماعية.

ويعبر هذا التواجد الرمزي عن استمرار الحضور المصري في الفضاء العربي، من خلال الثقافة والفكر والفن، ليؤكد أن “القوة الناعمة” المصرية لاتزال حاضرة بقوة، حتى في الأماكن السياحية التي يقصدها الباحثون عن الطبيعة لا عن الكتب.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى