عام

البحوث الإسلامية تصدر 550 ألف فتوى لمواجهة التحديات

واصل مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف خلال عام 2025 أداء دوره الرِّيادي في خدمة المجتمع، مِنْ خلال منظومة فتوى متكاملة تقوم على الانضباط العِلمي، والالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي، والاستجابة الواعية لقضايا الناس وتحديات الواقع المعاصر، بما يرسِّخ الأمن الفِكري، ويحصِّن المجتمع مِنَ الغلو والانحراف.

وشَهِدَتْ لجان الفتوى التابعة للمجمع نشاطًا ملحوظًا خلال العام، إذْ بلغ عدد الفتاوى الصَّادرة نحو 550 ألف فتوى، من خلال لجان الفتوى المنتشرة في جميع محافظات الجمهوريَّة، والبالغ عددها 228 لجنة، إضافةً إلى لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، في إشارةٍ واضحة إلى اتِّساع نطاق الخدمة الإفتائيَّة ووصولها إلى مختلِف فئات المجتمع دون تمييز.

وتنوعت موضوعات الفتاوى الصّادرة لتشمل القضايا الشرعيّة والاجتماعية والأُسَريَّة والاقتصادية والفِكريَّة، إلى جانب المستجدات المعاصرة التي تمسُّ حياة الناس اليوميَّة، مع الالتزام بالدقَّة العلمية ومراعاة مقاصد الشريعة، بما يحقِّق التوازن بين ثوابت الدِّين ومتغيرات الواقع.

وفي إطار دعم منظومة الفتوى، أولى المجمع اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكوادر الإفتائية، إذْ شارك 1570 واعظًا في برامج تدريبية متخصصة، شملت: مهارات الفتوى العِلميَّة، وفتاوى المعاملات الماليَّة، ومواجهة الإلحاد، والشبهات الفكرية، وتنمية المهارات اللغوية الدعوية، بما يُسهِم في رَفْع كفاءة الأداء الإفتائي، وتعزيز قدرته على معالجة القضايا المعاصرة بوعي مسؤولية.

كما أسهمت هذه البرامج في توحيد الخطاب الإفتائي، وضبط منهجيّة الإفتاء، وتمكين الوعّاظ مِن التعامل مع قضايا المجتمع بفقه الواقع، بعيدًا عن التشدد أو التفريط، وهو ما انعكس بشكل مباشر على جودة الفتاوى الصادرة، وزيادة ثقة المواطنين في المرجعية الأزهرية.

ويقدم مجمع البحوث الإسلامية نموذجا مؤسسيًّا متكاملًا يجمع بين التدريب والتأهيل، والتواصل المجتمعي، والانتشار الجغرافي الواسع، بما يعزِّز مكانة الأزهر الشريف كمرجعيَّة دِينيَّة وعِلميَّة عالميَّة، وصمام أمان للفِكر والوعي في المجتمع المصري.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى