عاممقالات

الدكتور محمد فاروق .. يكتب: ماذا لو .. “مستقبل مصر”

من آن لآخر تعطينا الحياة نموذجا، يلهمنا فكرة، وكأنها مصادفات لننظر حولنا بعمق، ولندرك أن هذا البلد يستحق أفضل مما هو فيه وأنه غني بمن يستطيعون المضي به للأمام .. إلى حيث يستحق ونستحق.

تحدثت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة عن “علي” عبقري الرياضيات الذي كان قد ترك الدراسة ويعمل لمساعدة أهله وسألت نفسي سؤالا: كم “علي” لدينا في مصر ؟؟؟.

مصر تعدادها ١١٠ ملايين نسمة وطبقا للإحصائيات الرسمية هناك تقريبا حوالي ٣٠ مليون طفل دون العاشرة، وجال بخاطري فكرة يا تري في كام حد فيهم كان مشروع عالم وظروفه الشخصية والأسرية ونظام التعليم المجاني لم يسعفه .. كم ضاعت فرص صناعة علماء، ومن هنا جاءت الفكرة، والتي تقوم على احتضان وتبني العلماء.

يبدأ الحلم بإقرار قانون يلزم كبار رجال الأعمال ممن يبلغ حد أعمالهم السنوي ١٠٠ مليون جنيه سنوياً مثلا أو أي حد آخر، بسداد نسبة من الأرباح لصندوق خاص يشرف عليه أحد الاقتصاديين المشهود لهم بالكفاءة، تكون مهمة الصندوق تشكيل لجنة من أساتذة التعليم وخبرائه ليكونوا النواة التي تفحص وتفلتر المتقدمين لطلب الرعاية العلمية من الصندوق. يتقدم ولي الأمر أو الشخص ببيانات – أي مصري او مصرية- يري أنه أو أي من ذويه له قدرات فكرية وعقلية متميزة عن أقرانه ليتولي الخبراء عقد الاختبارات لهم وتصفيتهم وعمل منظومة تعليمية وبحث علمي خاص لهم يكون بمثابة حضانة علماء في كل المجالات علي أن يلتزم خريجو هذا الكيان الوليد بالعمل داخل مصر وخدمتها لعدة سنوات.

أعلم أن هناك كيانات حالية تتشابه أهدافها مع الفكرة التي أطرحها مثل مدارس الموهوبين والمدارس اليابانية، لكن هذه معنية أكثر بالنظر إلى المتفوقين دراسيا، أما الذين أعنيهم، فهم ذوي المواهب الاستثنائية والقدرات الخيالية، والعقول الألمعية.

مصر مليئة بالكنوز ولكن هناك عقبات كثيرة أهمها الفقر وعدم الوعي، ما يؤدي إلي أن يسير مشاريع العلماء في ركب الطلاب العاديين لنفقد عددا كبيرا من النابهين، فالعلم وحده هو الذي يغير الأمم. لو طبقنا الفكرة باخلاص لوجدنا عددا كبيرا من العلماء في كل المجالات يسهمون في تقدم بلدهم ويبقي الحلم دوما “ماذا لو “؟…

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى