عاممقالات

إعتقال «نتنياهو» والفُجر الأمريكى

لا شك أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة إعتقال بحق رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو ووزير دفاعه السابق جالانت بتهمة إرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية والإبادة الجماعية لشعب غزة، هى نقطة ضوء جاءت من بعيد وسط ظلام دامس وإحباط غير مسبوق وسكوت وخضوع وخنوع العالم أجمع على جرائم إبادة ووحشية وقتل وتدمير وتجويع يشاهده الجميع مباشرةً لأكثر من ٤٠٠ يوم دون أن يحرك ساكنا.

شعاع أمل جديد بأنه ما زال يوجد بالعالم بقايا من أصحاب الضمير الحى وهم أعضاء هيئة المحكمة الجنائية الدولية الذين لم ترهبهم تهديدات الشيطان الأمريكى حامي حمى الكيان الصهيوني والذى أعطى لهم قبل يوم واحد من حكم المحكمة التاريخي الضوء الأخضر لإستكمال ما يقوم به الإحتلال من أبشع جرائم عرفتها الإنسانية مستخدماً الفيتو الأمريكى ضد القرار الذى أجمع عليه كل أعضاء مجلس الأمن بوقف الحرب فى غزة.

ورغم قناعتى بصعوبة إعتقال «النتن ياهو» وتقديمه للمحاكمة إلا أن المكاسب السياسية كبيرة جداً من هذا القرار التاريخى، ومنها رد الفعل الأوروبى الإيجابى على القرار حيث أعلنت معظم الدول الأوروبية إلتزامها بتطبيق القرار ومنها دول كانت داعمة للكيان الصهيونى بشدة مثل إنجلترا وفرنسا وهولندا، وإيطاليا التي صرح وزير خارجيتها أنه سيتم إعتقال نتنياهو فورا حال زيارته لإيطاليا.

وإلتزامهم بالقرار يعني أنه أصبح لديهم قناعة كاملة بكل ما يفعله الكيان المحتل من أهوال فى غزة وأهلها، المكسب الأخر هو فقدان الكيان الصهيوني لأى تضليل إعلامي عالمي وخاصة الإعلام الأمريكى القذر لتبرير ما يقوم به الصهاينة من جرائم بحجة الدفاع عن النفس وهو ما تم صرف المليارات عليه لخلق صورة ذهنية عالمية تقتنع بذلك.

وكذلك إنتهاء العبارة التافهة اللزجة لفاعليتها التي عاشوا عليها كثيرا وهى معاداة السامية والتي لم تعد تنطلى على أحد بعد ظهور نازيتهم وإجرامهم أمام العالم أجمع.

المكسب الثالث ان «النتن ياهو» أصبح حبيساً ولم يعد يستطيع الخروج من فلسطين المحتلة إلا إلى أمريكا فقط وإلا سيتم إعتقاله.

وفى ظل الإقتناع العالمى بكل الجرائم الإنسانية البشعة التى إرتكبها الكيان الصهيونى يظهر على النقيض الشيطان الأمريكي ويطل علينا بوجهه القبيح و بفُجر غير مسبوق مستنكرا قرار المحكمة الجنائية ومتوعدا الأعضاء الذين أصدروا مذكرة الإعتقال، حتى إن مايك والتز مستشار الأمن القومى للمجنون القادم إلى البيت الأبيض ترامب توعد المحكمة الجنائية ومجلس الأمن بالرد القوى فور تولى ترامب مقاليد الحكم في يناير القادم، ووصل الأمر بالأمريكان بالتلويح بإستخدام ما اصطلح على تسميتة قانون ( غزو لاهاى) وهو قانون أقرته أمريكا عام ٢٠٠٢ لحماية جنودها ومسؤليها وحلفائها من المحاكمة في هذه المحكمة ومقرها لاهاى بهولندا، إذ وصل الأمر بهم لوضع ماده تجيز التدخل العسكرى بالقوة وغزو المحكمة لإطلاق سراح معتقليها، وهذه بلطجة وفرد عضلات على العالم أجمع ولكنها تكشف عن الوجه القبيح لأمريكا راعية الإرهاب بالعالم، والعامل المشترك في كل الحروب والمشاكل بالعالم أجمع.

ورغم طغيانهم وتجبرهم وخضوع الجميع لهم وهو ما سيظهر أكثر وأكثر مع قدوم المجنون ترامب ولكن إرادة الله هي أكبر وأقوى وأعظم، فقد سبقهم كثير من الظالمين المتجبرين ولم يعد لهم أو لامبراطورياتهم أثر وكتبهم التاريخ في أسود صفحاته.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى