تحقيقات وتقارير

«الخبر لايف» يرصد تفاصيل حياة الصحراء

البدو و«البادية» .. «عيشة هادية»

تقرير – ثناء القطيفى:

تمثل البادية، جزءاً مهماً من الحياة المصرية، سواء الماضية أو المعاصرة، كما تمثل تراثاً عربياً خالداً، ترويه الكتب والحكايات والقصائد التي خلفها الشعراء العرب، تصف تلك الحياة الهادئة البسيطة، إلا في حكايات الحروب والنضال التي لها صفحاتها هي الأخرى.

ولا زالت حياة البادية موجودة في صحراء مصر، ولكن ليست بالصورة النمطية التي توارثناها، والبادية رغم بساطتها في بعض الأمور وقسوتها في أمور أخرى، إلا
أنها تعتبر مجالا خصبا للتأمل والإثارة والاكتشاف.

يمثل أبناء البادية في كل عصر، عنواناً للتحدي والصمود، فقد قهروا الصحراء وتمكنوا من التعايش مع الظروف المناخية الصعبة ليصنعوا مجدا عظيما، ويضعوا أنفسهم في مكانة مهمه لدى جميع شعوب الأرض.

“البدو” هم سكان البادية الرعاة الرحل الذين يسكنون الخيام ويعيشون على رعي الإبل والماشية ويتنقلون من مكان لآخر طلباً للماء والمرعى، سواءً من العرب أو سواهم بكل الأحوال فالاستعمال الحالي لمصطلح بدو، يشير إلى مجتمع البدو الرحَّل الذين يعملون على الرعي بشكل أساسي، ونمط حياتهم تقليدي بعيداً عن مؤثرات التمدن.

«alkhbrlive» قضى يوماً في الصحراء، يرصد تفاصيل حياة البادية، لينقلها ليكم على لسان أصحابها والمهتمين بها، والمتابعين لها.

أحمد صابر من الاسماعيليه رب أسرة مكونه من ثلاث افرد، يمتلك قطيعاً من الأغنام والماشيه، يقول لـ “alkhbrlive”: يعمل أغلبنا في مهنة رعاية الحيوانات، وهي تشكل مصدر دخلنا الرئيسي، ونرحل من مكان لمكان حسب المرعى .. في فصل الصيف تكون إقامتنا بالأراضي الزراعية، أما فى فصل الشتاء فنقوم بالهجرة للصحراء وبصحبتى أسرتى.

وصف المهندس عمران أبوهديمه لـ “alkhbrlive” البادية قائلا: هناك عدد من العائلات الصغيرة التي تكون غير بدوية وتعيش في نمط هؤلاء الأشخاص، ويطلق عليهم “البادية” لكونهم سكان الصحراء والنجوع ورعاة الأغنام والماشيه وهم “المشارقه” نسبة إلى بلاد الشرق مثل أهالى العريش وسيناء، ويتشابه هؤلاء فى حياتهم اليومية مع عرب البادية، فى الاقامة والاعاشة والانساب ولديهم مهن أخرى مثل النجارة والحدادة.

أشار أبوهديمه إلى أن عرب “البادية” موطنهم الأساسي اليمن وانتشروا فى الجزيرة العربية مع رحلتي الشتاء والصيف ثم فى الوطن العربى مع الفتح الإسلامي وهم عرب البادية والحضر، “البادية”هم سكان الصحراء ورعاة الإبل والاغنام .

وقال: عز لبوادى كل يوم رحيل حيث كانوا يرتحلون من مكان لمكان حسب المرعى وسقوط الغيث، وأحياناً أثناء الغزو أى اعتداء قبيلة على الأخرى، إلى أن جاء الإسلام واستقرر كل منهم فى موطنه، وبعد ضعف الدولة الاسلامية، جاء الفتح العثماني وفرض ولايته على الدولة الاسلامية، ثم ظهر “محمد على” وكان جندياً من القوات العثمانية فى مصر، وتودد للمصريين فذهب وفد من المصريين مكون من السيد “عمر مكرم” ابن قراقص مركز دمنهور محافظة البحيرة وبعض من الضباط الانكشارية وعلماء الأزهر والعشائر وهم عمد القبائل وطالبوا بتعيين محمد على والياً على مصر، وعند ولايته ارد أن ينشيء دولة حديثه واهتم بتنشيط الزراعه والتجارة.

وتابع: منح محمد علي أفراد البادية عدداً من الحقوق والامتيازات حتى يندمجوا معهم، مثل إعفاء “أولاد على “من الجنديه وهنا ظهر لفظ «أولاد علي» وكان يلقب به عرب البادية الذين يستوطنون الصحراء والنجوع ويعملون بالزراعة والرعى وعرب الحضر وهم الذين يسكنون المدن ويعملون بالتجارة والحرف الصناعية البدائيه مثل صناعة السجاد اليدوى، وغزل الصوف وصباغته.

وأكد المهندس عبد المجيد القطيفى لـ”alkhbrlive” أن القبائل العربية عبارة عن رابط يجمع بين الأفراد الذين ينتمون للقبيلة الواحدة، ويصعب تقسيم البدو وفق قبائلهم وإن كان التقسيم الجغرافى لهم ممكن فهم يتمتعون بعدد من التقاليد الاجتماعية، وأحكامهم العرفية حيث كانت الجلسات العرفيه بينهم تحل 90%من مشاكلهم وخلافاتهم التي تجعل لهم طابعا خاصا، بالإضافة إلى تقاليد المجتمع البدو تتمثل في صدق الحديث، وإكرام الضيف، وتعدد الزوجات، والشجاعة، والوفاء، والتسامح والعفو عند المقدرة، احترام الكبير، كما أن لهم قواعد قانونية خاصة بهم.

أضاف الحاج “محمد أبورجيعة”: البدو تركوا حياة البادية منذ مطلع السبعينيات الميلادية، كغيرهم من الأسر والقبائل الأخرى متوجهين للمدن والقرى المجاورة لديارها الأصلية، حيث أصبحت حياة البادية غير مجدية بالنسبة لهم، لما فيها من عدم استقرار وعدم توفير الخدمات الكافية لحياتهم في ذلك الزمان، كالمدارس، والمستشفيات، ولذلك تركوا حياة البادية وسكنوا القرية والمدينة، ليلبوا احتياجاتهم من أسس الحياة العصرية الحديثة ولوازمها.

وأشار أبورجيعة لـ “alkhbrlive ” إلى أن حياة البدو، لم تعد كما كانت في السابق، فشباب البدو يقتنون المحمول وجهاز «لاب توب» ويحملوه معهم أثناء رعي الإبل والغنم، ويمتلكون سيارت فاخره يتنقلون بها وسط المراعي.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى