منوعات

نفايات عام كامل تحت المياه

السدة الشتوية تكشف تلوث بحر يوسف بالفيوم

كتب ـ حمادة محمد

كشفت السدة الشتوية عن التلوث الذي يعاني منه بحر يوسف والترع في محافظة الفيوم، حيث أظهرت كميات هائلة من النفايات والقمامة التي تراكمت على مدار عام كامل، ما يبرز السلوكيات السلبية لبعض المواطنين في التعامل مع المجاري المائية.

وعلى عكس المقولة القديمة “الفيضان يقلل القوارض لعام كامل”، أظهر جفاف بحر يوسف هذا العام “نفايات عام كامل”، مما يعكس إهمالًا بيئيًا صارخًا. ولعل من أبرز مبادئ قدماء المصريين كان الحفاظ على نظافة النهر، لكن الأحفاد خالفوا تلك القيم بإلقاء المخلفات بشكل عشوائي في المياه.

السدة الشتوية، التي بدأت في 5 يناير وتستمر حتى 26 من الشهر الحالي، أظهرت حجم التلوث في بحر يوسف وفروعه، مثل بحر “تنهلة” وبحر “سنورس”، حيث تمر هذه المجاري المائية وسط مدينة الفيوم. وكشف الجفاف عن تلال من القمامة، إلى جانب إطارات السيارات المتهالكة التي ألقيت في المياه، خاصة في المناطق التجارية والشوارع الرئيسية مثل شارعي الجمهورية والحرية.

يستغل الصيادون فترة السدة الشتوية وانخفاض منسوب المياه في صيد الأسماك والقراميط باستخدام المراكب الصغيرة “الفلوكة”، مما يجعلها موسم صيد مربحًا، رغم لجوء البعض إلى استخدام أساليب غير قانونية مثل الصيد بالكهرباء.

وفي الوقت نفسه، تقوم مديرية الري بالفيوم بعمليات تطهير للمجاري المائية خلال هذه الفترة، خاصة في المناطق الواقعة أسفل الكباري. كما يتم تنفيذ مشروعات تدعيم مثل إقامة خوازيق وحوائط ساندة، مثل ما يحدث حاليًا بين كوبري البنوك وكوبري معرض الشرق.

عند البحث عن أسباب هذا التلوث، نجد أن السلوكيات الخاطئة لبعض المواطنين هي السبب الرئيسي، حيث يقومون بإلقاء القمامة والنفايات في البحر والترع. ويقترح خبراء البيئة فرض عقوبات صارمة على المخالفين، مع تركيب كاميرات مراقبة في الشوارع القريبة من المجاري المائية لرصد المخالفات، ومحاسبة المتسببين في إلقاء القمامة أو الحيوانات النافقة في المياه.

كما دعا الخبراء إلى استغلال فترة السدة الشتوية لإطلاق حملات تفتيش مكثفة، لإزالة مواسير الصرف الصحي المخالفة التي تصب في البحر، وذلك بالتعاون مع إدارة الري ومجالس المدن لتحسين حالة المجاري المائية في المحافظة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى