«الطائف» السعودية .. تبهر زائريها بالزهور والقصور
رسالة السعودية – أدهم الشرقاوي:
تتواصل في بهجة، فعاليات مهرجان زهرة الطائف 2023 ، والذي يختتم يوم الجمعة المقبل، وسط حفاوة سعودية ومشاركة واسعة من الزوار، أقبلوا من شتى دول العالم لحضور واحد من أجمل وأروع المهجانات السعودية.
وارتبط الورد الطائفي بعلاقة وثيقة بأهل الطائف منذ زمن بعيد من خلال مهرجان «طائف الورد» الذي أطلقته وزارة الثقافة بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف، وبدعمٍ من برنامج جودة الحياة، ليسهم بذلك في إضفاء الرونق والبهاء للمحافظة.
ويقام على هامش المهرجان عدد من الفعاليات التي تهدف إلى تعميق ثقافة الورد الطائفي للزوار والسائحين من مختلف دول العالم؛ وتجعل منه داعماً اقتصادياً من دعامات التنمية المستدامة في المملكة، حيث أتاحت الفرصة للزائرين بالتنقل في ميادين الطائف لاكتشاف الإرث التاريخي الذي عاشه الورد الطائفي في أحضان القصور التاريخية منذ أكثر من 300 عام، كما يمكن للزوار من خلال تجولهم التقاط صور تذكارية لقصر الكعكي الذي زين بعروض تفاعلية خصصت فيه توزيعات إبداعية فنية تقنية بعدد من اللوحات المختلفة، والرسوم الفنية التشكيلية والنباتية المتنوعة، شملت الوجهات الأمامية، والأعمدة والعقود الخارجية، والقباب الرواشين المزخرفة، لتضفي للزائرين؛ نظرةً على جمال ملامح العمارة الحجازية في الطائف، والممزوجة بالعمارة الرومانية، التي تعتمد في هويتها الخارجية على زخارف هندسية جصية وحجرية فنية مميزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها بساتين غناء، وتجملها برك ونوافير المياه الكبيرة على واجهات القصور المشيدة من الأحجار المحلية والأخشاب من خشب الماغانو ” الزان ” وخشب العرعر الطائفي، والنورة والبطحاء.
وتحتضن محافظة الطائف قصوراً تراثية دلت على المكانة الاقتصادية التي كانت تعيشها المحافظة في تلك الحقبة الزمنية، انعكست على ثقافة المدينة في البناء المعماري، حيث تشتهر المحافظة بالعديد من القصور مثل قصر الكاتب وقصر جبرة، وقصر الصبان، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، التي أعطت طابعًا جماليًا مختلفًا.
واحتفاء بقصور الطائف، وثقت عدسة وكالة الأنباء السعودية “واس ” قصر الكعكي الذي بني عام 1358هـ، ويقع في حي السلامة، أمام مبنى مديرية الدفاع المدني من جهة الشمال، يحده من الشرق شارع أبي جعفر المنصور، ومن الغرب شارع القرطبي، ومن الشمال شارع السيوطي، ومن الجنوب شارع سلامة، حيث تم الاستعانة بالعمال المحليين والمهندسين لرسم الهيكل العام وكروكي المساحة من الداخل والخارج، حيث يتكون القصر من ثلاثة طوابق، تحتوي على 40 غرفة، و 10 دورات مياه، و 6 مطابخ، وقد شيد على الطراز المعماري الروماني الذي شاع في المدن العربية في أوائل القرن العشرين الميلادي، وللقصر مساحات داخلية واسعة، يقابلها ديوان ملحق تخرج منهما سلالم للأعلى، فيما يتشكل داخله من الأطراف والجوانب والجدران المصنوعة من الحجر والرخام والنورة، ويجاور القصر بستان تزرع فيه الفواكه والخضروات والزهور يمتد باتجاه الشمال والشمال الشرقي، كما يوجد فيه بئر كان يزود القصر بالمياه العذبة.
وعودة إلى المهرجان، فقد اعتادت مدينة الورود وعاصمة المصائف العربية في السعودية، استقبال أكثر من مليون ونصف سائح من شتى أنحاء العالم في مهرجانها الأشهر «مهرجان الورد الطائفي»، الذي يقام مرة في كل عام بمدينة الطائف غرب العاصمة السعودية الرياض، وسط المدينة التي تعانق شتلات زهورها الضباب.
وبارتفاع يزيد عن سطح البحر بـ2500 يقام مهرجان الورد وسط المدينة التي تشتهر بالورد والضباب والغيوم في منتزه الردف الشهير بداخل حدائق مسورة بأشجار الصبار، وتعانق سماءها أشجار النخيل على أرض مزهوة بأزهار قرمزية وأخرى ملونة، كانت قد صُممت على طرازات مختلفة تحاكي حدائق الحضارات القديمة كالأندلسية والفرنسية والإنجليزية.
ليس الورد فحسب ما سيشاهده ويبتاعه الزائر للمهرجان بل ثمة صناعات عطرية أخرى متنوعة مستخلصة من الورد الطائفي كدهن الورد العطري، ومساحيق للعناية بالجسم ومنتجات أخرى يفضلها الطهاة في المطاعم، كماء الورد الذي يقدم مع أقداح الشاي، ومع أطباق التوابل الشرقية.