المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: الإعصار المداري فريدي الأطول مدة في التاريخ
أعلن المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، أن الإعصار “بيريل” الذي يضرب شرق منطقة الكاريبي، اشتد إلى الفئة الخامسة.
وأضاف المركز، أن الإعصار رصد على بعد نحو 1355 كيلومترا إلى الشرق والجنوب الشرقي من جاميكا، برياح سرعتها 260 كيلومترا في الساعة.
وبذلك يصبح “بيريل” أكبر إعصار من الفئة الخامسة في موسم الأعاصير بالمحيط الأطلسي على الإطلاق.
وبحسب المركز، فإن جزيرة كارياكو في غرينادا تعرضت لضربة مباشرة من “الجدار البالغ الخطورة لعين” الإعصار، مع رياح مستدامة تزيد سرعتها عن 150 ميلا في الساعة، كما شهدت الجزر القريبة، بما في ذلك سانت فنسنت وغرينادين، رياحا كارثية وعواصف مهددة للحياة.
وفي الشهر الماضي، توقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية حدوث “نشاط أعاصير غير معتاد” في المحيط الأطلسي في 2024، ويرجع ذلك لأسباب منها ارتفاع درجات حرارة المحيط إلى مستوى أوشك على أن يكون غير مسبوق.
على جانب متصل، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الإعصار المداري فريدي (Freddy) هو الإعصار المداري الأطول مدة على الإطلاق في التاريخ، استمر 36 يوما، حيث عبر الإعصار فريدي حوض المحيط الهندي، بعد ما نشأ قبالة الساحل الشمالي الغربي لأستراليا ووصل إلى جنوب القارة الأفريقية، في شهري فبراير ومارس من عام 2023.
وبحسب لجنة التقييم الدولية التي شكلتها المنظمة والمكونة من خبراء، أجرت تحليلا مفصلا للتحقق من المسافة التي قطعها الإعصار والمدة التي استغرقها، حيث تبين بحسب اللجنة بأن الإعصار المداري فريدي استمر 36 يوما في حالة العاصفة المدارية أو الحالة الأعلى، مسجلا بذلك رقما قياسيا عالميا جديدا ليكون الإعصار المداري الأطول مدة في التاريخ.
وأشار تحليل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الإعصار المداري فريدي قد قطع في حالة العاصفة المدارية أو الحالة الأعلى مسافة وصلت إلى 12.785 كم 10 كم (7.945 ميلا، أو6.905 أميال بحرية). وبهذا، يأتي الإعصار فريدي في المرتبة الثانية بعد الإعصار المداري جون الذي قطع في حالة العاصفة المدارية أو الحالة الأعلى، مسافة بلغت 13.159 كم 10 كم (8.177 ميلا، أو 7.105 أميال بحرية). وحتى تتضح دلالة هذه الأرقام، فإن هذه المسافة تساوي نحو 33% من محيط الأرض.
وفي هذا السياق قال جريس فيلدن عضو اللجنة وخبير الأعاصير المدارية في جامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية: “كان فريدي إعصارا مداريا متميزا، فقد جمع في آن واحد بين طول المدة والقدرة على تجاوز التفاعلات المتعددة مع اليابسة، الأمر الذي أدى للأسف إلى عواقب وخيمة على الناس في جنوب شرق القارة الأفريقية”.
ومن جانبه، قال راندال سيرفني مقرر المنظمة المعني بظواهر المناخ والطقس المتطرفة: “يسلط هذا الاستقصاء الضوء على العناية الفائقة التي توليها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في التحقق من صحة جميع المرصدات الجوية. وهذا التقييم الوافي، الذي تحقق بعد عملية مضنية، يعطي الثقة الحاسمة في أن سجلاتنا العالمية لجميع الظواهر الجوية تقاس قياسا صحيحا”.
وأضاف: أن الظواهر المتطرفة التي تقدم للبت في أن يتضمنها أرشيف المنظمة لظواهر الطقس والمناخ المتطرفة ما هي إلا صور سريعة للمناخ الحالي. وعلى الأرجح، أن تحدث ظواهر أكثر تطرفا في المستقبل.