كثر اللغط والهرج والمرج منذ أعلنت مجموعة الستة بقيادة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى ومعه يوسف زيدان وإسلام البحيري وفاطمة بنت ناعوت وآخرون عن تأسيس جماعة تسمى ( تكوين ) …
هدفها المعلن أنهم مجموعة من المفسرين التنويريين … الذين سيقومون بتغبير الخطاب الديني وأعلنوا خطوات وكتبوا عناوين لما ينتوون التصدي له …
في المقابل، أصدر الأزهر الشريف بيانا مضادا أعلن فيه إنشاء منصة إلكترونية بعنوان (بيان) للرد على كافة الأمور المتعلقة بما يصدر أو يثار من مجموعة التكوينيين …
ومن ساعتها وجميع مواقع التواصل الاجتماعي في استنفار عجيب .. ما بين مؤيد ومعارض …
المؤيدون لتكوين يقولون إن الوقت قد حان لتغيير الخطاب الديني وحسم كثير من القضايا والأمور التي هي بمثابة ثوابت راسخة لا يمكن المساس بها مثل قضايا السنة النبوية وما ورد بأحاديث البخاري ومسلم … ومسألة الحجاب ورحلتي الإسراء والمعراج وعذاب القبر وصحة نسخة القرآن الكريم وهل كان الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مسلما أم هو من الملحدين …. !!؟؟
أمور شائكة وقضايا حساسة تمس صلب العقيدة لا ندري ما أسباب إثارتها بهذه الطريقة ولماذا في هذا الوقت بالذات ….
ما يحدث فتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب للادلاء بما عنده وليس شرطا أن يكون من يفتي عالما أو حتى ملما بقواعد وأصول الفقه … فجاء السجال والحوار والتراشق مسفا خارجا عن حدود المنطق وتخطاه ليصبح ردحا بأحط وأحقر العبارات وتفرع الصدام وتشعب ليشمل مسلمين وغير مسلمين مما ينذر بفتنة كبرى كنا في غنى عنها …
الأزهر تصدى بما يحتمه دوره في حماية الفكر الإسلامي الوسطي والتصدي لكل دعاوى الهدم والتطرف مهما كان مصدرها ومهما كان من يتصدرها ….
لكن الأمر يجب أن يواجه بحزم وحسم اكثر من قبل الدولة المسلمة …
لابد من اتخاذ موقف حازم ضد من يريدون شرا مستطيرا في توقيت مشبوه …
لابد من معرفة من يقفون وراءهم.. يمولونهم ويدعمونهم من الداخل والخارج …
لماذا هذا التشويه المتعمد ومحاولة طمس ثوابت راسخة بدعوى وأدلة مشبوهة …
أيضا يجب أن يكون هناك موقف واضح من قبل جميع الوزارات والهيئات ذات العلاقة …
فوزارة التعليم لابد أن تعود التربية إلى الإسم ويتم تعديل سريع وعاجل للمناهج الدراسية من الابتدائي حتى الجامعة …
لقد صدمت وأنا أكتشف أن كثير من الشباب والصبية من الجنسين لا يحفظون فاتحة الكتاب كما لا يعرفون (التشهد) … فكيف بالله عليكم يستطيع هؤلاء أن يصمدوا أمام من يحاولون هدم الدين !!؟؟
وزارة الأوقاف أيضا… لابد أن تعود إلى تنظيم القوافل الدينية التي تضم نخبة من علماء الأزهر المتمكنين للانتقال في قوافل إلى القرى و النجوع والكفور لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير ….
وزارة الإعلام عليها أن تعيد دورها المغتصب منها لتنتج برامج ومواد إعلامية توضح للناس صحيح الدين وتتصدى للهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام …
دور آخر هام ومؤثر يجب أن تقوم به وزارة الشباب والرياضة … فقد عاصرت زمنا كانت تنظم فيه المسابقات والأمسيات الدينية ومسابقات حفظ القرآن الكريم لجميع المراحل السنية كما يتم تنظيم قوافل دينية بالمشاركة مع وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر الشريف تجوب القرى والمدن في جميع مراكز الشباب المنتشرة بطول البلاد وعرضها ….
لا تتركوا الأمور تسير وفق مايخطط له أعداء الدين والوطن … فالأمر أكبر من يكون مجرد دعوة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب …
اللهم احفظ ديننا ووطننا …
اللهم رد كيد كل من خطط أو دبر للنيل من ثوابتتا وقيمنا الدينية …
أعلم وأثق أن الله سبحانه قادر على سحق كل من يتعدى حدوده … ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه …
لكنها صرخة كي ينتبه الجميع قبل فوات الأوان فنحن في زمن الفتنة …
والقابض على دينه كالقابض على الجمر ….
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ….