“تونا الجبل”.. مصدر إلهام طه حسين لكتابة “دعاء الكروان”
على بعد 50 كيلومترا تقريبا، جنوب مدينة المنيا؛ تقع منطقة (تونا الجبل) الأثرية غرب النيل، التي تعد من أهم المناطق الأثرية في مصر، حيث يفد إليها السائحون من مختلف دول العالم لمشاهدة مقبرة (ايزادورا) المعروفة بـ “شهيدة الحب”؛ تلك الفتاة اليونانية التي كانت تعيش على ضفاف النيل، الذي شهد على قصة حبها.. وبينما كانت تعبر النيل لملاقاة حبيبها على الشط الغربي انقلب بها القارب وغرقت لتكون أقدم شهيدة للحب في التاريخ.. تلك المنطقة التي ارتبط اسمها بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي يعود ارتباطه بالمنطقة إلى عام 1931، وأقيمت له بعد ذلك استراحة كان يزورها هو وزوجته ولفيف من المفكرين والمثقفين والفنانين ولاتزال الاستراحة قائمة حتى يومنا هذا، وأجريت عليها تعديلات وتطوير وترميم خلال الفترة الماضية.
ففي ذلك الوقت كان الدكتور سامي جبرة، الذي كان أستاذًا في علم المصريات بجامعة القاهرة، يعمل على تقديم طلب للجامعة لإجراء حفريات أثرية في منطقة (تونا الجبل) بصحراء ملوي، وكان من المفترض أن يشرف جبرة على هذه الحفريات ومن هنا ظهر الدكتور طه حسين في القصة.
وقال مدير تنشيط السياحة في (تونا الجبل) فرج عبدالعزيز الجهمي – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن كتب التاريخ تحكي أن الدكتور سامي جبرة عالم الآثار المعروف كان قد تقدم بطلب لصالح مصلحة الآثار لبدء أعمال الحفائر في (تونا الجبل) في عام 1931، ولم تتم الموافقة على طلبه بسبب ضيق وضعف الميزانية؛ فقدم طلبه إلى جامعة القاهرة وكان الدكتور طه حسين عميدا لكلية الآداب بها فوافق العميد على تمويل الحفريات من خلال كلية الآداب، وبدأ العمل في فبراير 1931 في (تونا الجبل) وأثناء الحفر حضر الدكتور طه حسين شخصياً إلى المنطقة لتشجيع الفريق ودعمهم، وحققت الحفريات نجاحاً ونتائج جيدة مع مرور الوقت، مما دفع الدكتور طه حسين للانتقال إلى المنطقة والإشراف على الجانب المالي للبعثة بنفسه.