حلاوة المولد .. «مُرَّة» !!
ثناء القطيفي
عيد بأي حال عدتَ يا عيدُ
كل عام وأنتم بخير .. أجمل ما في مولد النبي المختار سيد الأنام، أنه مصدر سعادة دون أي شيء آخر .. أن تذكره تسعد .. أن يأتيك تسعد .. أن يجول بخاطرك تسعد، حتى وإن ارتبط الاحتفال به بعادات شعبية، إلا أن الأهم والأجمل والأروع دوماً هو مولد سيد البرية .. أننا من أمة محمد .. يكفينا ذلك كي نسعد.
ويعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مناسبة دينية و تراثية، وعادة متوارثة في المجتمع المصري، ويحتفل به المسلمون في جميع ربوع الأرض لما تمثله هذه المناسبة من مكانة عظيمة لديهم، فهي ذكرى مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعيداً عن الذكرى العظيمة، إلا زن ما ارتبط بعادة الاحتفال الشعبية، لم يعد على حاله، في ظل حالة الغلاء التي ألقت بظلالها على الشارع المصري، وعلى الناس، الذين يحرصون مثلاً على شراء حلوى المولد، لكنه «مُرَّة» هذا العام، مرة على الناس الذين يريدونها ولا يقدرون على ثمنها وعلى الباعة الذين لا يجدون رواجاً لبضاعتهم في ظل الغلاء الذي نال من ابتسامة البسطاء.
كاميرا «» تجولت في سوق الحلوى لرصد أسعار وأنواع الحلوى بمناسبة ولنتعرف على صناعة حلوى المولد، والتجارة بها والإشراف على تنظيمها وتوزيعها من خلال لقاء الحاج محمد الصعيدى أحد أصحاب محلات ومصانع الحلويات، للكشف عن أسرارها والتعرف على واقعها وأسعارها.
قال صاحب مصنع الحلوى: تتوافر حلوى المولد في معظم أوقات العام ولكن يتوافد الناس لشرائها بحلول المولد النبوي من كل عام وهذه المناسبة خاصة جدا بالنسبة للشعب المصري وغير ذلك من العام يكون الطلب بسيطاً لأن الكثيرين يعتبرون حلوى المولد حلوى موسمية فقط.
وأضاف الحاج محمد الصعيدى أنه يقوم بصناعة حلوى المولد النبوي منذ سنوات، وأن مصنعه بالأساس مختص بصناعة الجاتوه، والتورت، والكيك، والبسكويت، والحلويات الشرقية، ولكن لايمكنه إهمال هذه المناسبة أو التغاضي عنها فهو يستعد لصناعة حلوى المولد قبل موعد الإحتفال ونصب الخيم بجوار المصنع قبل شهر من موعد المولد النبوي.
أشار إلى أن أنواع وأقسام حلوى المولد كثيرة ومتنوعة وقد اختلفت أشكالها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ولعل أشهرها قسم “الأعلافة” الذي يضم “الفولية ، الحمصية ، السمسيمة، اللوزية، عين الجمل ، البندقية ، الفستقية ، الزبيب” وقسم الملبن وأنواعه كثيرة منها “السادة، وبالمكسرات ، وملبن الحبل ، وملبن الألوان ، وملبن السكر”، لافتا إلى أن هناك أنواعاً أخرى من الحلوى مثل “الشكلمة ، اللديدة ، القشطة ، البسيمة ، جوز الهند ، جزارية، نوجة بالمكسرات ، دومية”.
أضاف أن الكثير من المواطنين يقومون بشراء الأصناف الشعبية من الفولية والسمسمية والحمصية والمشبك وأقراص الحلوى الأخرى التي يدخل في صناعتها الحمص والسمسم والملبن الشعبي غير المحشو، غير عابئين بالأنواع والأصناف الأخرى بسبب إرتفاع أسعارها.
وقال صاحب مصنع الحلوى: لا نتعاقد مع تجار لبيع الحلوى بل نقوم بنصب خيمة بجوار المصنع وبيع منتجات المصنع في مجال الحلوى بشكل عام وحلوى المولد بشكل خاص.
وتابع أن سبب إرتفاع الأسعار هذا العام عن الأعوام السابقة يعود لارتفاع أسعار المواد الخام وأجرة الأيدي العاملة التي تستخدم في تصنيع الأصناف المختلفة من حلويات مما أدى إلى ركود سوق الحلوى هذا العام .
وأضاف العم “عاطف” أحد العاملين بالمصنع أن عملية صناعة حلوى المولد تتم على مراحل مثل السودانية والسمسمية والأنواع الشهيرة، وأن تصنيعها آليًا وداخل المصنع منذ سنوات طويلة، وتبدأ مرحلة التصنيع بالسكر وتسخينه ثم مرحلة الغليان على درجة حرارة معينة داخل إناء كبير لكى يقوم بتصنيع كميات كبيرة ثم وضع عليه السودانى أو السمسم ووضعه فى القلاب، وتعتمد صناعة حلوى المولد على الخبرة وتكنيك خلط المكونات ببعضها لبعض وتشكيلها، وتقطيعها بالأشكال المعتادة بآلات حتى التغليف وتقديمها بالأسواق.
أشار العم عاطف إلى قلة الطلب على العروسة والحصان بالسكر، فالناس أصبحوا يشترون العرايس البلاستيك لذلك لم يعد يتم تصنيعها ولكنها مازالت موجودة في بعض المناطق.
وأكد “محمد يوسف” أحد العاملين بالمحل أن نسبة إقبال المواطنين على شراء حلوى المولد هذا العام منخفضة مقارنة مع العام الماضي وذلك نتيجة تزامن المناسبة مع موعد بدء العام الدراسي الجديد فالناس تعطي الأولوية لدخول المدارس عن شراء الحلوي، وتأجيل شراء الحلوى لبعض الوقت أو التقليل من الكميات المعتادة في الشراء بالإضافة إلى الارتفاع المبالغ فى الأسعار.
وقالت مدام أسماء: عادة نحرص على شرائها في أي ظروف، ورغم دخول المدارس إلا أن ارتفاع أسعار حلويات المولد كالعادة مثل كل عام، ومش عارفه نلاقيها منين ولا منين كل حاجة غليت هو ده الموسم بتاع كل حاجه بقيت غالية بس هنعمل إيه لازم نفرح العيال وكل سنة وكل الامة الاسلامية بالف
وقال سامي رمضان: عشان ولادي ممكن أشترى بالقطعة لأني مقدرش أشترى علبة كاملة خصوصا أن أغلب المحالات بتقول أسعار غريبة.
وتساءل سامى رمضان قائلا : أدفع المدارس ولا أشترى حلاوة مولد النبى ؟، وتابع : أنا موظف وأولادي جميعهم بالمراحل التعليمية وأنا أمام حلين لا ثالث لهما، إما احتياجات المدارس أو أشتري الحلاوة ولا أسداد المصاريف المدرسية، خاصة أننا بدأنا في دوامة الدروس الخصوصية بس طبعا جبت للبيت شوية حاجات علشان نحس بالمولد.