“دور الأديان في مواجهة الشائعات”..ندوة كنيسة مارجرجس بقنا
في إطار حملة “تحقق قبل ما تصدق”، نظمت كنيسة مارجرجس بمدينة قنا بالتعاون مع مركز إعلام قنا، ندوة تحت عنوان “دور الأديان في مواجهة الشائعات”، حضرها عدد من الشخصيات العامة، من بينهم الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، وأعضاء مجلس النواب، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، إلى جانب القيادات التنفيذية والشعبية وممثلي المجلس القومي للمرأة.
قدم الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، محاضرة بعنوان: “الوعي المجتمعي الحقيقي والوعي الزائف: الشائعات نموذجاً”، ركز فيها على المخاطر والتحديات التي تواجه المجتمع المصري، وتنمية الوعي الحقيقي لمواجهة الشائعات باعتبارها أداة رئيسية من أدوات حروب الجيل الرابع.
بدأ الدكتور القصبي محاضرته بتقديم التحية للشرطة المصرية بمناسبة عيدها الـ73، مشيداً بصمود الدولة المصرية أمام التحديات، وموجهاً الشكر للكنيسة ومركز إعلام قنا لتنظيم الندوة. وأوضح أن الشائعات تمثل أحد أخطر أشكال “الحروب النفسية الناعمة” التي تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات عبر نشر الفتن والقلاقل.
وأكد القصبي أن الشائعات ليست مجرد أكاذيب عشوائية، بل هي أداة ممنهجة تستهدف ضرب استقرار الدول وعرقلة التنمية من خلال استغلال الجهل والوعي الزائف، مشيراً إلى أن بعض الشائعات تُصنع من أخبار زائفة بالكامل، بينما يعتمد البعض الآخر على تضخيم حقائق صغيرة أو تحريف الأحداث.
تناول الدكتور القصبي أنواع الأهداف التي تخدمها الشائعات، من نفسية ومعنوية إلى سياسية واجتماعية واقتصادية، موضحاً أنها تصب جميعها في إطار تفكيك المجتمعات وخلق حالة من عدم الثقة والتوتر. وأشار إلى أن نجاح الشائعات يعتمد على غياب الوعي المجتمعي الحقيقي، مما يؤدي إلى حالة من السلبية واللامبالاة، التي تضعف المجتمع وتجعله عرضة للانهيار.
أشار الدكتور القصبي إلى أن الوعي المجتمعي الناضج يمثل الحصن الأمين لحماية الأوطان، مؤكداً على ضرورة تعزيز قيم المشاركة الإيجابية بين أفراد المجتمع لمواجهة الوعي الزائف. وأضاف أن الصلابة والتماسك الاجتماعي هما السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار المجتمعات، وأن التصدي للشائعات يتطلب وعياً ناضجاً قادرًا على التمييز بين الحقيقة والزيف.
أقيمت الندوة في قاعة مجمع كنيسة مارجرجس بقنا، وأدارها القمص يوحنا صبري، كاهن بمطرانية الأقباط الأرثوذكس. وشهدت الفعالية فقرة غنائية قدمها فريق كورال الكنيسة، تخللتها أغنيات وطنية أشادت بصمود الشعب المصري ووحدته.